المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عزالدين ملا …اللعب على الوتر الحساس

61

عزالدين ملا …اللعب على الوتر الحساس

تعد العاطفة الكوردية الجياشة من أكثر الصفات التي يتميز به الشعب الكوردي- رؤوف ورحيم ومسامح ومتعاون- استغلها أقوام الذين كانوا يعيشون بجوار الكورد لصالحهم، ويخدعون الكورد بالأخوة والتسامح وحب الجوار، ومن ثم ينقلبون عليهم دون الاكتراث لمشاعرهم، ضاربة كل القيم الأخلاقية عرض الحائط. شعبٌ لم يتوانى لحظة لنجدة الآخرين تحت غطاء الدين والإنسانية، والكورد ومنذ التاريخ يخدعه العواطف، وكان الآخرون يستهدفون النقطة الأضعف أي العواطف في الشعب الكوردي، فيدقون على ذاك الوتر الحساس. وعلى رغم ثقافته ووعيه ولكن يبقى شعبٌ ساذجا، دوماً كانت عاطفته تغلب عقله، رحيماً عطوفاً على الآخرين، يقدم كل ما لديه من الاستطاعة فقط لإسعاد الآخرين، فكانوا دائماً محط أنظار الآخرين بشجاعتهم وتسامحهم، وأيضاً محط أنظار حقدهم وكرههم لِما لهم من شيم الشجاعة والإخلاص. لهم الفضل في بناء الحضارة الإنسانية في مناطق تواجدهم، فكانوا علماء وفلاسفة وقادة، لم يبخلوا في تقديم المساعدة من أجل إبعاد الخطر أو لإعمار منطقتهم.

فكانت هذه الصفة أي العاطفة المرهفة هي محط استغلال لدى الآخرين، عند لحاق الأذى والخطر بتلك الأقوام يهبون لطلب المساعدة من الكورد فينادون بالأخوة، والكورد يسارعون لتلبية النداء، فكان هذه الأقوام يعتمدون على الكورد لإبعاد الخطر عن مناطقهم، أو في بناء أوطانهم، وبعد ذلك أي في أوقات السلمِ والأمان ينبذون الكورد، ويكيدون خيوط المؤامرات ضدهم، ويجعلون من الكورد مواطنين من الدرجة الدنيا. فهناك مثلٌ شائع ( لا يقع الغبي في الجُحرِ مرتين)، ولكن الكورد في كلِ مرة يقعون في الحفرة نفسها، تكرر ذلك مراراً وتكراراً خلال تاريخه الطويل. تراهم قد نسوا ما فعلوا بهم تلك الأقوام، فيهبون لنجدتهم وكأن شيئاً لم يحصل.

طبعاً، الكورد شعبٌ يفتخرُ بأصالته ويتباهون بتلك الصفات، ولا يمكنهم تغييرها، ويعتبرونها جزءاً من تاريخهم الناصع، فهم يكرهون الظلم ليس فقط على أنفسهم، بل وعلى الآخرين، فالكورد شعب محب للحرية. ولكن ان يبقى الكورد مجردين من حقوقهم، فهذا شيء لا يقبله حتى الله، لذلك يتطلب من الشعب الكوردي التفكير بنفسه قبل غيره وكما قال الله تعالى: « لنفسك عليك حق »، وأن نعمل بقلب واحد ويد واحد، ونقطع ذاك الوتر الحساس، وان ننسى عواطفنا لمرة واحدة لكي نبني لأبنائنا ما لم يحققه أجدادنا.

التعليقات مغلقة.