المجلس الوطني الكوردي في سوريا

مصطفى جمعة: المجلس الكوردي بالتركيبة الحالية لن يقوى على الصمود في وجه متطلبات المرحلة

105

إعلام ENKS – تركيا

حاوره : زيوار الأحمد

قال مصطفى جمعة عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، أن المجلس الوطني الكردي، عنوان سياسي مهم لعمل الحركة الوطنية الكردية على الصعيدين الداخلي والخارجي، فهو الذي مثل ويمثل حتى اللحظة، الشعب الكردي والقضية الكردية في المحافل الدولية، وحمل هموم الشعب ومطالبه إلى المحطات السياسية الأخرى.

مشيراً أنه الطرف “الأكثر التزاماً بالمشروع القومي والوطني الكردي والكوردستاني، وهو لازال مستمراً على نفس النهج، بوتيرة متفاوتة في النجاح والفشل”.

  • بين الفعالية والترهل

إلا أن جمعة عبر عن اعتقاده أن “المجلس كان يمكن أن يكون أكثر فعالية، وأفضل وضعاً، وأشد تأثيرا في الوسط الكردي، وفي اتخاذ القرار الصائب في اللحظة المناسبة، وصاحب مشروع سياسي عملي يستقطب كل إمكانيات الشعب الكردي، فيما لو أدرك أهمية وجوده، واستخدم الدعم السياسي والمادي من جانب قيادة كوردستان العراق والرئيس مسعود البارزاني والأطراف الكردستانية الأخرى، ووضعه في خدمة انجاح وتقدم مؤسساته ومجالسه، ومتطلبات تفعيل مشروعه الوطني” .

مضيفاً في حديثه لـ لمركز إعلام المجلس الوطني الكردي في سوريا،  انتقاده “المجلس في الأساس، يعتمد على قوة الأحزاب المنضوية في أطره، وهذه القوة مشتتة ومترهلة في الكثير من جوانب عملها، ولهذا فالمجلس يعاني من هزالة البناء الداخلي، أولا، ومن اضطراب الموقف السياسي المطلوب والحاسم، ثانياً، ومن غياب الكثير من القيادات والكوادر والرؤية الاستراتيجية، ثالثاً. وهنا لا نستبعد الدور السلبي والمعيق لعمل المجلس من جانب PYD وملحقاته، وتسلطهم على كامل مقدرات الساحة الكردية”.

  • رؤية جديدة

أردف القيادي جمعة محاولته تشخيص حالة المجلس، فأوضح أنه لا يرى أن “المجلس بالتركيبة الحالية، لن يقوى على الصمود والتحدي والنجاح في وجه متطلبات المرحلة السياسية الراهنة، الحساسة، والدقيقة، إلا باتخاذ جملة عوامل بعين الاعتبار، والوصول إلى قرارات واضحة في مؤتمره القادم، تتناسب والظروف التي يمر بها الوضع الكردي في كوردستان سوريا، وتبني آليات مرنة تفيد في التفعيل والتطوير بدل الجمود والترهل الحاليين”.

قدم جمعة عدة مقترحات في سياق رؤيته لتطوير المجلس، وحددها في عدة نقاط:

” تصحيح هيكلية المجلس بوضع لائحة تنظيمية تستجيب للمرحلة الراهنة وتهدف إلى ايجاد ديناميكية وسرعة في اتخاذ القرارات، اختصار بنية الامانة العامة على عدد من الاحزاب الفاعلة حتى لا يتسبب الآخرون في عرقلة اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ضرورة المواجهة السياسية المدنية والجماهيرية، ضد تصرفات وممارسات PYD على الصعيدين الداخلي والخارجي، وضع برنامج واضح لا لبس فيه حول حقوق الشعب الكردي ، وتحسين الآليات العملية المتبعة في تسويقه داخلياً وخارجياً، تهيئة مجموعات قانونية ودبلوماسية ومتملكة للغات الحية، لمرادفة قيادة المجلس في المهام الخارجية، لا يجوز أن تبقى أو تكون العلاقة مع الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات ، كمجرد وجود مكمل ، بل مشاركة حقيقية، دون الخوف من نتائج موقفه وما سيؤدي إليه، الاهتمام الجدي بوضع عفرين وكوباني وشمال حلب كمناطق كردية مهمة، وتضم النسبة الأكبر من الشعب الكردي في كردستان سوريا ، وإنشاء مجالس جديدة فيها تقود عملها لصالح التفعيل والتطوير العام للمجلس”.

  • مجالس الداخل

عن الأسباب التي تمنع المجلس الوطني الكردي العودة إلى داخل أراضي الوطن وكوباني خاصة، تابع القيادي مصطفى جمعة قوله: “المجلس الوطني الكردي موجود في الداخل، أما المجالس المحلية التابعة له فلكل منه وضعها الخاص، حسب المنطقة وظروفها الخاصة، مثل وضع كوباني بعد هجوم داعش ومجزرة ليلة الغدر. أما إذا كان المقصود عودة من هو في الخارج من قيادات المجلس، فهذا أمر مستحسن ومطلوب.

  • المجلس الكردي ومباحثات جنيف

أشار القيادي مصطفى جمعة إلى أن وفد المجلس الكردي في مباحثات جنيف “أدى دوراً مشكوراً، وحاول أن يدافع عن القضية الكردية بما أمكن، ولا ننسى أن المجلس عضو في الائتلاف، والحضور يكون عبر الائتلاف، إلا انني أملك ملاحظات كثيرة على أدائه، فهو في معظم الأوقات ضائع في الأروقة ولا نحس بوجودهم كما نحس بوجود الشخصيات الأخرى، وكان موقفهم أو رد فعلهم في مواجهة تصريحات الشخصيات المسيئة للكرد باهتاً وضعيفاً، رغم أنهم يمثلون القضية الكردية ومطلوب منهم احترامها حتى لو تطلب الأمر الرد العنيف على المسيئين. أرى أن تطعيم الوفد بخبرات جديدة يكون مفيدا ولصالح تقدم الأداء”.

  • إغلاق المكاتب واعتقالات

كذلك تطرق القيادي مصطفى جمعة إلى انتهاكات PYDوقواها العسكرية بحق المجلس الوطني الكردي ونشطائه، مشيراً إلى أن إغلاق مكاتب المجلس وأحزابه “ليس إلا عملا مستهجنا وممجوجا يقدم عليه الطرف الذي فرض نفسه بقوة السلاح، هذه الممارسات من جانب PYD ليس فقط لا يخدم القضية الكردية ويضر بمصالح الشعب الكردي؛ بل يخدم البعث الذي يجول ويصول في القامشلي والمناطق الأخرى، ويدفع بالوضع الكردي نحوية هاوية الصراع الداخلي، والتناحر الأخوي، لولا أن المجلس يمتص الصدمات بروية ورحابة الصدر، ولا يريد الاصطدام”.

أضاف جمعة إلى ذلك أن “هذا الطرف بهذه التصرفات غير المسؤولة تجاه المجلس وأحزابه واعتقال قياداته يعبر عن نفسه بأنه سلطة وكالة عن النظام لقتل الطموح الكردي في حقه في تقرير المصير، ولا يسع ساحته السياسية لغير المتملقين والمتزلفين وأبواق فلسفة “الأمة الديمقراطية” اللاديمقراطية. هم دائما ملتزمون ومنفذون لأجندات الدول الغاصبة لكردستان، ومبتعدون بشكل مستقيم عن نهج الكردايتي، نهج بناء الدولة والاستقلال”.

  • عفرين

حول ما قد تشهده عفرين من تدخل عسكري تركي، أكد القيادي مصطفى جمعة أن “التصعيد مستمر. بعض أهداف التصعيد مكشوف وبعضه الآخر مستتر. برأيي لن يكون في مستطاع تركيا القضاء على المشروع القومي الكردي بالتدخل المباشر في عفرين، فالقضية الكردية أكبر من رعونة اردوغان . تركيا ستعمد إلى القصف والضغط تماشياً مع موقفها المعادي لتقدم القضية الكردية، ولكنها لن تستطيع اجتياح المنطقة إلا بموافقة أمريكية، وهذه الموافقة غير موجودة حتى الآن. هي تستفيد من الموقفين الروسي والإيراني وجزئيا السوري، لفرض أمر واقع، وخلق منطقة نفوذ جديدة لمصلحتها”.

موضحاً أن “تركيا وإيران متفقتان على كبح الجماح الكردي وإخماد توجهه نحو البناء الذاتي باتجاه الاستقلال، أما روسيا فلها مآرب أخرى تتركز في حماية نظام بشار الأسد كأولوية، والاستفادة من الدور التركي في ضرب المعارضة والتنظيمات المتطرفة في الجوار الملاصق”.

مضيفاً أن “الصراع على سوريا لم ينته، وهناك تداخل للأجندات الدولية، وكذلك المصالح الاستراتيجية للقوى الكبرى والمعنية بالداخل السوري لم تركن على وضع ملائم لها، لذلك يمكن القول إن مسار الحل السياسي أو العسكري ما زال في التداول، ولا نهاية واضحة له الآن”.

  • توضيحات

في ختام حديثه لمركز إعلام المجلس الوطني الكردي في سوريا، أوضح مصطفى جمعة عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أنه “لم ابتعد عن الساحة السياسية حتى أعود إليها من جديد. كل ما هنالك أنني لم أعد سكرتيرا حتى أبدي موقفاً سياسياً في كل حدث. هذا الأمر من اختصاص سكرتير حزبنا والمكتب السياسي الذي أنا عضو فيه”.

مختتماً أنه “في الحقيقة هناك تساؤلات من جانب الكثير من الرفاق يطالبون قيادة الحزب بتناول المسائل السياسية بشكل أسرع وإظهار موقف الحزب تجاه متطلبات الساحة الكردية، وما هو مطلوب في هذه المرحلة، خاصة وأن استفراد PYD بهذه الساحة يضع الآخرين على هامش الفعل والتأثير ، إن لم يبادر حزبنا وكذلك المجلس الوطني الكردي لسد نقاط الفراغ في مسار العملية السياسية” .

التعليقات مغلقة.