المجلس الوطني الكوردي في سوريا

في يوم المرأة آراء مجموعة من نساء كوردستان سوريا : رغم المآسي مازالت آمالنا نحو الخلاص كبيرة وعصية على الإغتصاب ..

159

في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف  الثامن من آذار / مارس من كل عام ،  كان لموقعنا  في هذا اليوم وقفة مع مجموعة من النساء الكورديات اللاتي مازلن سائرات في درب الكوردايتي ونيل الحقوق  رغم المأسي والمصاعب .

بين القهر وإرادة الحياة والإبداع هناك فواصل مؤلمة فبينما تطالب نساء العالم بالحصول على المزيد من الحقوق والحريات مع الرجل جاءت أطراف المعادلة عندنا متابينة أشد التباين وعلى الرغم من ذلك مازالت المرأة الكوردية تخوض الحروب من أجل التقدم والنجاح لأن لاحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .

في البداية ألتقينا بالناشطة  الحقوقية آريا جمعة وسألناها ،  برأيك هل حصلت المرأة الكوردية على حقوقها؟
وإلى أية درجة وصلت المرأة الكوردية في إنتزاع حقوقها؟

– آرية جمعة الناشطة الحقوقية :

” إن اليوم العالمي للمرأة هومناسبة للتفكير في التقدم المحرز والتغير والإحتفال بشجاعة النساء وأعمالهن وثباتهن في بلادهن .
المرأة في كل العالم لم تحصل على حقوقها كاملة ولانحن كنساء كورديات ،  وهذا اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة لتعرف حقوقها ومالها وماعليها ،  وعلى الرغم من كل تلك القوانين والتشريعات مازالت المرأة الكوردية تتعرض للمعوقات وهضم الحقوق فما زال الرجل وبعض أفراد العائلة  بنفس العقلية الهاضمة للحقوق وكمثال قانون الوراثة في الأرض والبيت وغير ذلك  ، والنساء عندنا محرومات من هذه الحقوق والتغير بطيء جداً نتيجة العقبات والظلم المزدوج من العائلة ومن الحروب التي مازالت في الوطن والنصيب الأكبر من كل المآسي كان ومازال للمرأة الكوردية سواءً داخل البلاد أو خارجها” .

بخصوص الآدب والشعر قمنا بسؤال الشاعرة والكاتبة نارين عمر ، هل وصلت المرأة الكوردية إلى المستوى المطلوب في الأدب والشعر الكوردي؟
نارين عمر الشاعرة الكوردية المرموقة:


– ” بداية أهنئ نساء العالم بهذا اليوم وخاصة المرأة الكوردية التي مازالت تسير نحو الحياة ،
أعتقد أن أمام المرأة الكوردية اشواطاً لتجاوزها ولكي تساهم في سمو الشعر المنسوج على نول مشاعرها وأفكارها لتترك بصمات خاصة بها في رحاب الشعر المحلي والعالمي وأنا متفائلة بقدرة المرأة الكوردية على تحقيق ذلك” .

سؤال أخر بخصوص أبداع المرأة الكوردية في مجال السينما ، وجهناه للمخرجة السينمائية الكوردية نسرين عابدين .
– أن تكون المرأة الكوردية مخرجة سينمائية فهذه معجزة وإبداع لامتناهي ماذا تقولين للمرأة الكوردية في هذا اليوم؟

-نسرين عابدين المخرجة السنمائية الكوردية:


أنا سعيدة بهذا اليوم وبعملي وأهدي سعادتي لجميع النساء الكورديات ،
هناك إعاقات كثيرة أمام الإخراج السينمائي إعاقات من المجتمع نتيجة العقلية السلبية تجاه المرأة ولكنني أصارع الحواجز التي تقف أمام حلمي نحو تحقيق الهدف ، و على المرأة الكوردية أن تتمسك بهدفها رغم المآسي
وبالرغم إنه لاتوجد إلا بشكل ضئيل مهرجانات تخص تشجيع المرأة الكوردية في المجال السينمائي والتلفزيوني والفني بشكل عام ولكنني أواصل العمل وحصدت جوائز إقليمية ومصرة على أن أوصل رسالة شعبي الكوردي عبر الإخراج السينمائي إلى كافة أنحاء العالم وانهيت فيلم عن هجمات داعش الإرهابية في هذه الأيام لكي نستمر بالعطاء علينا أن ندافع عن ذاتنا”.

سؤال عن أهم معوقات العمل الإعلامي بالنسبة للمرأة الكوردية في روج أفاي كوردستان ، قمنا بتوجيهه للإعلامية سامية حسين ؟
سامية حسين الإعلامية الناشطة :

 

-” بهذه المناسبة أهنئ المرأة الكوردية التي ناضلت ومازالت رمزا للحياة ،
من الناحية الإعلامية المرأة الكوردية لم تصل إلى المستوى الاعلامي المطلوب لأسباب كثيرة مثل الحروب والقيود والتحديات والعادات المجتمعية حيث تمنع من السفر لوحدها والخروج في الليل بات صعباً جداً لعدم توفر الأمان ونعيش الحرب في غرب كوردستان بكافة أشكالها اتمنى أن نستطيع اجتياز المعوقات للقيام بدورنا على أكمل وجه “.

أما بخصوص دور المرأة الكوردية في الحركة السياسية الكوردية ومكانتها ، أجابت السيدة هيام عبدالرحمن عضوة اللجنة المركزية pdk-s وقالت :


-” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أهنئ نساء الكورد والعالم اللاواتي ما زلن على درب النضال ،
لاشك إن المرأة الكوردية وخلال الثماني السنوات الماضية إزداد إنخراطها في الحركة السياسية الكوردية وتبوأت مناصب هيكلية في الأحزاب والمنظمات المدنية والإعلامية إلا إنها مازالت تعاني من وضعية سياسية هشة نتيجة ضعف مشاركتها في القرار السياسي لأن السلطة الذكورية في مجتمعاتنا وجميع المتحدثين في الأحزاب الكوردية هم السياسين وليس السياسيات وكل اللذين يديرون العمليات التفاوضية بين الأحزاب هم الرجال على الرغم من وجود المرأة وكأن القيادة فن لاتجيدها النساء حسب الذهنيات السائدة فلم نرى حتى الآن إمرأة ترسم ملامح سياسة الواقع على الرغم من أن المرأة الكوردية لديها القدرة والطاقة إذا تلقت الدعم الكافي وطموحات المرأة الكوردستانية السياسية لم تصل حتى الآن في إدارة الشأن العام حتى ولو كانت ذات شأن مهم في المجتمع ويبقى عملها مجرد وظيفة ولذا يترتب على القوى السياسية دعم وتمكين المرأة لتفعيل دورها الريادي على أكمل وجه “.

وبخصوص تمكن المرأة الكوردية من إنتزاع حقوقها قالت الناشطة  في منظمة المرأة الكوردية الحرة يسرى زبير وأجابت عن هذا الاستفسار :


-” أهنئ نساء العالم بهذا اليوم وخاصة المرأة الكوردية وأوكد أن للمراة الكوردية دور بارز في تقدم المجتمع الكوردي على كافة الأصعدة فكانت وماتزال بمثابة الجندي المجهول إلى جانب الرجل من أجل حقوق شعبها أولاً وحقوقها ثانياً ،  وكسرت بعض القيود ومارست أدوارها في المجتمع المدني ،  وكان لها التأثير على تحرر المجتمع من بعض المعوقات ،  إلا أن العقلية الذكورية المتسلطة على مجتمعاتنا والموروث الثقافي الشرقي مازال له التأثير السلبي على دورها في الرقي على الصعيد المهني ،  وماتزال تعاني من العقلية الذكورية التي تشل من بعض قدرات المرأة لتلعب دورها الفعال في كافة الأصعدة  “.
والتقينا بالاعلامية سامية لوند وسألناها عن  معوقات عمل الإعلامية الكوردية في مجتمع اللجوء ؟

سامية لوند الإعلامية الكوردية المجتهدة :


-” أتوجه بداية بالتهاني لجميع نساء الكون بمناسبة عيد المرأة العالمي، وأخص النساء الكورديات، أمّا فيما يتعلق بدور المرأة الكوردية في الإعلام والصحافة بكافة أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة منها، أعتقد أن المرأة الكوردية خطت خطوات جداً مهمة على هذه الأصعدة خلال السنوات الأخيرة، لكن ما أود قوله إنّ خطواتها جاءت بالظهور كوجه إعلامي في معظم الأحيان ولم تقم برّد المفاهيم المغلوطة حول قضايا المرأة وما تتعرض له خلف الكواليس من ضغوطات وتحرشات، فيما لم تقم أيضاً باستغلال وضعها الإعلامي لتوعية بنات جنسها، فمثلاً معظم الدورات والورشات التدريبية يقوم بها رجل والكثير من البرنامج التي تتعلق بقضايا المرأة يقدمها رجل رغم أن هناك امرأة تمتلك القدرة لتقوم بهذا الدور المهم، ولكن ورغم ذلك تمكنت الكثير من الإعلاميات الكورديات من إثبات وجودهن وبقوة في الصحافة الكوردية منها والعربية وبرزن كأسماء في الصحف العالمية أيضاً وتحدين بذلك الظروف والمجتمع ” .

المرأة الكوردية حملت السلاح ودافعت عن تراب كوردستان المقدس إلى جانب الرجل ، كيف ترى المرأة الكوردية نفسها في الدفاع عن تراب كوردستان ؟

الضابط في بيشمركة روج  سهام تمر قالت لموقعنا بهذا الخصوص  :


-” أتشرف أن أهنئ في هذا اليوم كافة النساء الكورديات وأخص النساء الكورديات البيشمركة المقاتلات بهذا اليوم العالمي للمرأة وأوكد أن المراة الكوردية عندما تحمل السلاح تشعر بالمساواة تماماً مع الرجل الكوردي في الدفاع عن تراب كوردستان العزيزة ومن هذا المنطلق ومن الأزل كانت المرأة الكوردية وعلى كافة الأصعدة إلى جانب الرجل الكوردي ،
ونتدرب ونشعر بالمسؤولية القصوى للدفاع وكذلك المسؤليات الأخرى التي تقع على عاتق المرأة الكوردية وبرأيي المرأة الكوردية في الكثير من المجالات مبدعة وتنفذ كافة المهمات العسكرية بدقة متناهية”.

الفن الكوردي له دور كبير في المجتمع سؤال للفنانة إعتدال  ، كيف ترى الفنانة والمغنية الكوردية إعتدال عمل المرأة الكوردية كفنانة ؟

-” أجمل التبريكات للمرأة الكوردية في هذا اليوم
برأيي لو كانت المرأة الكوردية مستقلة وتتلقى الدعم المطلوب لكانت أكثر من نصف المجتمع ولكن بحكم المجتمع الذكوري وإيمان هذا المجتمع بالمعتقدات الخاطئة تجعل المرأة الكوردية الفنانة في مهب العواصف والمآسي سواء كانت هذه المعوقات عائلية أو مجتمعية وأحياناً المرأة الكوردية الفنانة مجبرة أن تراعي من حولها وكوني إمرأة وفنانة أعيش بهذا المجتمع لدي صعوبات كثيرة وحسب رأي أن رسالتي الفنية يجب أن امارسها بحرية حتى أوصلها للناس وقمت بإيصال صوتي لشعبي الكوردي و الحمدلله ومازلت أكافح الصعوبات لأصل إلى العالمية والخروج من الدائرة الضيقة “.

المرأة الكوردية دور في الأدب والكتابة ، لذلك سألنا الكاتبة والأديبة نسرين تللو ، 
كيف تقيمين عمل المرأة الكوردية الأديبة والشاعرة وماهي أهم الصعوبات التي تعترضها ؟
نسرين تللو الكاتبة والأديبة الكوردية المرموقة:


-” مع حلول يوم المرأة العالمي يوم ٨ مارس أرفع أسمى أيات التهاني والتقدير إلى جميع نساء الكورد ونساء العالم قاطبة آملة السلام لهذا العالم عند الحديث عن المبدعات الكورد وأخصهم بالتقدير الكبير لدورهن في إيقاظ الوعي ، لأن الفن الحقيقي إبداع وقوة تغير إلى الأمام وإعادة ترتيب العالم ليكون أكثر راحة وأمان لكن المبدعة الكوردية تسير في طريق شاق وتعاني من مجتمع قمعي علني وخفي لكائن مثير الغرائز حتى عندما تكون شاعرة فوق العادة لأن الإبداع الفني لدى المرأة يثير الشكوك ومخاوف وهواجس الرجل رغم أن المرأة هي نبع الحياة ومصدر التجدد وتتحدى الموت بالإنجاب ولكنهن يتعرضن للابتزاز والتحرش والتحجيم وهكذا فإن الكثير من المواهب النسوية يتم طمسها ومحقها من خلال ربط الشعر بالغاوية مما يجبر المرأة كثيراً على برمجة ذاتها للعيش في جحيم الأخرين أو ممارسة الإبداع من خلال إسم مستعار أو تتعامل مع جهات ترعى إبداعها خارج الوطن لكي تنجو بنفسها من التصادم المريع مع المجتمع والنجاة من قارئ إنتقائي يحاول وصف الكاتبة للعلاقات الحميمية بين الرجل والمرأة على أن تكسير للقيم ويدعوها إلى الإلتزام بما يسميه القيود الأخلاقية ويضعها تحت المسألة من أجل تقويض أي تعبير عن القوة الأنثوية فالقوانين بعد أن تحولت إلى قواعد قمعية متسلطة لاتراعي مستجدات الزمن وتتحول إلى حبل يخنق الأفراد ببطئ لطمس التميز والإبداع في مجتمع يمتهن التلقين ويسعى لخلق وتفريخ الممسوخ ممايؤدي إلى دمار إجتماعي ،  في حين يمكن تفادي هذا الدمار بالحوار وقبول الأخر المختلف وخلال الموائمة بين القديم و الحديث للوصول إلى مجتمع متصالح مع نفسه من خلال التعرف إلى أفكار المرأة الخلاقة لأن كتابتها الإبداعية هي ومضات بصيرتها وقرائتنا تطور فكرنا وترتقي بشعورنا وتمنحنا فرصة لنمو الإنسان بداخلنا على حساب مساحات الوحشية الأولى في دواخلنا والهمجية والظلام من خلال التعرف على أعماق المرأة عبر إنتاجها الأدبي والغني لأن الإبداع أهم مقاييس النسبية في بنية الأدب والفن ومن خلال الفن يتعلم ثقافة التسامح وقبول الأخر ومهما بلغت درجة إختلافه وإلا فالقيود الخانقة ستؤدي إلى التمرد والثورة “.

إعداد وحوار مكرمة العيسى

إعلام المجلس الوطني الكوردي

إقليم كوردستان دهوك

التعليقات مغلقة.