المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بيان صادر عن الامانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا بخصوص احتفالات نوروز…

94

ليبقى نوروز رمزاً للحرية والمحبة والسلام ويوماً لتشديد النضال في سبيل الحرية يعود آذار (الشهر الكردي بامتياز ) .

وهو يختزل محطات هامة من تاريخ الشعب الكردي بآلامه وآماله ،ويحتضن في الحادي والعشرين منه عيد نوروز المجيد ،الذي يحتفل به أبناء الشعب الكردي منذ آلاف السنين كعيد قومي لهم ،يرمز إلى الحرية والمحبة والسلام وتبقى شعلة ناره المتقدة نبراساً لمواصلة النضال ضد الظلم والطغيان.

يحل نوروز هذا العام ولايزال الشعب الكردي في أجزاء كردستان يواصل نضاله في سبيل تحقيق أهدافه في الحرية والكرامة ،وبناء كيانه القومي أسوة بشعوب العالم ،في حين يزداد أنظمة الدول التي تقتسم أجزاءه أمعاناً في ممارسة أنواع الظلم بحقه ، ويحول دون تحقيق ما يطمح إليه ، ،ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق والعهود الدولية التي تكفل للشعوب حقها في تقرير مصيرها أمام رد فعل باهت ومواقف خجولة من المجتمع الدولي ، لاترقى إلى مستوى تلك الممارسات ،ومتناسياً ما قدمه الشعب الكردي من تضحيات لدحر الإرهاب وكسر شوكته ، من كوباني إلى خانقين على امتداد ما يقارب 1500 كم ، لاقى الأعجاب لدى كل ذي ضمير حي في العالم ،

ويتعرض أبناء الشعب الكردي اليوم في عفرين وفي حقول زيتونها رمز السلام إلى دمار وخراب وشهداء وجرحى بالمئات من الأطفال والنساء والشباب جراء هجوم الجيش التركي ومؤازرة الفصائل المسلحة المتعاونة معه والذي دخل معظم قرى ومنطقة عفرين الكردية وحاصرت المدينة نفسها وهي تعاني شح المياه والغذاء والدواء

وقد أدان المجلس بشدة هذا الهجوم والتدخل وأعرب عن مخاوفه من التهجير الحاصل وما يتردد من تغيير ديمغرافي هناك وقد رفض المجلس دوماً سياسات pyd في مراهناته على التناقضات الدولية والتفرد بالقرارات المصيرية لشعبنا والهيمنة بمنطق قوة السلاح الأمر الذي كان له تداعياته وما جرى في عفرين , كما ناشد الأمم المتحدة والدول والمنظمات الإنسانية بوقف المعارك وانسحاب القوات وإدراة المنطقة من قبل أبنائها ، كما يأتي هذا التدخل التركي لتوسيع منطقة نفوذه في ذلك الجزء في ظل تقاسم النفوذ في البلد السوري المفجوع بالاستبداد والإرهاب وبهجرة أبنائه وتشردهم واستباحة دمهم في أرقام مروعة من القتل والخراب ،في حين يتلكأ المجمع الدولي والدول ذات الشأن عن دفع عجلة الحل السياسي الذي توافقوا عليه من خلال جنيف وملحقاته .

لقد اعتمد المجلس الوطني الكردي دوماً خيار الحل السياسي للتغير بعيداً عن لغة العنف وصوت الرصاص واستطاع أن يؤسس رؤية كردية جامعة عن سوريا المستقبل وحل القضية الكردية فيها , وأكد على هويتها كدولة متعددة القوميات والأديان والثقافات بنظام حكم ديمقراطي تعددي دولة اتحادية فدرالية يضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي وكافة المكونات الأخرى ،وعمل المجلس من خلال تواجده في اطر المعارضة وفي المحافل الدولية على تنوير الرأي العام والقوى المعنية بالوضع السوري بهذه الرؤية وسعى إلى ادراجها على جدول الأعمال والأوراق المعتمدة فيها وسلك ذلك بسياسة واقعية بعيدة عن منهج الشعارات التي اضرت وتضر بالمصالح العليا الشعب الكردي وضمن واقع المشهد والمعادلة السورية المتشابكة .

إن المجلس الوطني الكردي وفي الوقت الذي يتقدم في هذه المناسبة العزيزة بأحر التهاني لكافة أبناء الشعب الكردي في كردستان وفي أماكن تواجده فأنه وتضامناً مع اهلنا في عفرين وفي محنتهم يدعو إلى إلغاء كافة مظاهر الفرح والاحتفالات والاقتصار على احياء عيد نوروز بشكل حضاري يليق بمعانيه وقيمة الإنسانية النبيلة .

عاشت نوروز رمزاً للحرية والسلام الرحمة والخلود للشهداء

 

 

الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا

17/3/2018 

التعليقات مغلقة.