المجلس الوطني الكوردي في سوريا

دروب الغياب… بقلم خالد إبراهيم…

62

أريد أن أرى ضحكتكِ وهي تَمسح أديم حزني العاثر في كل مقاهي العالم والحانات وعبر شلالِ الدموع يكفيني نبضكِ لتبتسمَ روحي.
روحكِ التي أريدُ أن أمصَ لهيب غيابها وليسَ إلا ما نصنعُ وحين نريد يكون سراباً ويسهل اللقاء، جميلٌ هو لُقياكِ سيدتي بعثريني كما تشائين، أنا هنا حيثُ كل جنونكِ، أنا هنا حيث تكون ابتسامتكِ كحلمٍ جميل ينثرُ غُبار المسافات عبر رياحِ الشوق، رياحُ الشوق تشطرني إلى قسمين.
روحي هناك تخيطُ ثوباً مِن شغف لتجمعَ شِتات غربتنا وتنسجُ حُلماً يفوق الحنين وكأنني انتظرتكِ مُنذ ثلاثين عام، وكأننا ألتقينا قبل الكون وولادة الحب والحروب المسعورة، لماذا لم نلتقي هذا المساء؟
لقائنا نحن نصنعه، حين نشاء يكون الحب ويكون اللقاء، أحبيني كي أحيا، كي أنجو، كي أحسُ برجولتي المُشتاهُ سيدتي، وللحب أبوابٌ وأبواب، فبوابة الروح تعبرُ أليكِ حيثُ يُولدُ الحب وحيثُ أنتِ تكونين، تعالي إذا كي أستلذَ بِحرارةِ الحياة معكِ اللذة التي تُقاربُ الأرواح وحرارةُ قلبكِ تدفئ برودة عمري وتُصهرُ مسافات الجليد، عُمري الذي ضاعَ دونكِ أتمناه وهل فاتَ الأوان؟
لا يَعرفُ الحب عمراً وبيننا حُباً يَكبرُ عُمرَ الزمان، الحب يَخلق فينا الكثير ويُشعلُ كل الشموع الغافية سيدتي، الحب يَلغي كُلَ الفصول، يقتلُ الشكَ ويُزهرُ فينا ربيعاً جميلاً دون أحقاد.
أنني الفصول ورائحة الربيع الذي يُزهر بذواتنا روائح أزهار البنفسج ليدوم العطر وينفي الفصول ويكسر كل هوامش بُعدكِ ويلغي كل تراتيل الخليقة لينشد فينا روح الأمل، أكادُ أشم رائحة يديكِ، عطر جسدكِ وأنتِ تباغتين غيابي المتمرد، هو عطركِ المسائي الذي يسري في مجرى دمي وينشد على أطراف الأصابع أنغام لمساتٍ مسروقة ويبعثر كل غبار الحنين وينثر ألوان اللقاء، وهل أصمد إلى حين اللقاء؟
نعم سيدتي وحيداً بِلا مأوى، بِلا صدرٍ يروي ظمأي، بِلا ذراعين وقبلة، تباً لهذا الفضاء الذي يفصلنا كقمرين.
يوماً ما سنلتقي ونفرش دروب الغياب زهوراً لتلغي صبغة المسافات والألم، هي الأقدار تفصلنا وتجمعنا نبضات القلوب وهمسات الأرواح يوماً ما سنلتقي كنهرين وتتغلغل مياه الشوق وتنفجر المسافات
ضعي رأسكِ هنا على جِدار قلبي اصغي لنبضي لعلكِ تسمعين حروف أسمكِ وارقصي معي على أنغام العشقِ المسافر بين الدروب والمدائن، تعالي لملمي دموعي واغسلي بعذبِ الحب جبيني وابقي معي
أنا هنا وهناك وفي كل الجهات كسنديانٍ عتيق فأمل برأسكِ نحو غصوني وتشبثي بي لنقف معاً أحاولُ تسلقَ جُدرانَ الحقيقة وبين أصابعَ قدميَّ ألفَ خيط ونيران مشتعلة
لستِ دُمية ولا حَبلُ غَسيلٍ ولا حتى مِنفَضةِ تبغ
أشدُ البعضَ مِن الله نَحوي
لن نسقط اليوم لن نسقط غداً

التعليقات مغلقة.