المجلس الوطني الكوردي في سوريا

في الذكرى السنوية 74 لاستشهاده… منتدى أكرم الملا الثقافي يستذكر رئيس جمهورية كوردستان القاضي محمد.

65

اقيم مساء يوم الاربعاء ٣١ آذار ٢٠٢١م في مقر منتدى أكرم الملا الثقافي في مدينة قامشلو ، وبحضور لافت من النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية   ندوة ثقافية عن حياة الرئيس الشهيد (قاضي محمد) مؤسس جمهورية كوردستان في مهاباد  .

شارك في القاء الندوة  ثلاث محاضرين مختصين في الشأن الثقافي والسياسي والتاريخي وهم كل من :
الاستاذ عباس اسماعيل ، والاستاذ زبير زينال ، والاستاذ المهندس سليمان مقصو.
استعرض المحاضرون خلال الندوة  مراحل حياة الشهيد  الاجتماعية والنضالية حتى ارتقائه شهيداً.
تناوب المحاضرون على الالقاء، حيث سلط كل منهم الضوء على جانب من حياة القاضي ونضاله حتى اعلان الجمهورية والعوامل التي ادت الى سقوطها ومن ثم  القاء القبض على رئيسها واعدامه.

استهلت الندوة بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً لروح القاضي الشهيد وشهداء كورد و كوردستان
وبعد التعريف بالمحاضرين ،
بدأ الاستاذ المهندس “سليمان مقصو” اولاً حيث توقف مطولاً على نضاله و  تحدث بإفاضة عن الزعيم

( “بشه وا”  وتعني  الإمام ) منذ كان يافعاً لم يتجاوز الخامسة عشرة من العمر وانخراطه في العمل السياسي وانضمامه إلى الحركة الكوردية ،

إلى جانب تلقيه العلوم الفقهية والشرعية وتعلمه للغات حيث كان يتقن إلى جانب لغته الأم “الكوردية”  عدة لغات اخرى كالفارسية والعربية والفرنسية والتركية والاذرية والمامه بالانكليزية وعدة لغات اخرى،

كان التعليم من اولوياته حيث كان يفتتح المدارس ومراكز البحوث   ويحض ابناء امته على التعلم.

ومن النقاط التي وردت في كلمة الاستاذ “مقصو”
ان الزعيم كان من أسرة ميسورة الحال تحظى بمكانة اجتماعية وسياسية ، إضافة إلى أنهم بيت علم.

ورغم ذاك حمل القاضي هموم أمته وكان يحفز الناس على مقارعة الظلم والاستبداد، ترأسه للحزب الديمقراطي كان له الأثر الكبير ، لأن يطالب حكومة الشاه برفع الظلم عن كاهل الشعب الكوردي والشعوب المنضوية تحت حكم حكومة الشاه،

دخل بمفاوضات مع الحكومة وذهب مرتين إلى طهران وكان الشاه في استقباله، ولعدم ايفاء الحكومة بتعهداتها واَستمرارها بالجور وتجاوزات عناصر الجيش باعتدائهم على اعراض وممتلكات الكورد دفع بالقاضي الى اعلان ثورته وتحرير المدن في مدة وجيزة مستغلاً ضعف الشاه وحكومته لانهماكها بالفساد وكان لالتفاف العامة حول القاضي دوراً بارزاً في تحقيق النصر واعلان الجمهورية ،

التي لم تدم سوى 11 شهراً واسقطت نتيجة التحالف الانكلو-امريكي ، وعدم إيفاء  الروس بتعهداتهم تجاه الجمهورية الفتية ، بابرام صفقات مشبوهة مع الشاه وتخليهم عن كوردستان مقابل الاستحواذ على النفط وانسحابهم ، مما سنح الفرصة  لحكومة الشاه باجتياح كوردستان والقاء القبض على قادة الجمهَورية وتقديمهم لمحاكم شكلية وسلبهم حق الدفاع، لتحكم عليهم بالاعدام وتم تطبيق الحكم فيهم في يوم 31/3/1947.

ثم تحدث  ” الاستاذ زبير زينال” عضو الهيئة الادارية  لاتحاد الكتاب الكورد وقال :
” ان القاضي الرئيس كان  مقداماً لا يهاب الموت ثابت المبدأ لا تثنيه المغريات، وكان دائم النصح لامته  كي لا تقع في شرك الاعداء، ووضع الكثير  من الوصايا.

ان لا تصدقوا الاعداء ولا تأمنوا جانبهم ولو اقسموا بمعظم الايمان فهم سيحنثون بالقسم ويغدروا بكم ،

ودعا إلى الوحدة لأن فيها الحياة والابتعاد عن الخيانة حيث  قال ان تحرركم مرهون باتحادكم ونبذكم للحسد و رفض العمالة للاجنبي   ،

ودعى إلى دعم كل مجتهد ونابغ وعدم محاولة تحجيمه او تسليمه للعدو، وصى الكورد بحث ابنائهم على طلب العلم لان العلم هو السلاح القاتل للاعداء وقال لستم أقل من اي شعب فقط ينقصكم العلم لتلحقوا بركب الشعوب المتقدمة.
واكمل الأستاذ زينال حديثه بذكر مناقب الشهيد واستئثاره وتضحيته بروحه ليحمي شعبه من الهلاك.
و أضاف أنه حين مثوله أمام المحكمة الشكلية القى الرئيس الشهيد كلمة ارتجالية دامت لأكثر من اربع ساعات دافع فيها عن حقوق امته ونفى كل التهم المنسوبة اليه، وكان ثابت القدم لا يأبه ولا يهاب.

ثم استكمل ”  الاستاذ عباس اسماعيل ” عضو اتحاد الكتاب الكورد الندوة وقال :

”  حينما ذهبوا  بالشهيد” القاضي محمد”
لساحة الاعدام رفض تعصيب عينيه وقال اريد ان اتأمل طبيعة وطني قبل ان تغمض جفني.

وقال ايضاً مستخفا باعدائه : “حتى وانا اموت سيبقى حذائي عاليا فوق رأس اعدائي” .
ثم شرح بعض النقاط التي وردت خلال الندوة، حيث قال :

حينما استشعر الشاه بخطورة الموقف بعد قيام الجمهورية الكوردية استنجد بالرئيس السوفياتي ” ستالين” وعقد معه اتفاقاً على ان يستثمر نفط بحر قزوين لمدة 50 سنة مقابل التخلي عن الكورد ومساعدة حكومة الشاه على اسقاط الجمهورية الكوردية،

ووافق ستالين وباع حلفاؤه ببرميل نفط كما قال  البارزاني الخالد.
ثم تطرق الاستاذ عباس إلى علاقة القاضي مع البارزاني الخالد ووقف مطولاً عند كفاحهما معاً منذ تأسيس الحزب الديمقراطي وحتى قيام الجمهورية وتسلم البارزاني فيها وزارة الدفاع لحين الخيانة التي تعرض لها القاضي، حينما علم القاضي انه لا محال مقبوض عليه وقتها طلب من البارزاني الرحيل ليكمل هو ما قاما به سوياً وعرض عليه الاموال ولكن البارزاني رفض فطلب القاضي من زوجته التي تمتاز بالذكاء وسرعة   البداهة والفطنة ان تحمل البارزاني هدية خفيفة الحمل وغالية الثمن فقدمت له السيدة الفاضلة (“علم كوردستان” التي نسجته بيديها) فقال له القاضي احملك هذه الامانة واطلب منك ان تحميها بدمك واولادك، فلا اجد من هو خير منك لحملها ، والبازراني اوفى بالوعد ولايزال ابناؤه على نهجه سائرون.

وتخللت الندوة مداخلات عدة، من جانبه قال الدكتور الصيدلي “صلاح رمو” ان مثل هذه الندوات التي تحيي ذكرى مناضلينا لهو محل احترام وتقدير للقائمين على تنظيمها وانتقد الكيانات والشخصيات الكوردية لعدم المشاركة بها والتفاعل معها،

وتمنى لو ان وصايا هذا المناضل تطبع على جدارية في مواجهة مدخل المنتدى ليطلع عليها الجميع وشكر الدكتور رمو اعضاء المنتدى على حسن التنظيم.
وفي مداخلة اخرى قال الاستاذ المهندس “كامل كامل”  : ان ما تفضل به المحاضرون كان كاف و واف ولا يحتاج اي اضافة، فالمناضل (بشه وا) الشهيد لا يزال حاضرا في اذهاننا فهو خير من بث فينا روح التفاني، وتمنى ان تدرج مثل هذه المحاضرات في ارشيف المنتدى لتكون مرجعاً يمكن العودة إليها والاستفادة منها ، واثنى على نشاط اعضاء المنتدى.
من جهته قال الاستاذ المحامي “رضوان سيدو” :

ان ما تحدث به الاساتذة خلال الندوة عن حياة الشهيد من الناحية الاجتماعية والتاريخية وحتى النضالية كانت كافية وقد وفقوا في ايصال الفكرة ، وقال :

” كنت اتمنى مشاركة احد الخبراء العسكريين او السياسين ليطلعنا على المراحل التي مرت بها الجمهورية منذ نشأتها وحتى الخيانة بها واسقاطها”.
وايضا شارك الاستاذ ” خوشناف نعسو” بالحوار بمداخلة تطرق فيها بعد استذكار مناقب الشهيد الى الوضع السياسي العام والاسباب التي تحول دون قيام كيان كوردي موحد واسباب النفور بين الاقطاب الكوردية والخلافات والاختلاف بينهم

وفي نهاية الندوة  شكر جميع الحضور أعضاء وادارة المنتدى لجهودهم في إقامة مثل هذه النشاطات.
الجدير بالذكر ان المحاضرات القيت باللغتين الكوردية والعربية وشارك فيها ممثلين عن لجان حقوق الانسان ورابطة كاوا  والاتحاد العام الكتاب  ومنظمات المرأة بالإضافة الى شخصيات وطنية وعلمية واجتماعية.
وفي نهاية الندوة والحوار شكر الاستاذ “محمد كوسا” باسم ادارة واعضاء المنتدى الاستاذة المحاضرين والمشاركين ووعد بالاستمرار في اقامة الانشطة خدمة للقضية الكوردية.

إعلام المجلس الوطني الكردي
تقرير : عبد الحميد جمو  .
تصوير : جفان كوسا و عادل علي

التعليقات مغلقة.