المجلس الوطني الكوردي في سوريا

كاجال درويش: المنطقة على كف عفريت..

61

سيؤدي الدور الإيراني في المنطقة إلى تفجير الوضع في أي لحظة، إن كان في العراق أو سورية أو لبنان أو اليمن والسعودية. لذلك، ما حصل، في الآونة الأخيرة، من تطورات سريعة للأحداث سياسياً وعسكرياً، أدّت إلى زعزعة الاستقرار وتدهور الوضع الأمني في المنطقة بأسرها. ولا يخدم الدور الذي يلعبه الإيرانيون في العراق منذ سقوط صدام حسين الشعب العراقي، بل العكس عمل على زرع الفتنة بين جميع مكوناته وفئاته المختلفة قومياً ومذهبياً.
فشل رئيس الحكومة، حيدر العبادي، في حل مشكلات العراق الداخلية سلمياً، وراهن على المشروع الإيراني الطائفي في المنطقة، وأصبح رهينة رأي مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني وولاية الفقيه.
سياسياً، تغيّر الكثير، حيث لم يقبل رئيس إقليم كوردستان، مسعود بارزاني، تمديد ولايته، وتسليم مهامه لحكومة الإقليم والبرلمان لإدارة شؤون الإقليم، ونجح في أمور كثيرة لإنقاذ شعبه من أكبر مؤامرة حيكت ضده، وضد الوجود الكوردي في المنطقة، إذ عمل على إيجاد عنصر الاستقرار والحفاظ على البيت الداخلي ووحدته في إقليم كوردستان. هنا انتفض الشعب الكوردي في أجزائه الأربع دعماً له ولحزبه، وازدادت شعبيتة بين مؤيديه، وأصبحت البيشمركة أكثر عزيمة من ذي قبل.
لن تنجح اللقاءات التي تحصل الآن إلا إذا قبلت الحكومة المركزية بشروط الرئيس بارزاني، وليس العكس كما يشاع في الإعلام العربي، حيث العودة إلى جميع المواقع التي سلمت للحكومة المركزية أخيرا وتطبيق المادة 140 لمدة أقصاها ستة أشهر.
المواجهة العسكرية متوقعة جداً بين الطرفين مرّة ثانية، لكنها ستكون هذه المرة أكثر فتكاً ودموية من قبل. تغيرت المعادلة بعد تزويد البيشمركة بأسلحة حديثة فتَّاكة، بعد فشل دول التحالف في الوقوف ضد المد الشيعي في المنطقة، ومنها جبل سنجار التي سلّم للحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني بعد اتفاق بين الاثنين. رفض الرئيس بارزاني طلبهم، وطلب منهم إعادة كركوك إلى كوردستان، وإلا سيقوم بتغير استراتيجيته الحالية، وسيبحث عن تحالفات جديدة في المنطقة.
وستكون لاستقالة سعد الدين الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية تداعيات سلبية على لبنان والهلال الشيعي الذي يتمدّد في المنطقة بسرعة هائلة. ومن المتوقع أنَّ الإيرانيين ينوون نقل المعركة الأساسية التي يتوقّع المحلّلون السياسيون أن تحصل في غضون الأشهر الست المقبلة بين الولايات المتحدة وحلفائها من الغرب مع إيران، حيث نقل المعركة من إيران إلى حدود إسرائيل، لكي تكون ورقة ضغط كبيرة على الغرب، للقبول بشروطهم وكسب الوقت من أجل إكمال مشروعهم النووي. لذا ضرب الحوثيون شمال الرياض بصواريخ باليستية، لإبعاد الأنظار عن لبنان، كوردستان الداخلية، وهذا يأتي ضمن هذا المخطط الذي يعده الإيرانيون، حيث إشعال جبهات كثيرة، لتضليل ما يقومون به من حشد قواتهم والمليشيات التابعة لها في سورية والعراق.

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع 

التعليقات مغلقة.