المجلس الوطني الكوردي في سوريا

كاجال درويش: فشل العبادي في حل مشاكله الداخلية سلمياً..

55

يعتقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انه سينال من عزيمة الشعب الكوردي، وقواته من “البيشمركة” وقائد الشعب الكوردي مسعود بارازاني، لننظر الى الواقع السياسي في الآونة الاخيرة، وبالأحرى ما حصل في كركوك.

لا يعلم العبادي انه دخل كركوك من النافذة التي فتحها الخونة، خونة العهد والمواثيق مع الشعب والوطن، وهم بعض الأشخاص التابعين لحزب سياسي في السليمانية تابع لإيران، حيث أبرمت اتفاقات قبل وفاة المام جلال بأسبوعين ورسمت خريطة الخيانة مع العميل الإيراني قاسم سليماني في طهران .
ما لم يعلمه العبادي انه وقع في أكبر فخ ديبلوماسي في الشرق الأوسط وهو الرئيس مسعود بارزاني حيث قام الرئيس بالعمل على سحب قواته الى بعض المناطق، لكي يتجنب الصدام العسكري وحقن الدماء، وانقاذ الموقف وسحب العبادي الى طاولة المفاوضات.
نعم حدثت بعض الاشتباكات، ولكن الانتصار الكبير الذي حققه بارزاني: اجتماع وفد من قيادة البيشمركة مع قيادة من الجيش العراقي ووقف العمليات العسكرية بموجب اتفاق بين الوفدين ومن ثم كسب الوقت لتحريك الجالية الكوردستانية في الخارج، للضغط على الدول الموجودة في الاتحاد الأوروبي التي لها أثر واضح في تغير موقف تلك الدول .
حتى الأميركان قاموا بتغير وجهة نظرهم السياسية من خلال إصدار قرار من مجلس الأمن بهذا الشأن، نعم اعتبر كل هذا انتصاراً للرئيس بارزاني الذي استطاع الخروج من اكبر مؤامرة تعرض لها في حياته السياسية .
اقول لرئيس الوزراء العراقي : «لا … يا سيدي ليست هذه هي الطريقة، التي تقود بها شعب العراق، من سنة وشيعة وكورد وغيرهم من مكوّنات الشعب» .
ارتكب العبادي بقراره المتسرع «الهجوم على الاقليم الكوردي » في شمال العراق خطأً فادحاً، بحق قسمه، بأن يكون الدستور مصدر القرار .
وكون الدستور العراقي الجديد يمنع استخدام قوات عراقية في التهجم على شعبه (حيث شاركت قوات غير عراقية، بل ميليشيات إرهابية طائفية تحارب تحت راية الحسين تقوم بقتل وتشريد أبناء مدينة كركوك من عرب سنة وكورد وغيرهم من مكونات تلك المدينة) .
ما قام به العبادي خرق واضح للدستور، وإرادة الشعب العراقي الذي قام بالتظاهر في بغداد ضد قرار الهجوم على الاقليم الكوردي، وبما انه كان يدعي بأنه يحكم البلاد تحت راية الدستور العراقي الجديد الذي صوتت عليه جميع الاحزاب العراقية فالكورد «كعراقيين» لم يعلنوا الاستقلال والانفصال عن العراق، لكي يقوم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمهاجمتهم، باحدث انواع الأسلحة وبمساعدة قوات إيرانية من “الباسدران” و”ميليشيات طائفية” تابعة لها، فالإقليم ما زال تابعا لجمهورية العراق دستوريا، وكان باستطاعته حل الازمة الداخلية بطرق سلمية ( الحوار) ،ألم تكن هناك فرصة للحوار مع ابناء شعبه من الكورد في شمال العراق الذين شاركوا بصياغة الدستور، وقاموا بالدفاع عنه وتحريره من خطر (داعش)؟
نعم طالب الرئيس الكوردي مرارا بالحوار من اجل حل المشكلات العالقة بين الطرفين على طاولة الحوار، ولكن اصرارالعبادي والضغوطات الكبيرة من قبل «ولاية الفقيه» التابع لها، هي من جعلته يهاجم الأقليم .
الدستور واضح وصريح، لا لبس فيه، على ان نظام الحكم في العراق اتحادي اختياري مشروط بتنفيذ الدستور ( نحنُ شَعْب العراقِ الذي آلى على نَفْسهِ بكلِ مُكَونِاتهِ وأطْياَفهِ أنْ يُقَررَ بحريتهِ واختيارهِ الاتحادَ بنفسهِ… إنَّ الالتزامَ بهذا الدُسْتورِ يَحفَظُ للعراقِ اتحادَهُ الحُرَ شَعْبَاً وأرْضَاً وسَيادةً.)
ولا أعتقد أن العبادي عنده تفسير آخر ؟
على العبادي الاعتذار من الشعب العراقي اولا, ومن الشعب الكوردي، والعودة الى طاولة المفاوضات لحل جميع المشكلات العالقة بين الطرفين سلمياً من دون إستخدام السلاح ووقف التدخل الإيراني الفاضح في شؤون العراق .
وليعلم الجميع أن قرار «بارزاني» سيكون له تأثير كبير على الجبهات العسكرية ستتغير المعادلة كلياً لان التعامل مع الرئيس بارزاني كديبلوماسي اسهل بكثير التعامل معه كعسكري وبيشمركة.

التعليقات مغلقة.