المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وليد حاج عبدالقادر: قراءة القيادة الكوردستاني في مسألة كركوك كانت صحيحة وصائبة والأيام ستكشف ذلك .

57

الكاتب والباحث السياسي وليد حاج عبدالقادر له خمس روايات ومجموعة قصصية واحدة ومقالات متنوعة ومعتقل سياسي سابق قضى في سجون البعث من ١٩٩٢ إلى ١٩٩٤ وكان لموقع المجلس الوطني الكوردي هذا الحوار معه.

حاوره: فرهاد شيخو

– بيان رياض2 كانت خطوة متقدمة عن سابقتها “رياض ١” على الرغم من أنه لم يلبي طموحات الشعب الكوردي ولكنه يعتبرايجابياً في ظل تكالب القوى الإقليمية والدولية على الشعب الكوردي ، كيف تنظرون إلى هذه الوثيقة باعتبارك باحث ومفكر في الشأن الكوردي ؟

بداهة أشكركم من القلب لجهودكم في الموقع وإفساحكم المجال من خلال اسئلتكم لأبدي بموقفي فيما تتفضلون به من أسئلة وسأسبقها سلفاً باعتذاري الشديد لشخصكم الإعلامي فرهاد شيخو على تأخري لأسباب طارئة ،
وفي العودة إلى سؤالكم الهام والذي يتغافل كثيرون إن متقصدين أو لعدم وعي واستيعاب سواءا بيان رياض ٢ ككل في كونها تجميع للمواقف ولغالبية سويات المعارضة التي بدت متناقضة في كثير من بنودها ولكنها بدت شبه واضحة وصريحة في الموقف المتقدم نسبياً من القضية الكوردية في سوريا وإدراجها كقضية وطنية ، هذه النقطة التي أراد بعض الشعبويين والسذج – بتفسيرها ومن جديد بسذاجة أكبر بأنها تقزيم لها بقدر ما أنها من مسلمات السعي لبناء الحلول والتوافقات لهذه القضية / المعضلة الوطنية وإمكانية البناء عليها أيضاً للوصول إلى توافقات تحدد المآل الوطني من جهة والحقوق القومية المشروعة والإقرار بها دستورياً ،
وهنا ، هناك نقطة جداً هامة : الشعبويون يظنون بأن مجرد بدء أية مفاوضات يتوجب أن يعلن في دمشق وقامشلو عن بلورة حلول ويتناسون بأن جينيف ٨ انتهت ولم يتم التوافق على بنود اللقاء هذا اولا ، وثانيا فأن متوافقات رياض ٢ واضحة بآفاقها القومية وبخاصيتها الكوردية بصيغة أرقى بكثير من التعويم الآيديولوجي من جهة والطرح الإحتوائي القوموي البعثي السلطوي .. أن الدجل الشعبوي في تفسير هذا المفهوم لها غاياتها كمأزق بنيوية يعانون منها ليس أكثر .

– ماهي قرائتكم لمسار العملية السياسية بعد فشل جينيف ٨ وخاصة حول القضية الكوردية ؟
بقناعتي أن جينات فشل كل حلقات جنيف كانت واضحة في بنائها لسبب بسيط وهو عدم توفر الأرضية الدولية المرتكزة على أسس ايجاد فرض الحل السياسي وذلك لعدم اتمام المهام والأطر التي تسعى لها كل مجموعة دول / دولة ورؤيتها لسورياها المفيدة ، نعم ، داعش تبعثر كجزر من الجليد ستذوب بأية لحظة وخطوط التماس مع النصرة تتقلص ولكن ما يخفى على بال كثيرين هي الأهداف المتحركة صوب جذر المسألة الشرقية وبالتالي كيفية معالجة التمدد لدول باتت بممارساتها وسياساتها عالة على السلم العالمي وتهديد يومي لمناطق عديدة وأنموذجهم هنا هي دولتا تركيا وإيران ولعل بعض الملامح آخذة بالوضوح والإنكشاف كما ونحن ندرك تماماً مدى التدخل السافر للدولتين ووقوفهما كخناجر مسمومة تطعن تصدياً لأية خطوة تحررية كوردية وباختصار وعلى الرغم من مشاركة الدولتين تلك في مسارات آستانة وكقوتين ضامنتين وبالتالي مساعيهما للهيمنة أو اكتساب حق النقض في سوتشي ، إلا ان الضغط سيزداد على النظام وبقوة وستصبح سوتشي حالة ممهدة كما لقاءات آستانا وتحديد نقاط خفض التصعيد والتي ستؤدي الى جينيف حتمي تتحدد فيها ملامح سوريا المستقبل والمرتكزة على مجموع السلال المتداولة وفي كل سلة منها أكثر من باقة خاصة في الموقف ورسم مسار الحل الوطني للقضية القومية الكوردية .

– ألا تعتقد بأن الحركة السياسية في كوردستان سوريا تتخبط في ظل هذه الظروف الصعبة والتي كان ينبغي تشكيل وفد مستقل من الكورد للمشاركة في المفاوضات ؟

في الواقع أنه في الأزمات العاصفة وفي حالة كالمسألة السورية جميع الأطراف تعيش حصتها من التخبطات وإن كانت الكوردية منها أفظع كنتاج لهيمنة أو تشارك استبدادين في إدارة قمع بحق المشروع القومي الكوردي وبالتالي تلاقيهما كما ومجموع الدول الغاصبة لكوردستان ، وحتمي ان تترسخ هذه المفهومية في التأثير البنيوي وبينيا بوضوح كامل ، فكما نجحت سياسات ايران وتركيا ومعهما النظام في عدم السماح بوجود هولير أخرى كما التجربة العراقية وبالتالي فتح الآفاق أمام المعارضة السورية الحقيقية واستعجال اسقاط النظام فعلياً زرعت فيها بالمقابل خطوطاً حمراء أو لنقل جدار فاصل يتخندق أمام إجهاض أية محاولة تقارب كوردي / كوردي وهذا ما أشار اليه بصراحة ديمستورا في رده على مراسل روداو – زنار شينو – عندما خلص رده قائلاً بخصوص حضور ق س د اجتماعات جينيف بأن الرد هي عند الكورد أنفسهم

– الـ pyd أعلن أنه إذا حصل تسوية سياسية في سوريا ليس لديهم مشكلة في انضمام قواتهم إلى قوات النظام السوري ، ماهي وجهة نظرك في هذا الأمر ؟

شخصياً لازلت مقتنعاً تماماً بحالة التوافق العميق بين النظام وهذا التنظيم ، لابل هناك ما أشبهه شخصياً بعهدة عمرية ونوع من الشروط المتبادلة ما يشبه العقد بين الكتلة الصلدة المتحكمة بالنظام من جهة والقوة التي تدير أو توجه الـ pyd على الأرض في كوردستان سوريا ، ومن هذا المنطلق فقد كان موقف الرئيس المشترك لما يسمى بفدرالية الشمال السوري واضحاً وتنفيذاً عملياً لتوجهات الإدارة الأمريكية نفسها حينما طلبوا من ق س د تغيير استراتيجياتها لأن الصراع او الحرب ضد داعش قاربت على الإنتهاء ومن المؤكد فأن القوات المنضوية والمدارة من قبل الـ pyd لديها كامل الإستعداد لتلبية ما يطلب منها سيما إن جاءت من نفس مركز التوافق مع ايران ومن خلالها النظام و قيادة قنديل التي هي صاحبة القرار الأول والأخير والتي هي عملياً من تدير كل شؤون المناطق الكوردية من خلال طبقة كادرو الموزعين ضمن كل الهيكليات في الإدارات الذاتية .

– ماهو رؤيتكم لأوضاع إقليم كوردستان وإلى أين تتجه بعد أحداث النكسة ليلة ١٦/١٠/٢٠١٧ وتآمر دول الحوار والتحالف الدولي على مكتسبات إقليم كوردستان ؟

بداية لا أنكر مدى وفظاعة ما حصل ولكنها كانت من أبسط ماهو متوقعاً في الأساس لأن الإستفتاء جرى لجزء من شعب يعيش على فالق تكتوني لا جيولوجي فحسب بل سياسي وبقعة / وطن هذا الشعب تاريخياً كان نواة الأزمات وبالتالي أرض الصراعات والحروب والمئات من المعاهدات والمعارك جرت على أرضها ولكن ؟ هل انتهى الإستفتاء وبالتالي قرار الشعب في الإستقلال ؟ وهل استطاعت تلك الدول وبكل عنفوانها وطغبجيانها سوى زرع الكراهية واثبات فشلها الدولاني كل على حدة ؟! .. بتصوري المتواضع أن اللعبة الدبلوماسية الكوردستانية الممارسة الآن في فعلها تطغى تماماً على القوة العراقية الممارسة لا كدولة وانما كفتوى وهذه إضافة إلى طغيان اردوغان وبالتالي هما الآن وفي نطاقية جغرافيتهما بالذات في عين العاصفة وختاما أقول : كانت قراءة القيادة الكوردستاني صحيحة وصائبة والأيام ستكشف ذلك .
إعلام ENKS السليمانية

التعليقات مغلقة.