المجلس الوطني الكوردي في سوريا

آذار ينتفض للحرية

يحمل آذار في ثناياه تاريخ شعب أصيل، يعشق الحرية، ويناضل من أجل حقوقه القومية المشروعة. لقد كانت الانتفاضات الكوردية، ليكون آذار ربيعاً، أبديا. ربيعا للحرية، تتشكل  ملامحه المعاصرة من انتفاضة إقليم كوردستان. إلى انتفاضة قامشلو،  كي تشمخ ملحمة وتاريخ ، نضال رسخ خلوده في وجدان الشعب الكوردي.

586

آذار ينتفض للحرية

زهرة أحمد

 

يحمل آذار في ثناياه تاريخ شعب أصيل، يعشق الحرية، ويناضل من أجل حقوقه القومية المشروعة.

لقد كانت الانتفاضات الكوردية، ليكون آذار ربيعاً، أبديا. ربيعا للحرية، تتشكل  ملامحه المعاصرة من انتفاضة إقليم كوردستان. إلى انتفاضة قامشلو،  كي تشمخ ملحمة وتاريخ ، نضال رسخ خلوده في وجدان الشعب الكوردي.

 

انتفاضة 12 آذار : في ذاتها تاريخ، تاريخ انتفاضة الشعب الكوردي ضد كل أشكال الاستبداد من قبل الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا، بل الديكتاتوريات التي مارست سياسات التمييز العرقي والاضطهاد القومي بحق الشعب الكوردي، حرمته من جميع حقوقه المشروعة، كما طبقت بحقه مشاريع عنصرية وإجراءات وقرارات استثنائية، وفق سياسة ممنهجة هدفت إلى طمس الهوية الكردية وصهر الكرد في بوتقة القومية العربية

 

فكانت انتفاضة 12 آذار، انتفاضة قامشلو التي شكلت اللبنة الأساسية للثورة السورية، قبل انحراف مسارها.

لم يكن 12 آذار يوماً عادياً، كان تاريخاً للحرية.

إنه رد فعل لتراكم جبال من الاستبداد والقهر والحرمان، خرجت الكلمة من بين سياج الخوف، من بين أنياب الاستبداد، فكانت صرخة الحرية، تلك التي أطلقها كاوا حداد، ولايزال صداها يغيم في الذاكرة. في سجلات التاريخ، لتخرج كما كانت قوية ومدوية.

كان الخوف من انتقال الانتصار الكوردي في جنوبي كوردستان إلى غربي كوردستان، فكانت رصاصات الغدر، من قبل مهندسي المجزرة.

 

هنا في الملعب البلدي في قامشلو، حيث كانت المؤامرة، كان التخطيط المسبق، وكانت للشعارات المسيئة للرموز الكوردية في شوارع قامشلو من قبل مشجعي فريق الفتوة، مصطحبين معهم كل أدوات العنف إلى الملعب.

ليكون آذار مخضباً بالدم، أصوات الرصاص تتسابق مع  صدى الملعب وأثناء الخروج مع جثامين الشهداء إلى مقبرة قامشلو.

لتكون الانتفاضة، في كل بقعة تنطق بالكوردية.

الانتفاضة التي بدأت من مدينة قامشلو، وسرعان ما انتشر لهيبها في كل المدن والقرى الكوردية، من عين ديوار إلى عفرين، إلى المدن السورية الكبرى في حلب ودمشق.

لتكون الانتفاضة الأولى التي اهتز عرش الاستبداد بسببها، وحطمت جدار الخوف والطوق الأمني الخانق والدموي لكل نفس كوردي ينطق بالحرية.

كان الشهداء بالعشرات والجرحى والمعتقلين بالآلاف.

لم تتوان القوات الأمنية السورية عن استخدام أعنف أساليب التعذيب ضد المعتقلين، مخترقة بذلك كل القوانين المناهضة للعنف وتعذيب المعتقلين، منهم من استشهد تحت التعذيب ومنهم من أصبح معاقاً، وما أكثرهم.

حاول النظام وبأساليب خبيثة أن يحور الأحداث إلى صراع بين العرب والكورد، ضارباُ بذلك كل قيم التعاييش السلمي بين الشعب الكوردي وباقي المكونات في الجزيرة الكوردية.

استطاعت انتفاضة 12 آذار أن توحد الكورد جميعاً تحت عنوان الانتفاضة فكانت انتفاضة الشعب الكوردي.

لذلك، ووفاءاً لدماء الشهداء لابد من العمل معاً لبناء موقف سياسي كوردي واحد، لتطبيق دروس الكوردايتي لانتفاضة قامشلو في حاضرنا لأجل مستقبل مشرق.

إنها المسؤولية التاريخية، التي  تتطلب تغليب المصلحة القومية على المصالح الحزبية، والعمل الجاد من أجل القضية الكوردية وحقوق الشعب الكوردي المشروعة.

 

لابد من أرشفة انتفاضة قامشلو بتفاصيل أحداثها.

وهنا لابد من الإشارة، بل الثناء على تلك الجهود الجبارة التي بذلت من قبل الكتاب والنشطاء الكورد لتوثيق وأرشفة أحداث انتفاضة آذار.

كما لابد من تبني مثل تلك المشاريع ودعمها  قبل أن يشوه الأعداء كما كل مرة تاريخنا المشرق.

 

المجد والخلود لأرواح الشهداء الذين رسموا خارطة الطريق للحرية والكرامة الانسانية

 

الخلود لأرواح شهداء الكورد وكوردستان

التعليقات مغلقة.