المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الصحفي أكرم ملا : على الإعلام الكوردي أن يكون على مستوى المسؤولية في هذه المرحلة المصيرية للشعب الكوردي وأن يكون على مستوى الأداء السياسي الرزين بعيداً عن روح المهاترة السياسية والابتعاد عن لغة التخوين

69

 

حاورته : همرين حاجو

أكرم ملا من مواليد الدرباسية 1956 درس في الدرباسية حتى أنهاء المرحلة الثانوية ومن ثم الدراسة الجامعية في جامعة حلب باختصاص أدب انكليزي لمدة ثلاث سنوات وممارسة التدريس لهذه اللغة حتى حصوله على منحة دراسية في الاتحاد السوفيتي حيث درس في جامعة موسكو الحكومية ( MGU ) لمدة 6 سنوات في كلية الصحافة وحصل على الماجستير بدرجة أمتياز.

وكان لموقع المجلس الوطني الكوردي لقاء خاص به:

– بداية علاقتك بالصحافة؟

العلاقة الأولى كانت من خلال جهاز “الراديو” الوسيلة الوحيدة في ذاك الوقت للاطلاع على الأخبار والتحليلات السياسية , وكنت من هواة الاستماع إلى الموجات القصيرة وكانت لي مراسلات عديدة مع إذاعات عالمية ناطقة بالعربية مثل إذاعة موسكو وإذاعة برلين العالمية وإذاعة فرنسا العربية وراديو بخارست والــ BBC العربية , وعندما بدأت الجرائد والمجلات بالوصول إلى مدينتنا تحولت إلى قراءتها وبشغف وهذا ما ساعد على تأسيس حب الصحافة في نفسي وخاصة كانت لدي موهبة كتابية جيدة نوعاً ما .

– من الصحفي الذي تريد أن تقرأه أكثر؟

هم كُثر ولكن دائماً نكون معجبين بالبعض أكثر ربما نتيجة دقة وحكمة وعمق كتاباتهم ولغتهم الهادئة الرصينة التي تعطيك التحليل في أحسن وجه ومنهم عبد الوهاب بدرخان وحازم صاغية ومن الكورد عبد الوهاب طالباني

– تنقلت بين صفحات الجرائد ما بين الفن،والسياسة، والأدب، والمجتمع… فأيهم أقرب إليك؟

بلا شك السياسة، ربما نتيجة ترعري في بيئة سياسية ومجتمع مهتم بالسياسة.

– لماذا يطلق على الصحافة السلطة الرابعة؟

حازت على هذا اللقب نتيجة تأثيرها على الواقع السياسي والاجتماعي ومقدرتها على التحكم بالرأي العام وتوجيه دفته إلى المكان والموقف المطلوبين وهذا يجعلها أن تصحح الأمور بل أحياناً تغيرها نحو الأفضل لذلك تلعب دور السلطة ولكن دون أدوات سلطوية .

– هل تندرج الصحافة تحت مسمى الهواية أم الموهبة؟

بالتأكيد تحت مسمى الموهبة، برأيي لا يمكن ممارسة مهنة الصحافة دون وجود موهبة الكتابة والتعبير، لذلك نرى بعض من أشهر الكتاب الصحفيين اختصاصاتهم تتنوع مابين طبيب أو مهندس أو عالم فيزياء أو صيدلاني ولكن يملكون موهبة الكتابة الصحفية .

– ما رأيك بالإعلام الكوردي؟

الإعلام الكوردي عندنا هو إعلام حزبي أي بمعنى ملتزم وإذا كان البعض يتبجح بأنه لا ينتمي إلى أي من الأحزاب الكوردية أو مؤسساتها، صحيح هذا من الناحية التنظيمية لكنها تدور في فلك حزب معين أو حركة معينة والأهم أن التمويل يكون على الغالب من صندوق هذا الحزب أو ذاك.

لذلك المحتوى الفكري والسياسي لوسائل الإعلام الكوردية يكون وفق سياسة الحزب الذي يمول أو يملك هذه الوسيلة الإعلامية، وهذا واضح من غياب النقد الجريء الواقعي للواقع السياسي في كوردستان سورية، ما عدا فسحات ضيقة جداً للنقد والتحليل وضمن الإطار المسموح به، لذلك نرى حالات التنفيس عن السلبيات والنواقص من خلال الصحافة الالكترونية عبر صفحات التواصل الاجتماعي وأحياناً كثيرة بأسماء مستعارة. لذلك القارىء الكوردي يعرف مسبقاً عند الأمساك بجريدة ما بأنها تابعة للحزب الفلاني أو مؤيدة للحركة الفلانية، بما معناها مازلنا في زمن النشرة الحزبية ولكن أسلوب الطباعة والألوان اختلف نوعاً ما، ومن جانب أخر مازال الإعلام الكوردي بعيداً عن المؤوسساتية والمهنية الحقة والجديرة بإدارة الإعلام الكوردي، حيث أغلبية الكوادر لا تمت البتة أكاديمياً إلى الإعلام.

 

– كصحفي ما وجهة نظرك حول الاستفتاء في إقليم كوردستان , وهل استطاع الإعلام توجيه الرسالة إلى جميع شعوب العالم؟

طالما يسمى باستفتاء الاستقلال فهذا يعني بأن وجهة نظري كمواطن كوردي ستكون ايجابية بل مؤيدة بالمطلق لهذه الخطوة الديمقراطية السلمية بالمطالبة بالحقوق الشرعية للشعب الكوردي في اعلان دولته المستقلة في اطار الشرعات والقوانين السماوية منها والوضعية ووفق كل المواثيق العالمية التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها.

نعم نجح الإعلام الكوردي إلى حد كبير بايصال صوت الشعب الكوردي إلى دول العالم وشعوبها حول مطالبهم الحق والشرعية وما تداول مسألة استفتاء الاستقلال عبر وسائل الإعلام العالمية إلا دليل قاطع على وصول الرسالة إلى شعوب العالم وحكوماتها.

– أخيراً كلمة للإعلام الكوردي…..

المطلوب من الإعلام الكوردي أن يكون على مستوى المسؤولية في هذه المرحلة المصيرية للشعب الكوردي وأن يكون على مستوى الأداء السياسي الرزين بعيداً عن روح المهاترة السياسية والابتعاد عن لغة التخوين، ونبذ مبدأ التجييش ضد الآخر وعدم محاولة إثارة الخوف والرعب من خلال شائعات مغرضة، رأفة بالشعب الذي يعاني سلفاً من التوتر والقلق، وأن يكون السبق الصحفي موضوعياً وصادقاً وأن لايكون القصد منه الإثارة والتشويق إلى حد السلبية في نتيجته.

التعليقات مغلقة.