المجلس الوطني الكوردي في سوريا

انطلاق المرحلة الاخيرة لتحرير سرت الليبية

0 155

بدأت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية منذ الساعات الأولى من صباح أمس هجوماً على المعقلين الأخيرين لتنظيم «داعش» في مدينة سرت كـ «مرحلة أخيرة» من عملية استعادة المدينة الساحلية (450 كيلومتراً شرق طرابلس) من أيدي التنظيم الذي سيطر عليها منذ منتصف العام الماضي.

وقال رضا عيسى، المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» التي تتولى تحرير المدينة، لوكالة «فرانس برس» إن «قواتنا توغلت في المعقلين الأخيرين لداعش في سرت، وهما الحي الرقم 1 (شمال) والحي الرقم 3 (شرق)» مؤكداً أن هذه هي «المرحلة الأخيرة من معركة سرت». وأضاف أن «نحو ألف مقاتل» من القوات الحكومية يشاركون في هذا الهجوم، مشيراً إلى أن دبابة تابعة لهذه القوات قامت في بداية الهجوم بتدمير «سيارة مفخخة حاولت استهداف قواتنا قبل أن تصل إلى هدفها». كما قال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» على صفحته في موقع فايسبوك إن تقدم أمس جاء «بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي»، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية.

وشاهد مصوّر «فرانس برس» مجموعة من الدبابات والآليات العسكرية تتقدم باتجاه الحي الرقم 1 وسمع صوت إطلاق نار وانفجار قذائف صاروخية عند مداخل هذا الحي الواقع في شمال سرت. ومنذ صباح الخميس ساد هدوء حذر جبهات القتال في سرت، فيما كانت القوات الحكومية تحشد مقاتليها عند مداخل الحيين الرقم 1 والرقم 3 في شمال وشرق المدينة التي ظلت تخضع لسيطرة تنظيم «داعش» منذ حزيران (يونيو) 2015 وحتى انطلاق عملية «البنيان المرصوص» في 12 أيار (مايو) من هذا العام.

وقال شهود أمس إن مجموعة من الدبابات تقدمت بين الأبنية السكنية باتجاه مداخل الحي الرقم 1 قبل أن تتمركز في مواقع خصصت لها حيث قام مقاتلون بتجهيزها بالقذائف قرب مجموعة من السيارات الرباعية الدفع التي نُصبت عليها أسلحة رشاشة. كما انتشر قناصة من القوات الحكومية على أسطح المنازل المطلة على هذا الحي الذي طُليت جدرانه برايات تنظيم «داعش»، يراقبون تحركات مسلحي التنظيم.

وقال المقاتل أسامة محمد مصباح لـ «فرانس برس»: «نحن الآن ننظف أسلحتنا ونجهزها لمرحلة الحسم بعون الله، إن شاء الله ربي يمكننا منهم». وإلى جانبه جلس المقاتل علي مخلوف على الأرض في مقر تابع للقوات الحكومية قرب الحي الرقم 1 بين مجموعة أخرى من المقاتلين الذين فككوا أسلحتهم الرشاشة ووضعوها في أوعية بلاستيكية أمامهم. وأوضح مخلوف وهو يحمل قطعاً من سلاح رشاش بيده «انظف سلاحي وهو من نوع كلاشنيكوف، فالتحرير بات قريباً بإذن الله والمعركة الأخيرة أيضاً».

وكانت القوات الحكومية حققت، في معارك خاضتها ضد عناصر «داعش» الاثنين والأربعاء، تقدماً في حملتها الهادفة إلى استعادة سرت، مسقط رأس معمر القذافي. ووقعت اشتباكات متعددة خلال الأيام الماضية بين مقاتلين حكوميين ومسلحي «داعش» استخدم فيها المقاتلون الحكوميون الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

ويخشى المقاتلون الحكوميون نيران قناصة التنظيم والسيارات المفخخة والألغام التي خبأها مسلحو «داعش» بين الأشجار وخلف أبواب المنازل، وهي التي تسببت في مقتل العدد الأكبر من هؤلاء المقاتلين الذين سقط منهم أكثر من 350 وأُصيب أكثر من ألفين بجروح منذ بدء عملية «البنيان المرصوص».

وقال المقاتل علي فرج بن سعيد إن «أسلحة داعش هي المفخخات. هم يعتمدون على الألغام والأحزمة الناسفة. نتوقع أن ترتدي غالبية عناصر التنظيم أحزمة ناسفة ويقوموا بتفجير أنفسهم».

ويلقى مقاتلو الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي مساندة من الطائرات الأميركية التي شنت منذ الأول من آب (أغسطس) بطلب من هذه الحكومة عشرات الغارات مستهدفة مواقع مسلحي «داعش» في سرت.

وأعلنت الولايات المتحدة الثلثاء أنها بدأت استخدام مروحيات قتالية تتمركز فوق سفينة «يو أس أس واسب» البرمائية في البحر المتوسط. وكان رئيس الوزراء الليبي فايز السراج طلب الأربعاء اثناء زيارة إلى المقر العام لقيادة «افريكوم» مساعدات عسكرية «معززة» من الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت في بيان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا. ويأمل المقاتلون الحكوميون بأن يكون الهجوم الذي بدأ أمس في سرت هو المعركة الأخيرة في استعادة المدينة بالكامل. وقال المقاتل مصطفى عياد «نحن مرابطون في جبهة سرت ولعلها تكون اللحظات الأخيرة لحسم المعركة ضد داعش».

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.