المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الفن الكوردي ما بين القديم والحديث….. وضرورة العمل على الاهتمام به ودعمه..!!

69

الفن هو مرآة تعكس الواقع والتراث والفلكلور، والشعب الكوردي كغيره من الشعوب يمتلك أدباً وفناً غنياً منذ القدم.
والفن الكوردي يصارع الوجود والواقع للخروج من ظلمات الواقع المأساوي إلى النور ويبقى هذا كله ضمن الجهود الفردية .
ولكن بسبب عدم الاستقرار السياسي والأنظمة السياسية المتحكمة بكوردستان ولعدم الامكانيات والاهتمام بمجال الفن والفن السينمائي والدراما الكوردية من قبل الجهات المختصة كان لها تأثير عكسي على الشعب الكوردي حيث لم يعكس تاريخه وتراثه المليء بالأدب والفن والفلكلور والملاحم القومية والأمثال الكوردية إلى مرأة العالم والحضارات العالمية التي ستبقى كنزاً وسجلاً تدر على التاريخ والثقافة الكوردية.
وفي سبيل ايصال معاناة الشعب الكوردي وتراثه وثقافته برز نخبة من المثقفين والأدباء الكورد في غربي كوردستان الذين حملوا الهم القومي الكوردستاني والوطني من خلال الفن وايصال الثقافة والحضارة الكوردية إلى العالم ومجاراة الواقع لأن الفن والدراما ستلفت انتباه المراقبين والمستطلعين على قضية الشعب الكوردي.
ومن هؤلاء الشخصيات الشغوفة بالفن والدراما السينمائية هو الشاعر والمخرج السينمائي حسن علي الذي كرس حياته للفن والدراما الكوردية لإيصال رسالة شعبه في ظروف صعبة وخصوصاً في ظل هيمنة النظام البعثي الاسدي المراقب لتحركاتهم ومنعهم من أي نشاط ومعاقبته لهم.
حيث قام المخرج علي بأنشاء فرقة روج افا السينمائية في قامشلو عام 2003 ومن خلالها قاموا بتنفيذ الجزء الأول من فيلم مريم خان (1904 – 1949) الذي استغرق منهم سنة ونصف لإتمامه , بسبب تعرضهم لظروف قاسية من قبل سلطات البعث وتكاليف الإنتاج الباهظة وعلى نفقاتهم الخاصة , بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي كان يمر بها “حسن علي” كونه كان موظف بدائرة المياه لأنه ترك تدريس اللغة العربية قام بإنتاج الفيلم.
وبعد هذا الفيلم تابع فرقة روج افا السينمائية بإنتاج فيلم اخر (كلو ئو جلو) سنة 2005 /مدة الفيلم ساعتين من إنتاج بطل الفيلم هشار وحققت نجاحاً لا بأس بها نتيجة الظروف المادية ومراقبة السلطات لهم وعرقلة عملهم .
بعد هذا الفيلم عانت زوجة المخرج “ثناء العلي” لمرض القصور الكلوي فانشغل بها وترك العمل السينمائي كواجب إنساني تجاهها حتى سنة 2012 حيث توجه إلى إقليم كوردستان -مدينة دهوك للقيام بزرع الكلية لها ولكن وافتها المنية وذهب الروح إلى باريها.
في سنة 2015 قام بتكملة تأسيس وتوسيع فرقة روج افا السينمائية وتم استضافة 300 عضو من الممثلين والممثلات ومن بينهم “حسين عباسي” و “شيرين بركات” و “رندى بركات” و “محمد حاجو” وجميعهم مختصين في التمثيل سواء المسرحي أو الدرامي وعملوا مع مخرجين في دهوك و أيضاً أنضم إلى فرقة روج آفا السينمائية المخرج العالمي “جعفر مراد” المقيم في لندن وله العديد من الأفلام منها العودة إلى فكتوريا و الفنان و المغني الأمازيغي آنازور يووبا.
وقامت فرقة روج آفا السينمائية بإنتاج واخراج فيلم ( سمؤ مؤختارى كامبى ) لصالح قناة دهوك تيفي الأرضي.
وما زال فرقة روج افا السينمائية في عطاء مستمر ولديها سيناريو مكتوب وجاهز لبدء العمل به لكن الأمور المادية تحول دون ذلك وعدم تبني أي جهة كوردية أو شركة إنتاج لهذه الفرقة و لأعمالهم أدت إلى تعرقل عملهم .
وفي تصريح لأحد أعضاء فرقة روج افا السينمائية لموقعنا:
حسين عباسي من ابناء مدينة ديرك وعضو مميز في الفرقة منذ عام 2012 قال:
الهم الوطني الكوردستاني و القومي هو الذي جعلنا ندخل في هذا المجال ونحن نحاول عبر فننا وأقلامنا ايصال رسالة شعبنا الكوردي المتمثلة بثقافتهم وأدبهم و معاناتهم إلى العالم وليسمع وليشاهد العالم هذا الشعب العظيم عبر الأفلام و الدراما السينمائية الكوردية ونحن معنيين برسالتهم هذه.
وأضاف: علينا ايصال أجمل الصور عنهم و نحاول تشجيع و اخراج المواهب الفنية للشباب الكورد ومشاريعنا واسعة تشمل الكثير من المواهب كالغناء و التمثيل المسرحي و الأفلام و لدينا مشاريع قيد العمل حالياً .
لذلك يتوجب علينا جميعا ً دعم الفن السينمائي و الدراما الكوردية بالأخص من الناحية الاقتصادية و توجيه الناس لمتابعة الفن الكوردي وتشجيعه من أجل تقدم السينما و الدراما الكوردية للوصول بها إلى مستوى مرموق ومتقدم أسوة بباقي الشعوب .
إعداد : فرهاد شيخو
إعلام : ENKS كوردستان 

لقطة من فيلم مريم خان

التعليقات مغلقة.