المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بيان من نقابة صحفيي كوردستان – سوريا بمناسبة مرور 119 عاماً على صحيفة”كوردستان”

48

لنجعل من الصحافة صوت شعبنا الكوردي
تمرُّ اليوم الذكرى التاسعة عشرة بعد المائة على صدور أول صحيفة كوردية ) صحيفة كوردستان( والتي أدارها باقتدار الصحفي الكوردي مقداد مدحت بدرخان، وتحمّلَ مشقات هذه المهنة، ورغم العثرات التي اعترضت طريق صحيفة ” كوردستان وصاحبها إلا أنها تبقى نقطة مضيئة في تاريخ الصحافة الكوردية على مر الزمن.
وتحتفل الصحافة الكوردية في أربعة أجزاء كوردستان وفي بلدان الشتات بهذا اليوم، ويقيّم الصحفيون والصحفيات الكورد هذه الذكرى لتقديم أداء أفضل في حقل الصحافة الكوردية، وهي وإن تفاوتت في مستوياتها، لكنها في مجملها تعاني الترهل في معظم جوانبها، وتفتقر للإبداع لأسباب ذاتية وموضوعية، ورغم وجود كمٍّ كبير من الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية والإذاعات إلا أن الإعلام الكوردي بقي حتى الآن أسير النزعة الحزبية، ولم ينحَز لآلام وآمال الجماهير ومن المفترض أنها تمثلها.
في كوردستان سوريا، حارب النظام السوري الصحافة الكوردية، وقد قام البعض من الصحفيين المغامرين بالمجازفة بالروح وسط إرهاب أمني فظيع، وتم طباعة بعض المجلات «غير المرخصة» باللغة الكوردية والعربية، ولكن في الغالب لم يكن من يديرها مؤهلاً للعمل الصحافي والمهنية، فكانت متون هذي المنابر ضعيفة في الغالب، وعلى الرغم من ذلك فإن هؤلاء الصحافيين والصحفيات يستحقون التقدير الكبير لأنهم عملوا في ظروف بالغة الصعوبة، ومازالت معتقلات وسجون النظام الأسدي تعجُّ بالكثير من الصحفيين وأصحاب الرأي.
وحينما تراخت قبضة النظام الأمنية بعد العام 2011 لاحت في الأفق قبضة أخرى أشد مضاضة، وصارت الإدارة الذاتية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي تناصب العداء للصحافة والصحفيين، فمارست عنفاً منظماً بحقِّ كلّ صحفي مخالف لرأيها، وقامت باعتقال البعض، وتكسير أصابعهم، ونفيهم خارج الحدود دون أي سند قانوني وحتى إنساني، كما أن المؤسسات الإعلامية التابعة لهذه الإدارة لم تقم بأي بادرة تجاه تخفيف العبء الأمني عن الصحفيين في كوردستان سوريا، بل اعتبرت في الكثير من الأحيان كجهة منفذة لأوامر الاسايش.
فلا يزال الصحفي الكوردي)  آلان سليم أحمد ) قابعاً في سجون حزب الاتحاد الديمقراطي، دون توجيه أي تهمة له، واعتقل الزميل)  فرهاد حمو ) عضو مجلس نقابة صحفيي كوردستان- سوريا من قبل داعش الارهابي في منطقة تقع سيطرة الاتحاد الديمقراطي، كما لايزال الزميل ( محمد ويس   مسلم معتقلا ًلدى داعش.
ويقوم إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي ببث سموم الفرقة والبغضاء عبر أذرعه الإعلامية، ويثير الفتنة بين المواطنين، ويقوم بانتهاكات يومية ضد المخالفين له في الرأي، وهناك بعض القنوات الأخرى تلعب دوراً سلبياً في تشتيت الصف الكوردي، بالمقابل يحظى إعلاميو النظام السوري في المنطقة الكوردية بالحماية الكاملة في مناطق سيطرة الحزب.
نحن في مجلس نقابة صحفيي كوردستان- سوريا، في الوقت الذي نهنّئ أنفسنا وجميع الصحفيين والصحفيات الكورد بهذه المناسبة، فإننا نطالب بإبعاد الصحافة الكوردية والعاملين في حقلها عن الحزازات الحزبية، وفسح المجال لهم للعمل بحريّة ودونما خوف، وحمايتهم من الأخطار، كما نرجو الحرية لزملائنا الذين ما زالوا مختطفين سواء لدى النظام السوري، وإرهابيي داعش أو لدى حزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته، ونطالب بتوفير حياة كريمة للصحفي الكوردي في أربعة أجزاء كوردستان، ونكرّر أن حياة الصحفي يجب أن تكون مقدّسة، ولا يجوز زجّ الصحفيين في مناطق النزاع التي تشكل خطراً على حياتهم، ونطالب بتسهيل مهامهم في نقل الحقيقة إلى أبناء الشعب الكوردي، وندعو الزملاء للالتزام بالمعايير المهنية في عملهم،
كما نحيي في هذه المناسبة الجليلة روح فقيد الصحافة الكوردية جوان ميراني نقيب صحفيي كوردستان- سوريا.
مجلس نقابة صحفيي كوردستان- سوريا
22-4-2017

التعليقات مغلقة.