المجلس الوطني الكوردي في سوريا

زهرة قاسم : المرأة نصف المجتمع ولها الحق في ان تكون شريكة حقيقية في صنع القرار السياسي وفي كافة مجالات الحياة …

80

 

معوقات مشاركة الكوردية في الحياة السياسية ، ودور المرأة الكوردية في صنع القرار السياسي ومواضيع عدة كانت محور لقاء مراسلة موقع المجلس الوطني الكوردي R-ENKS مع الناشطة الحقوقية زهرة قاسم  عضوة الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي .

 

1 – ماهي معوقات مشاركة المرأة الكوردية في الحياة السياسية ؟

 

* قاسم : كانت المرأة قديماً في منزلة الآلهة، وكانت رمزاً للحب والإنتاج والخير والخصوبة، كما كان لها دور مميز في إدارة البلاد وصنع القرار .

المرأة الكردية وعلى امتداد التاريخ لم تكن إلا رمزاً للعطاء والتضحية واستمرارية الحياة، و كانت موضع احترام وتقدير في بيتها وفي مجتمعها الكردي , فالتاريخ الكردي يحفظ بين طيات سجلاته الخالدة وبحروف من ذهب، أسماء مشرقة، مشرفة، للمرأة الكردية و دورها القيادي في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.

المرأة الكردية كانت ولا تزال رمزاً للشموخ الأبدي كالجبال، جبال كوردستان، حضنت ملحمة النضال. كانت الأم المناضلة، أم البيشمركة والشهداء، بل هي نفسها كانت بيشمركة بطلة شاركت في الثورات الكوردية والانتفاضات الشعبية ، لتكون شهيدة سقت بدمائها الطاهرة ربيع كردستان ، عطرت نرجس الجبال ، ورسمت صفحات التاريخ بأبجدية الخلود المعطرة .

المعوقات كثيرة، السياسية منها والاحتماعية، أعاقت مشاركة المرأة الفعالة في الحياة السياسية، فندرت مشاركتها وبشكل سري.

استبداد الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم ألقت بسواد ظلالها على دور المرأة، جعلتها تغرق في براثن الحرمان والأمية .

طقوس الحياة الاجتماعية التي كانت بدورها ثمرة ولادة قيصرية ميتة للدكتاتورية المفروضة على الشعب الكوردي، فرضت قيود اجتماعية متخلفة على مشاركة المرأة الكوردية في الحياة السياسية، لتجهض امكانياتها وطاقاتها الابداعية قبل أن ترى الحياة. لكنها ؟؟؟ قاومت دهاليز الاستبداد بأسلوبها الخاص، بسريتها الصامدة، فكانت لها بصمات محفورة في تاريخ الحركة الكردية، حافظت على شموخها بالرغم من كل الضغوطات والقوانين الجائرة والاستثنائية بحقها كمرأة، وبحق شعبها الكردي كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية  .

 

2 – ما هو دور الأعراف والتقاليد في الحد من دخول المرأة عالم السياسة ؟

 

*  قاسم  :  ساهمت العديد من العادات والتقاليد والأعراف في الحد من مشاركة المرأة الفعالة في السياسة ، فعانت المرأة قساوة العادات والتقاليد والتخلف الموروث من جهة وظلم القانون من جهة أخرى .

اذا استطاعت المرأة تجاوز عراقيل العادات والتقاليد في مسيرتها السياسية ، وهذا ما كان نادراً في مجتمعنا ، كانت تصطدم بتخلف القوانين التي فرضت قيوداً على حرية المرأة وحقوقها السياسية ,  حتى القوانين التي كانت تنادي بالمساواة في الحقوق والحريات ، بقيت حبراً في أرشيف الذاكرة القانونية ، ولم تجد طريقها الى التطبيق الفعلي.

كان عالم السياسة غريباً بالنسبة للمرأة ، من الصعب جداً الدخول إلى عوالمه بسهولة ( طريقاً شائكاً بالمعوقات ) ، كما لم يكن تحدي اقتحامه عادلاً لها ,  تلك النظرة الدونية التي لازمت المرأة ، أرهقت كاهلها بالتخلف والتمييز والبقاء تحت عباءة البؤس والبعد عن أداء دورها الفعال في الحياة السياسية.

من أهم الاتفاقيات الدولية والتي تعتبر بمثابة الإعلان العالمي لحقوق المرأة وإلغاء جميع أشكال التمييز ضدها : ” اتفاقية سيداو” . تُعرف اتفاقية سيداو (CEDAW) بأنّها اتفاقية دولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة، اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979، بأنّها مشروع قانون دوليّ لحقوق المرأة. إلا إنه حتى تلك الاتفاقيات لم تستطع أن تخرج المرأة من ظلال التخلف إلى طريق النور .

 

3 – هل يمكن أن تلعب المرأة دورا في صنع القرار السياسي ؟ و ما أهمية مشاركتها ؟

 

*قاسم : المرأة نصف المجتمع، ولها الحق في أن تكون شريكة حقيقية في صنع القرار السياسي وفي كافة مجالات الحياة .

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد مبدأ عدم جواز التمييز، ويعلن أن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في الإعلان المذكور، دون أي تمييز .

إن التمييز ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبدأي المساواة في الحقوق والكرامة الانسانية، ويعد عقبة أمام مشاركة المرأة، على قدم المساواة مع الرجل، في حياة بلدهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويعوق نمو و رخاء المجتمع والأسرة، ويزيد من صعوبة التنمية الكاملة لإمكانات المرأة في خدمة بلدها والبشرية , لأن التنمية التامة والكاملة لأي بلد، ورفاهية العالم، وقضية السلم، تتطلب جميعا مشاركة المرأة ، على قدم المساواة مع الرجل في جميع الميادين .

إن تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة يتطلب إحداث تغيير في الدور التقليدي للرجل وكذلك في دور المرأة في المجتمع والأسرة .

لن تكون هناك ديمقراطية حقيقة أو تقدم متكامل دون مشاركة المراة الحقيقية في كافة المجالات .

 

4 – برأيكم هل مشاركة المرأة في الأحزاب السياسية تجعل الأحزاب أكثر نجاحاً ؟

 

*قاسم : بعد إشراقة خيوط الحرية وإضاءة أنفاق الظلم والحرمان في تفاصيل حياة المرأة الكردية، انتقلت إلى مرحلة أخرى مميزة بحياتها، استطاعت أن تنتفض على نفسها بالخروج من قوقعتها السرية وإذابة جليد عقود العجاف والاعلان عن نفسها كإمرأة صامدة تتحدى الصعاب ، استطاعت أن توظف كل امكانياتها الكامنة وطاقاتها التي نضجت في سنوات الحرمان في خدمة شعبها ، في مرحلة يتطلب منها أن تعيد إعادة هيكلة شخصيتها، ودورها لتكون قادرة على أن تكون طرفاً في المعادلة السياسية، وتحقق لذاتها ولشعبها ماكانت تحلم به، استطاعت أن تجتاز العقبات وتخطو العديد من الخطوات الهامة وبمساعدة حقيقية للمجتمع الكردي لها , امرأة كهذه، وبهذه الامكانيات والشعور بالمسؤولية ستكون قادرة على التأثير بشكل إيجابي في الدفع باتجاه تحقيق أهداف ومشاريع أي حزب سياسي.

 

5 –  لماذا لم يتم إشراك المرأة في الوفد الممثل للمجلس الوطني الكوردي في اللجنة المصغرة لصياغة الدستور السوري في جنيف ؟

 

*قاسم :  التمثيل الكوردي في لجنة صياغة الدستور السوري قليل جداً بالنسبة للشعب الكوردي كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية.

كانت هناك محاولات عديدة لزيادة التمثيل الكوردي في اللجنة المصغرة، لكنها لم تكلل بالنجاح. أمام التحديات الكثيرة من جهة، وعطاءات المرأة من جهة أخرى، لابد من إعطائها ضمانات حقيقية تحميها من العواصف الهوجاء التي حاولت وتحاول إقصاء المرأة من المشاركة الفعالة إلى جانب الرجل في مجالات الحياة المختلفة، والزج بها في براثن التخلف والجهل وذلك لإعتبارات دينية أو اجتماعية أوسياسية وغيرها .

لا بد من أن يضمن الدستور الجديد الذي لم تتضح ملامحه بعد، ضمانات حقيقية لحقوق المرأة , تحميها من عواصف الاستبداد والاقصاء ،  ومحاولات سحق إرادتها الجبارة، لا بد أن يضمن مساواة حقيقة في الحريات دون تمييز أو اقصاء.

 

6 – كلمة أخيرة لكم تودون توجهها للمرأة الكردية ؟

 

*قاسم : المرأة الكوردية شعلة متقدة أبداً

حتى تستطيع المرأة الكردية تحمل مسؤلياتها التاريخية وخاصة في هذه المرحلة المصيرية يجب قبل كل شي أن تملك في نفسها أساسيات للثقة  بنفسها وبإمكانياتها وإدراكها لمسؤوليتها التاريخية تجاه شعبها، و أن تبدأ بخطوات ثابتة، متزنة تثبت بها وجودها ، مع تزامن خطواتها بفتح أبواب الحرية لها ودعمها وإيمان المجتمع الذكوري بأهمية دورها الفعال في خدمة شعبها، هذا يتطلب نشر الوعي وثقافة حقوق الانسان وتكريس الفهم الديمقراطي ومبدأ المساواة في الحقوق والواجبات .

ستكون المرأة الكردية كما كانت شامخة كجبال كردستان، قادرة على كتابة التاريخ بأمجاد من الخلود .

 

حاورتها : لافا دلي

إعلام :ENKS قامشلو

 

التعليقات مغلقة.