المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الكاتب والاعلامي أكرم الملا : يجب رفع سيف الإلتزام الحزبي المطلق من فوق رقبة الإعلام ليتطور ويواكب الاحداث ..

72

من المهمات الصعبة جداً والمحفوفة بالمخاطر  أن تقترب ممن هم يتقنون مهنتهم لدرجة الاحتراف وأن تجري حوار معهم  ، من يعمل بصمت ، من يعمل بدقة ومهنية ،  وأنت تحاول مباراتهم أو حتى تقليدهم، هذا ما يحدث عندما ترغب  بإجراء حوار صحفي مع عملاق من عمالقة الإعلاميين  في كوردستان سوريا ، هنا لابد من استعمال أدوات قوية وأن تنصت بحذر لكل كلمة يقولها ؛ و بخاصة أذا كان المتحاور معه هو الأستاذ أكرم الملا الذي يحمل الماجستير في الإعلام من جامعة موسكو  والعضو في  الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا والكاتب الإعلامي المعروف .

أكرم الملا من مدينة الدرباسية

يقيم حالياً في مدينة قامشلو

يتقن اربع لغات وهي الانكليزية والروسية والعربية إلى  جانب لغته الأم  الكوردية

حاورته : روشان داود 

* أستاذ أكرم الملا أهلاً وسهلاً بك ، ونشكرك على تلبية هذه الدعوة ، بأعتبارك تعمل في المجال الصحفي منذ مدة طويلة ولك علاقات مع الطبقة السياسية عن قرب ، هل لك أن تخبرنا عن علاقة الصحافة بالسياسة ، وأين تكمن هذه الأهمية ؟
– الصحافة والسياسة ملتزمان بصداقة دائمة مبنية على المصلحة المشتركة والمتبادلة، فالسياسة لايمكن لها أن تتواجد وتنتشر بدون صحافة أو بالأحرى إعلام يقوم بنشر الأفكار السياسية بين فئات الشعب لتشكيل الرأي العام المناسب والمطلوب، والسياسة بحاجة إلى الإعلام أكثر مما يكون الإعلام بحاجة إلى السياسة، لأن الإعلام بإمكانه أن يعيش على الإعلانات التجارية والدعايات الإنتخابية أما السياسة لايمكن على الإطلاق أن تصل إلى هدفها دون الإعلام.

* الصحافة الكوردية تطورت في المرحلة الاخيرة وتنوعت ، كيف تجد حال الصحافة الكوردية ، و مستوى  حرية التعبير فيها  ؟

الصحافة الكوردية كانت وما زالت تعاني من السياسة الكوردية، لأن السياسة الكوردية نادراً ما تخرج من الإطار الحزبوي الضيق وهذا يؤدي إلى جر الصحافة إلى حلبة الإلتزام والابتعاد عن الاستقلالية وحرية التعبير وتحويلها إلى بوق حزبي جاف ينشر النشاطات واللقاءات الحزبية وأخبار وفيات الرفاق الحزبيين.
حتى الصحافة الكوردية التي تدعي أنها غير ملتزمة ومستقلة لا تخرج عن إطار سياسة الأحزاب والجماعات التي تمولها من تحت الطاولة
بالمختصر المفيد صحافتنا الكوردية ليست إلا نشرات حزبية في هيئة صحف مطبوعة جيدا وقنوات تلفزيونية مملة مصابة بداء التكرار وتخوين الآخر وتهميش.

 

*نشكرك على هذه الصراحة الواضحة ، و برأيكم هل كانت الصحافة الكوردية بتنوع خلفياتها ووسائلها وداعميها  على مستوى الأحداث في السنوات الأخيرة وبخاصة بعد الأزمة السورية ؟

– بالتأكيد لا ،  الإعلام الكوردي انشغل بالصراعات الحزبية والمواقف المتصارعة بين الأطراف الكوردية حيث كان بعيداً عن التحليل السياسي لما يجري وبعيداً عن الإستراتيجية التي يتم تطبيقها في المنطقة عموما وكوردستان خصوصا وهذه السلبية في الإعلام هي نتيجة الإلتزام الحزبي للصحافة الكوردية وخنق الأقلام الحرة والنفور من النقد البناء.

* بعد كل هذا ماهي آفاق التغيير برأيكم في الإعلام الكوردي ، وهل توجد أمكانية لتطوير الصحافة الكوردية ومواكبة الاحداث الجارية  ؟

– بما إن الإعلام الكوردي ملتزم وحزبي، فإن آفاق التغيير تتعلق بالتغيير في آفاق المشرفين على الإعلام اذا لم يتم إعتماد المؤسساتية في هيكلية الأطر والأحزاب الكوردية فلا يمكن أن يحدث أي تغيير في أي مكتب أو دائرة حزبية.

وفي نهاية اللقاء دعى الاستاذ أكرم إلى  رفع سيف الإلتزام الحزبي المطلق من فوق رقبة الإعلام وعدم اعتبار المكتب الإعلامي في أي حزب مجرد فرقة حزبية فولكلورية تسير وفق مزاج وفكر المسؤولين عن الإعلام الذين وصفهم بأنهم على  غالب الأحيان بعيدين عن الإعلام وعلومه كبعد إبليس عن الجنة .

إعلام المجلس الوطني الكوردي

قامشلو

التعليقات مغلقة.