المجلس الوطني الكوردي في سوريا

كاوا عزيزي : الإتفاقية الروسية التركية حولت القضية الكوردية في سورية من مستوى قضية وطنية بإمتياز إلى قضية دولية بإمتياز

87

بقرار مفاجئ وغيرمتوقع  أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من منطقة شرق الفرات , رغم إعلانها قبل عدة شهور إلى توصلها لإتفاق مع تركيا و قسد لإنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات .

الإعلان الأمريكي كان بمثابة ضوء اخضر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجتياح المناطق الكوردية في شمال سوريا , بمشاركة مجموعات مسلحة محسوبة على المعارضة السورية .

العدوان التركي و منذ ساعاته الأولى كان محل إدانة دولية و عربية واسعة , حتى الرئيس الأمريكي ترامب كان محل نقد من المؤسسات الأمريكية التي ألقت عليه اللوم بالتخلي عن الحلفاء الكورد .

روسيا عمدت إلى ملئ الفراغ الذي خلفه الإنسحاب الأمريكي , و توصلت لتفاهم مع أنقرة يقضي بوقف العمليات العسكرية التركية , و سحب قسد لقواتها لمسافة 30كم عن الحدود , و حلول قوات النظام السوري في المناطق الحدودية , مع تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية  .

موقعنا R-ENKS  حاور الدكتور كاوا عزيزي عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا و طرح عليه مجموعة من الأسئلة بخصوص التطورات الأخيرة .

1 – ما هي ايجابيات و سلبيات الاتفاق التركي الروسي بالنسبة للوضع الكوردي في سوريا عامة و كوردستان سوريا خاصة ؟

 

الدكتور عزيزي قال : إن إيجابيات الإتفاقية الروسية التركية , و من قبلها الإتفاقية الأمريكية التركية , أنها أوقفت الحرب وأوقفت هجرة الكورد وهذا يعنى أنها أوقفت التغيير الديمغرافي و حرب الإبادة ضد الكورد .

و أكد عزيزي : إن هذه الإتفاقية حولت القضية الكوردية في سورية من مستوى قضية وطنية بإمتياز إلى قضية دولية بإمتياز .

و رأى عزيزي : إن الإتفاقية كسرت الهيمنة العسكرية للـ قسد على الحياة السياسية في كوردستان سورية , و إنها فتحت بابا جديدا لتطوير الإدارة الذاتية بمشاركة واسعة وحقيقية على أسس أكثر عدالة و أكثر ديمقراطية .

و أضاف : اعتقد بانها أبعدت عنا الـ PKK إلى الأبد .

أما الناحية السلبية التي يراها عزيزي في الإتفاقية بانها تبقى فقط بين طرفين تركي وروسي .

و أكد عزيزي أن هناك معارضة أوربية ومعارضة من الناتو وأمريكا لتفرد الروس والأتراك بالمنطقة , و أن هناك محاولات جدية حثيثة لإنشاء منطقة آمنة تحت إشراف أوربي .

2- لو أردنا تقييم القوى الرئيسية الآن في سوريا بين رابح و خاسر ، كيف تقيم وضع كل منهم أمريكا ، روسيا ، تركيا ، النظام ، الكورد ، و ما هي المكاسب التي حققها كل منهم إن وجدت ؟

 

الدكتور عزيزي يرى بأن كل طرف يعتقد أنه الرابح في ظل الواقع الحالي و أن كل منهم حقق مكاسب فالأتراك يشعرون بانهم ربحو بإحتلالهم أراض جديدة بين رأس العين وتل أبيض .

لكن عزيزي أكد بأن هذا الإحتلال جلب لهم العار والإتهام بإرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية . وإظهار الجيش الوطنى السوري بإنه جيش إنكشاري وربما يدخل في لائحة المنظمات الإرهابية وهي كذلك .

أما أمريكا تشعر بأنها ربحت لأنهاأامنت النفط وسحبت جنودها بسلام ولن تدخل ساحة حرب .

و روسيا تشعر بانها ربحت , كونها حلت محل أمريكا في شرق الفرات و أصبح دورها مهما جدا و أخذت تلعب دور منافس لأمريكا لكسب الكورد الى جانبهم .

و الكورد يشعرون بانهم تخلصو من الحرب والهجرة والتغيير الديمغرافي .

أما  النظام فقد عاد قويا و بترحيب كوردي إلى المنطقة الكوردية و يشعر بالنصر.

أما الخاسر الأكبر هم جنجويد تركيا حسب ما سماهم عزيزي : هم عناصر الجيش الوطنى السوري الذين  لعبوا دورا فظيعا دورا إرهابيا  , تركو أعراضهم وشرفهم تنتهك في ريف دمشق وإدلب وأتو بجيش أجنبي لإحتلال أرضهم وقتل مواطنيهم , كسبو صفة الإرهاب والخيانة الوطنية العظمى كونهم ساعدو جيشا أجنبيا لإحتلال أرضهم .

و أضاف عزيزي : الجيش التركي والحكومة التركية يعيشون الأن حالة عزلة شديدة عن العالم بسبب هجومهم الوحشي وإحتلالهم لأراض سورية وقتلهم لمدنيين كورد , ومحاربة قسد التي حاربت إرهاب داعش حتى النهاية .

3  – ما الذي دفع بالرئيس الأمريكي ترامب للتخلي عن الكورد فجأة ، مع انه أكد بنفس حفاظه على الوجود الأمريكي في مناطق أخرى كالسعودية و افغانستان ؟

 

عزيزي قال :إن سبب ترك أمريكا للمنطقة هو الوصول إلى هدفهم بتامين النفط . و برروا بانهم لم يعطو وعودا للكورد بالدفاع عنهم اذا هجمو من قبل تركيا , وعدم تحمل أمريكا لاستفزازات الأتراك , وعدم رغبتهم بالدخول في حرب معهم , فحسمت أمرها بالإتفاق مع روسيا وتوريط تركيا في رمال سورية الدموية .

أما بقائها في أفغانستان وأماكن أخرى فهي تتابع فقط مصالحها الاستيراتيجية ومتى ما أخذت ما تطلب تترك المتحاربين وخاصة أصدقائها في ميدان المعارك وحيدين .

 4 – بعيدا عن إنتمائك الحزبي ، كمواطن كوردي ما هي رسالتك للحركة السياسية الكوردية ، و للنخبة المثقفة الكوردية ؟

 

عزيزي قال رسالتي كمثقف مجرد من التحزب كما يلي :

أدعو القيادات التي أثبتت فشلها أن تعترف بفشلها وتنسحب من الساحة السياسية .

على قواعد الأحزاب الكوردية ترك صفة القطيع والبدء بمحاسبة القيادات الفاشلة والفاسدة في رأس الحركة .

أدعو الـ ENKS لمفاتحة الأحزاب الكوردية المؤسسة لها والذين هم خارج أطر الـ ENKS بفتح الحوار معهم بقصد عودتهم أو الإتفاق معهم في إتفاقات ثنائية لتوحيد العمل السياسي الكوردي.

أدعو قيادة الـ ب ي د , لمراجعة نفسها و الإعتراف بفشلها وفتح صفحة جديدة مع الـ ENKS و الإتفاق على عمل مشترك في روح الإتفاقيات السابقة المبرمة بين الطرفين .

أادعو النخب والأكاديميين والفئة الوسطى الكوردية بالدخول الى ساحة المعركة السياسية والمساهمة في تطوير الحركة و لعب دور وحدوي للأطراف   .

حوار : عبدوعيسى

إعلام ENKS

التعليقات مغلقة.