المجلس الوطني الكوردي في سوريا

خالد إبراهيم: سأعتزل الشعر ….

68

كالأصابع في الهواء نتعارك…!
نتشابه بكلِ شيء إلا الحياة، الحياة ناضجة وجميلة وربما نحن الذين لا نستحقُ هذه الحياة
أحبكِ كصراخ المدافع على تخوم كركوك، كزغاريد النساء وبكاء الطفل العنيد كرائحة شهيد على علم كردستان، سيتذكرني الرصيف وجنون القطار المنحدر نحو العدم
أنا العابر على سريركِ الأبيض ذات مساء، تبحثُ عني أمواج الذباب
وملمسُ الحقنةُ بزيت الوباء والفشل، ذلك اللقيطُ في مقبرة
يخيطُ أزرار قميص تحت ضوء القمر، يَفُك عذرية المساء وزجاجات الفودكا
يلتقط الرصاص من فوق رؤوس الأموات، يعدو بروحي المنهارة ويعلنُ الانتصارات على منصات الربيع الجاف
أحبكِ أيتها الحياة
كل شيء فيكِ يتعرى أمامي مثل أخطاء الشهيد
وبراءة الوردة البيضاء
أحبكِ في فوهة بندقية مكتوب عليها كردستان
كصرخة ام الشهيد
وحطب الحنين والذكريات
كان هنا ومضى
لا تبتعدي عني أكثر من هذا البعد، للمسافات قتلى وجثث وأصوات رصاص وقبور منفوخة ولمعة خنجر على شاهدة قبر يدعى أنا.
أشعر بالوحدة وشظايا الخيبة تعصر أوصالي، أجلس في المقعد والعتمة تلف نفسها وطناً يبعدني عنكِ، تطيحُ بيَّ أفكاري وأرسم صورتكِ على خريطة الزمن الغابر والعابر محيط ذهولي، رائحة يديكِ بريق عينيكِ جسدكِ العاري يحملني من مقعدٍ في سجن إلى سفينة راحلة نحو العدم.
أكره الانتظار وشبق التهميش واللامبالاة
من هم ومن أنا
ذلكَ التسجيل الصوتي أتلف ذاكرتي ودمر جميع احتمالاتي ونامت على كتفي الملائكة وعناوين الفشل العنيد
لستُ جداراً تطرقين مسامير انتصاراتكِ عليه سيدتي
لستُ مقعداَ في محطة قطار عابر
أين انت هذا اليوم؟
ماذا تفعلين هذا المساء وما هي حجم ضحكتكِ وعلى إي طاولة أصرخ الآن؟
سأزج بنفسي بين الصخور وسكاكين الغرباء والشحاذين
سأعانق مستقبلاً مسحول خلف عربة خشبية
سأكسر قلمي هذا وأعتزل تقليد الشعراء والجواسيس والصعاليك وجواميس بلادي
سأبني خيمة تليق بوحدتي وفوضى حواسيَّ الخمس

التعليقات مغلقة.