المجلس الوطني الكوردي في سوريا

مواهب غمرتها رياح السنين ودفنتها في طياتها ..

61

اعتاد الشاعر محمود علي دشتو من سكان قرية ليلان الواقعة إلى الجنوب من مدينة تربه سبي في غرب كردستان ، على كتابة أشعاره القصيرة أو التي يمكن أن تُسمى ” الخواطر” باللغتين الكوردية والعربية .

هذا وعلى الرغم من الوضع المادي السيء الذي كان يعانيه الشاعر محمود إلا أنه لم يتوانَ عن تصقيل موهبته الشعرية التي باتت تنثر أجمل الكلمات والمعاني المغنّاة المدفونة التي لم يتطلع عليها أحد .

ولتسليط الضوء على هذه الموهبة المدفونة ومن يقف وراءها ، التقت شبكة موقعنا R-ENKS مع الشاعر محمود دشتو ليسرد لنا تفاصيل تجربته الحياتية والشعرية ، حيث قال « قضيت طفولتي ودراستي الإبتدائية في قرية ليلان ، والمرحلة الإعدادية في تربه سبي، مشيراً أنه أتمّ دراسة الثانوية العامة في مدارس مدينة قامشلو ليحصل على شهادة البكالوريا العلمية عام 1987 .

وعن سؤال مراسلتنا عنه حول العوائق التي منعته من إتمام دراسته قال « لم أكمل دراستي ولم التحق بالجامعة لسببين رئيسيين وهما : 1- عدم امتلاكي للجنسية السورية والتي حُرمت منها كغيري من الكورد . 2-الوضع المادي المتدهور ، حيث أنّ أغلب سكان منطقتنا كانوا يعانون من هذه المعضلة.

وأضاف « بدأت بالعمل في مرحلة مبكّرة من عمري كسائقٍ للآلات الزراعية في سبيل العيش الكريم ، مبيناً أنه كان إلى جانب ذلك يشارك في احتفالات أعياد نوروز لإبراز موهبته الشعرية الذي كان قد كُتب لها منذ ذلك الحين أن تُدفن في الحياة ، إذ شارك أكثر من (6) سنوات في الفرق الفلكلورية في أعياد النوروز على خشبة المسرح بين راقصٍ و مغني و عريف حفل .

وأردف قائلاً « انتقلت في أواخر التسعينات إلى دمشق سعياً للعمل وليحقق حلمه في رؤية أبنائه يدخلون الجامعات بكافة فروعها ، منوّهاً أنه وإلى الآن لازال يقطن في دمشق ،

مؤكداً أنّ العمل الشاق وضجيج الحياة لم يمنعاه من ممارسة هواياته في كتابة الشعر القصير « الخواطر» باللغتين الكوردي والعربية ، لافتاً أنّ لديه أكثر من (150) خاطرة باللغة العربية و أكثر من (75) خاطرة باللغة الكردية، كما أنه غنّى الكثير من كلماته وذلك بالاعتماد على آلة البزق البسيطة وبأسلوبٍ بسيط .

وهنا نتوقف قليلاً لنلقي الضوء على جملة من الكلمات البسيطة التي حاكها الشاعر بلغة بسيطة جميلة باللغتين الكوردية والعربية :

KOÇERAMIN

koçeram ti çû kû — kîja warî

westiyam li sînora— hêsir dibarî

min dipirsî ji çûka

ji mezin û biçûka

ji hêsirên bûka……..û ez negiham te

ev bû çend salê me—em penaberin

li çol û kolana —em lihev digerin

min dipirsî ji dîwara

ji tûpişk û mara

ji çiya û ji dara………..û ez negiham te

dixwazim bighim te—û liba te rûnim

nema karim xewn û hêviya bihûnim

emir tev çû bi kul

herdû çavê tey kil

bûne hisreta dil…………û ez negiham te

ji bo te ez bûm rêwî—rêwîkî bê nav

mi widakir nasnema –û biratî û bav

lê zanibe koçerê

dil dev jite naqerê

her wê lite bigerê……….û zê bighim te

 

عندما تغيبين

قلبي يعتصر ألماً

و الحزن يغزو ناصيتي

أترنح على دروب الضياع

ألملم من صرة الانتظار آهاتي

تشكو رئتي من شهيق الفراغ

و الروح لا تهوى قوافل الغانيات

أبحث عنك في حنايا شغفي

فأترع ذاكرتي ببقايا الذكريات

عندما تحضرين

يرقص فؤادي فرحاً

تتجمهر على شفتاي حزم القبلات

يسرد لساني أبجدية الغرام

بكل الأشكال و الألوان … و كافة اللغات

لا شيء يُعكر مزاجي و صفوة يومي فأنت الوجود منك ميلادي ….

و فيك مماتي و في عينيك فقط …أجد

ذاتي ويُشار أنّ الشاعر محمود دشتو من مواليد قرية ليلان 1996 ، متزوج و لديه (6) أولاد، ينتمي إلى عائلة مثقفة ، إلا أنّ تردي الأوضاع الاقتصادية لأغلب العوائل الكوردية آنذاك قد وقفت عائقاً أمام تحقيق حلمه في إتمام دراسته واللحاق بالجامعة كغيره من زملاء الدراسة .

 

إعداد : بيرين يوسف

إعلام ENKS تربسبيه

 

التعليقات مغلقة.