المجلس الوطني الكوردي في سوريا

ريبر فوزي أحمد : لعبة الكبار أم إرادة الشعوب عفرين نموذجا

64

كثر الحديث مؤخرا عن لعبة الكبار بعد 20/1 وروجت مصطلحات البازارات،البورصة السياسية،المهر السباسي،قرار دولي مأخوذ …إلخ على ألسنة كل الساسة والعوام محللين تعقيدات عفرين بأنها ” بازار القوى ومهر المنجز الذي سيأتي” وهي مخططة من قبل النادي السياسي العالمي ومحسومة سلفا.
لكن في المقابل هناك من يرى بأن الشعب يصنع مستقبله وإن إرادة الشعوب لا تقهر وبأن الشعب الكوردي في روژ آفا عامة وعفرين خاصة حسم خياره بمقاومة وردع العدوان …

أظن بأن تعقيدات أزمة عفرين وإدخالها ضمن بازارات سطحية ساذجة نابعة من عقلية ريفية قروية تعتمد على الاستماع للأخبار بعيدة التاريخ والسياسة و عن المنهجية العلمية في دراسة الوقائع السياسية …
يتناسى هذا أو ذاك بأن

1- المخططات متغيرة طالما الأدوات الهندسية وممحاة ومزيل الحبر على طاولة المهندسين.

2- إن ما رسمت بقلم الرصاص يمكن محيها.
وعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر ما ذكرت في صحيفة گرديان البريطانية ” عفرين تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد “.
3- بعد البحث والتعمق في جزئيات الوقائع المتشابكة على الأرض نلاحظ بأن كل الوقائع متداخلة ببعضها ومعقدة وليس بسيطة وحتى الأجندات متداخلة مع بعضها .
4- باستحضار العوامل الذاتية والموضوعية وتفاعلهما في أية قضية نجد بأن إرادة الشعب عامل مهم لأي إنجاز لكنه ليس بالعامل الوحيد بل يتكامل مع العوامل الموضوعية وهذا العامل جوهوي إذا وضع في مساره الصحيح المتناغم مع الموضوعية ومعرفة دراسات مراكز الأبحاث العالمية لفهم المخططات العالمية ومدى تبنيها من قبل مراكز القرار العالمي …

أما القول بأن إرادة الشعوب منتصرة بشكل حتمي دون دراسة كل العوامل والأخذ بأسباب النصر فهي حماسية انغعالية و تخلو من العقلانية الحكمة وفي هذا الصدديمكن القول بأن عفرين تتموضع بين العاملين الذاتي والموضوعي.

أظن بأن مراكز القوى العالمية في هذا الخصوص لم تحسم موضوع شكل وإطار وخرائط شرق أوسط الجديد ناهيك عن التغيرات والتعديلات بين الفينة والأخرى وهذا هو السبب الذي يفسر بتسريب الخرائط بأشكال مختلفة وبذلك تصبح عفرين بركان بين الكبار وغير مختومة بختم الأمريكي وقد تولد أزمة عفرين مشاكل بين الناتو وروسيا من جهة وبين دول ناتو فيما بينها وأخص بالذكر تركيا وأمريكيا وبين إيران والغرب وتتحول العلاقة من التنافس إلى الصراع وهنا يدق ناقوس الخطر الكبير .

وفي هذا الصدد يمكن القول بأن الصراع والحروب بين ناتو والقوى التي تدخلت في سوريا قد بدأت لكن بين الأجندات وبالوكالةوانتقلت لحقل التهديدات الكلامية وفي عرف الحروب ” لغة الكلام تسبق لغة الصواريخ و القذائف” وهذا ما نلاحظه من تصريحات وتهديدات متبادلة بين أمريكيا وتركية .

أظن لا يخفى على أحد تصريح أمريكي لتركيا ” على تركيا إعادة قراءة قرار2401 ” وتصريح تركي لأمريكا وتذكيرهم “بالصفعة العثمانية” و اتصال ماركون بأردوغان ليوضح له بأن القرار الأممي يشمل عفرين .

ربما تتعقد الوقائع العسكرية بتداخل القوات مع بعضها وما يجرى على الأرض من نقاط عسكرية عبارة عن تداخل قوات كل الدول المتنافسة أو المتصارعة مع بعضها وعلى تماس مباشر مقابل بعضها بالتزامن لأرتكب الأخطاء قد تضفي في نهاية المطاف إلى مواجهات مباشرةممكن محدودة أو غير محدودة، معلنة أو غير معلنة.
وخاصة بين تركيا وأمريكيا وفرنسا من جهة وبين روسيا والغرب من جهة أخرى وإيران وتركيا من جهة وإيران والغرب من جهة أخرى.

ربما أخطأت تركيا خطأ استراتيجيا بالاقتراب من روسيا والابتعاد عن الغرب واعتداء على سيادة دولة مجاورة بالهجوم على عفرين وهي عضو في ناتو و بدون موافقة ناتو وزاد الطبن بلة عدم الالتزام بقرار 2401 فهي تضعها في مواجهة مجلس الأمن بعد إصدار القرار .

وبالعودة للعوامل الذاتية والتي ترجع للكورد الصمود والمقاومة وباستمرارها قد تغير معادلات جديدة وتشكل ضغطا لمراكز القرار العالمي وما الحراك الدوبلوماسي والسياسي والمدني وتغير المواقف إلا تجلي من تجليات الصمود لكنه غير مكتمل.
في هذا الصدد نتذكر كلام مقاوم قال :صدام احتل كويت خلال 24 ساعة بينما إرادة الشعب الكوردي في عفرين تصمد أمام ثاني جيش في ناتو أكثر من 42 لوحدها …
وأظن بأن العوامل الذاتية تنضج لو بادرت القوى الكوردية ب

1- إطلاق سراح المعتقلين السياسيين

2- الحوار معهم ومشاركتهم في قرار مصير اقليم عفرين

3- وحدة الصف والموقف والرؤية

4- سد الذرائع لقطع الطريق أمام الآخرين والعودة للبيت الكوردي بالالتزام بالاتفاقية دهوك

5- العمل على جذب وتمركز المنظمات الدولية في إقليم عفرين

6- السماح للإعلام الكوردستاني والغربي بفتح مكاتبها في اقليم عفرين

* عفرين في مجلس الأمن

يمكن القول إن صدور القرار2401 من مجلس الأمن فرصة ذهبية للقوى المتحاربة على الأرض لحل مشاكلها دوبلوماسيا لكنها أيضا مكسب لشعب الكوردي وتدويل القضية الكوردية في أروقة السياسة العالمية حتى وصل الأمر برئيس الصين ليطلب من حكومته وأصحاب القرار في الصين أن يحددوا موقع دولة عفرين على الخارطة !!!
وباتت عفرين حاضرة في كل المحافل الدولية وعلى ألسنة الساسة وأصحاب القرار ومنظمات الدولية والمحلية والأحزاب والبرلمانات وهذا الحضور للملف في أروقة مراكز القرار يعتبر إنجاز كوردواري لو استثمرت بشكل عقلاني وحكيم .

* عفرين قنبلة موقوتة

المتابع لتوزيع القوى على الأرض يعلم بإنتشار القوى الغربية في غرب الفرات بعد أن رسمت هذه القوى المجال الحيوي لشرق الفرات ومنع أي قوة من الاقتراب منها لكون جغرافية روژ آفا كوردستان هي المدخل الأمين لنفوذ الغرب ولاستراتيجيته في المنطقة …
الآن في غرب الفرات وبعد انسحاب الروس من عفرين وبعض المناطق الأخرى فتحت شهية كل القوى بما في ذلك أمريكيا التي تحوم على تخوم عفرين ….
وعفرين أهم بالنسبة لأمريكيا من ديرالزور لأسباب مرتبطة بالمجال الحيوي الأمريكي تعلمها أمريكا لماذا ؟ولا يعرفه كوردي من روژ آفا لذا تسعى أمريكا وكل القوى بمحاولة السيطرة على هذا المجال الحيوي وهذا ما يفسردخول تركيا على الخط بحجج وذرائع لا مجال لذكرها…
وحسب المجال الحيوي الأمريكي كل المشاريع الأمريكية في سوريا والشرق الأوسط مثقوبة مالم ترتكز على عفرين والسؤال هل تنسحب أمريكا من غرب الفرات بدون الثمن ؟وما هو ثمن انسحابها ؟وهل تقدر الدول دفعها وإبعادها عن المتوسط وما أدراك ما المتوسط ؟ أكبر احتياطي نفط في العالم .
إن عرقلة المشروع الأمريكي في المنطقة ممكن لحين لكن إجهاضه فمستحيل بالمطلق و المتابع للأحداث يلاحظ انحراف كل الأحداث عن مساراتها المرسومة من قبل أمريكا بعد العدوان على عفرين.
وختاما كل المشاريع والاتفاقيات بحاجة للختم المختار الأمريكي لا سوتشي ولا استانا ولا أي اتفاقية ستتموضع ما يختمه الأمريكان ..
والأمريكان يستندون لجنيف 1 ولقرارات مجلس الأمن وقرار 2401 صادر عن مجلس الأمن وهذه القرارات بختم المختار الأمريكي …

 


التعليقات مغلقة.