المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد شيخ الشهداء الشيخ محمد معشوق الخزنوي..

62

يصادف الأول من حزيران  الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي المعروف بشيخ الشهداء.

اختطف الشيخ محمد معشوق الخزنوي من قبل ازلام وعصابات النظام أمام مركز الدراسات الإسلامية في دمشق صبيحة العاشر من شهر أيار 2005، وانقطعت اخباره إلى أن أعلن النظام عن فبركة ورواية اغتياله والعثور على جثته في مقبرة بدير الزور في الأول من حزيران، حيث تم تسليم جثته إلى ذويه الذين جاءوا به إلى قامشلو ليوارى الثرى في مقبرة قدوربك وسط حضور جماهيري غفير من أبناء الشعب الكوردي.
ولد الشيخ محمد معشوق الخزنوي في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول /ديسمبر عام 1958 في قرية تل معروف التي تقع جنوب شرق قامشلو.
نشأ الشيخ محمد معشوق الخزنوي في أسرة دينية معروفة على المستوى الكوردستاني والإسلامي حيث
درس مبادئ العلوم الشرعية على يد والده عزالدين الخزنوي ثم أنهى الدراسة في المعهد الشرعي الذي أسسه جده أحمد الخزنوي في قرية تل معروف، إلى جانب دراسته النظامية في مدارس النظام التي نال منها الشهادة الإعدادية عام 1974 والشهادة الثانوية عام 1977، وثم انتسب الى معهد إسعاف طلاب العلوم الشرعية بباب الجابية في دمشق ونال شهادتها بتقدير ممتاز ، لذلك رشحته إدارة المعهد لاستكمال دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث حصل منها على درجة الإجازة في الشريعة الإسلامية عام 1984، وأكمل دراسته حيث نال على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية عام2001 من كلية الإمام الأوزاعي بلبنان عن أطروحته (الأمن المعيشي في الإسلام )، وكذلك نال درجة الدكتوراه في الدراسات والعلوم الإسلامية بجامعة كراتشي بباكستان عن أطروحته واجتهاده في مشروعه ( التقليد وأثره في الفتن المذهبية).
عمل الشيخ محمد معشوق الخزنوي بعدها في مجال الدعوة مدرسا وخطيبا في المساجد والمعاهد الشرعية في أكثر من منطقة في سوريا.
كان العلامة الشيخ محمد معشوق الخزنوي يدير مركز احياء السنة للدراسات الإسلامية الذي أنشأه في قامشلو كمجمع لنشاطاته الدعاوية الاصلاحية العلمية والاجتماعية والصحية والوطنية وخطيبا في جامع البر الإسلامي في قامشلو.
كان عضو مجلس أمناء القدس ببيروت، وعضو مجلس أمناء الدراسات الإسلامية في دمشق، عضو اللجنة السورية للعمل الإسلامي المسيحي المشترك، عضو لجنة حقوق الإنسان ماف وعضو اتحاد المثقفين الكورد.

كان شيخ الشهداء يعمل على تنوير وتحرير العقول والنفوس وفق الرسالة الدينية المحمدية، واتخذ من موقعه منبراً لايصال رسالة ومعاناة شعبه الكوردي للعالم، وما يتعرض له من ظلم وعدوان من قبل الاجهزة الامنية والنظام السوري.

بعد انتفاضة 12 آذار عام 2004 بقامشلو، أخذ على عاتقة عملية إيقاظ الكورد من خلال الخطب في الجوامع والمشاركة في الندوات أو المحاضرات المناهضة لسياسة الظلم والاضطهاد التي كان يمارسها النظام آنذاك ضد الكورد.

 

مقتطفات من خطابه في سنوية فرهاد 2005/4/8 :

أيها الأخوة ..أيها الأحبة.. أيها الحضور

يعلم الجميع أنني ما شاركت في مأتم موت أحد. اليوم أقول إننا عازمون أن نحيي من أمتّموهم وعازمون أن نبني ما هدمتموه وعازمون أن نعمّر ما خربتموه، وإن فرهادَ وأمثاله سيكونون حباتنا التي ستنبتُ سبعَ سنابل، في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء ؛ نساءنا سيلدن آلافاً أمثال فرهاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون؟
لذلك اليوم: أنا بينكم ليس من أجل سنوية فرهاد سنوية موته ومأتمه، إنما أنا معكم من أجل سنوية حياته ؛وسنوية حياة شعبه وأمته؛ فرِحٌ جداً أن أقف معكم وأنا أحتفل بحياة هذا الرجل؛ لكنني أيضاً حزين جداً لأن عشرين و نيفاً من شهدائنا مرت عليهم سنة على حياتهم ولم تحتفل أمتهم بحياتهم.

وجملته الشهيرة “إنما الحقوق أيتها الأخوة لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تؤخذ بالقوة”..
بعد الكلمة التي ألقاها في سنوية فرهاد القي القبض على الشيخ محمد معشوق الخزنوي من قبل ازلام وعصابات النظام في 10/5/2005، ونشر خبر اختطافه بين اطياف الشعب الكوردي مما دب حالة من الرفض والسخط الشعبي مطالبين النظام بالكشف عن مصير الشيخ والافراج عنه.
وفي يوم 31/4/2005 ليلة1/6/2005 اخبر النظام المجرم ذوي الشيخ بأنهم عثروا على جثة الشيخ محمد معشوق الخزنوي في مقبرة في دير الزور، حيث سلم الجثة لنجلي الشهيد الشيخ مراد والشيخ مرشد وعلامات التعذيب والتشويه كانت واضحة على الجثة.
بعدها توجه نجلا الشيخ بصحبة جثمان شيخ الشهداء الطاهر إلى مدينة قامشلو ليوارى الثرى في مقيرة قدوربك.
وعند الساعة الحادية عشر سمعت كوردستان سوريا بالخير الفاجع والمؤلم  وتوافدت الجماهير الكوردية إلى مدينة قامشلو من المدن والبلدات والقرى لاستقبال وتوديع جثمان شيخ الشهداء.

استقبل الملايين من الشعب الكوردي شيخهم، الذين خرجوا لتوديعه وهم يهتفون بحياته والسير على خطاه،
وحوالي الساعة الحادية عشر ليلاً توجه المشيعون بشيخهم إلى مقبرة الشهداء بقدور بك حيث وارى الثرى في مشهد مهييب وقامشلو تبكي والمشيعون ينادون ب( قامشلو فارغة.. وشيخ معشوق غير موجود)
Qamişlo valaye, Şêx Ma’şûq nexweyaye…

التعليقات مغلقة.