المجلس الوطني الكوردي في سوريا

مرور الذكرى السنوية ٧٥ لاستشهاد القاضي محمد رئيس جمهورية كردستان في مهاباد

262

تمر اليوم ٣١ آذار ٢٠٢٢م الذكرى السنوية ٧٥ لاستشهاد القاضي محمد ١٨٩٣-١٩٤٧ الزعيم الكردي ورئيس جمهورية كردستان( جمهورية مهاباد)..

وفي31 آذار عام 1947 حيث أعدم النظام الإيراني مؤسس جمهورية كردستان في مهاباد الرئيس الشهيد القاضي محمد ومجموعة من رفاقه المناضلين في ساحة جارجرا..

نبذة عن حياة القائد القاضي محمد:

قاضي محمد كان واحداً من القيادات الكردية الأكثر تقدماً في التاريخ، هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901في مدينة مهاباد في شرق كوردستان القريبة من مناطق الحدود الإيرانية مع الاتحاد السوفيتي ( سابقاً)..

ويعدّ قاضي محمد واحداً من ألمع الشخصيات في التاريخ الكوردي، إذ كان يتمتع بثقافة واسعة بسبب تبحره في أمور الشريعة والفقه الإسلامي والدين، وإتقانه اللغة العربية والتركية والفارسية والفرنسية والإلمام باللغة الإنكليزية والروسية إلى جانب لغته الأم الكوردية، فضلاً عن شخصيته الساحرة التي تثير محبة وتعاطف كل من يقابله، وتواضعه وشجاعته وإيمانه العميق بحقوق شعبه في الحياة وضرورة النضال من أجل تحقيق هذه الحقوق المشروعة

وبالرغم من انحدار قاضي محمد من أسرة غنية في المنطقة، إلا أن ذلك لم يدفعه إلى الغرور أو الابتعاد عن معاناة شعبه، فتميز بعلاقاته الوثيقة بين أوساط الفقراء والمعدمين وحرصه على تلبية حاجاتهم ومساعدتهم في حل مشكلاتهم وتجاوز أزماتهم، من خلال حرصه على الاستماع إليهم والرد على أسئلتهم الدينية والشرعية والدنيوية.

كما كان يدعو إلى نشر التعليم والثقافة بين الكورد من أجل مواجهة الاضطهاد والظلم الذي كان يقع عليهم.

وخلال سنوات حياته كان قاضي محمد متفهماً للواقع المرير الذي تعيشه الجماهير الكوردية متلمساً معاناة الناس وإحساسهم بالغبن والتغييب الذي يقع على كامل القضية الكوردية، لذلك فقد كان يكرس كل وقته وجل اهتمامه في مصلحة الكورد والتطلع نحو مستقبلهم وحياتهم ليس في منطقة مهاباد فحسب، بل في مجمل المناطق التي تعيش فيها المجتمعات الكوردية.

في ثلاثينيات القرن المنصرم، انضم قاضي محمد إلى حزب ‹خويبون›، الذي أعلن نضاله في العام 1927 بمعاونة إحسان نوري باشا في كوردستان الشمالية.

وفي العام 1944 تشكلت منظمة كوردية باسم ‹جمعية الإحياء الكوردي›، مهدت لقيام الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران، الذي أصبح قاضي محمد من مؤسسيه.

وكان برنامج هذا الحزب يتلخص بتحقيق الحرية في إيران، والحكم الذاتي لكوردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية.

وفي 16/12/1945 وسط جمع غفير في ساحة ‹جوار جرا› في مهاباد، وفي أجواء احتفالية كبيرة أعلن قاضي محمد في ذلك اليوم التاريخي انقطاع منطقة موكريان عن حكومة طهران، فنكسوا علم حكومة طهران من المؤسسات والمدارس ورفعوا علم كوردستان بدلاً منه.

وبتاريخ 22/1/1946 أعلن قيام جمهورية كوردستان بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وسط ظروف شائكة ومعقدة، وأصبحت مدينة مهاباد عاصمة للجمهورية الفتية.

وأمام العالم ووسط أكبر ساحة من ساحات العاصمة تم انتخاب قاضي محمد أول رئيس للجمهورية الكوردستانية، وكانت حاضرة في هذه الاحتفالات المهيبة وفود من جميع أطراف منطقة كوردستان.

وبعد أن ألقى الرئيس الجديد كلمته، تم ولأول مرة في التاريخ الكوردي رفع العلم الكوردستاني الذي يتشكل من اللون الأحمر والأصفر والأخضر، كما تم طرح البرنامج الكفاحي الشامل للجمهورية.

وقد تجسد الحلم المشروع في قيام دولة كوردية على أرض كوردية لشعب يتمتع بجميع مقومات الاستقلالية والدولة الحديثة من دون أن يؤثر هذا على سيادة أو كيان أي دولة من الدول المحيطة بها.

وعدّت اللغة الكوردية لغة رسمية يتعلم بها الشعب وتلتزم بها الدوائر الرسمية، وتم فتح المدارس وأنشأت الصحافة والمسارح، ودخلت المرأة في معترك الحياة الكوردستانية الجديدة، وقامت علاقات تجارية مع دول الجوار.

لم يكن عمر الجمهورية الكوردية طويلاً، إذ حاول قاضي محمد التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة الجمهورية الكوردية بوصفها سلطة حكم ذاتي، بالحكومة المركزية، فرفضت إيران التفاوض، وأرسلت حملة عسكرية نجحت في قمع الحركة الديمقراطية في كوردستان إيران بوحشية، وقضت على الجمهورية الكوردية بدعم بريطاني – أمريكي، وتمكنت من استعادة مهاباد وبسط سيادتها على الإقليم.

إعداد: هيفي دلي
إعلام المجلس الوطني الكردي

التعليقات مغلقة.