المجلس الوطني الكوردي في سوريا

حزب العمال الكوردستاني وتغيير اهدافه حسب الحاجة

86

ان من يتابع تاريخ حزب العمال الكوردستاتي pkk يجد ان هذا الحزب ومنذ نشوءه لم يحدد اهداف واضحة
انما كانت اهدافه في تغيير مستمر حسب مصالحه ,وقد تخلى عن تحرير كوردستان إلى الامة الديمقراطية
والتي لاتبت بالقضية الكوردية باي اتصال ولا يخفى على احد ان صراع العمال الكوردستاني الـ PKK مع تركيا
يمتد إلى أوائل الثمانينات، فقد اتجه العمال الكردستاني للصراع المسلح،
متخذاً آفاقه النظرية من النظريات اللينينية والماركسية، ومتبنياً العنف الثوري كأحد
أهم مرتكزاته التي تتيح له ارتكاب كل عمليات القتل والتدمير باسم التحرير والثورة والمقاومة.
ومستفيداً بطبيعة الحال من الدعم الذي قدمه نظام الأسد منذ نهاية السبعينات وحتى خروج أوجلان
من سورية سنة 1998م ، على اعتبار أن فترة وجود أوجلان في سورية قد اتاحت وبتشجيع من نظام الأسد،
لآلاف الشبان من كوردستان سوريا بالالتحاق بمشروع العمال الكردستاني عبر منظومة “جبهة التحرير الوطنية
الكردستانية (ERNK) ” وغيرها . ويشكل المقاتلون السابقون مع العمال الكوردستاني واجهة مشروعهم في سورية اليوم،
نذكر منهم آلدار خليل أحد أبناء محافظة الحسكة وصالح مسلم من مواليد شيران في كوباني وغيرهم.
وفي بداية الثورة السورية وحين أنتفض الشعب السوري ومن ضمنهم الشعب الكوردي ضد نظام البعثي القامع والذي لجأ
ألى القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين العزل والذي كان شعارهم الحرية قبل تحول الثورة الى ثورة مسلحة مطالبة باسقاط النظام
وحينها بدأ النظام بالاستعانة بأذرعه الامنية وميليشياته في قمع المتظاهرين ,وبدأت تدخلات pkk في المناطق الكوردية وهدفها الوقوف
ضد اي تحرك شعبي يطالب باسقاط النظام حيث شهد الشارع الكوردي في كوردستان سوريا تحول الـ PKK إلى PYD
ومن الجدير بالذكر أنه وبعد إلقاء القبض على عبد الله أوجلان، وإيداعه السجن في جزيرة أميرالي في تركيا، وتفعيل اتفاقية أضنة الأمنية بين تركيا وسورية،
بدأ نشاط العمال الكوردستاني يتلاشى في سورية، وبعد أدراج الحزب على قائمة الارهاب بدأت رسائل وتعليمات أوجلان
لحزبه من داخل سجنه والتي تم الاستجابة لها. إذ أن أوجلان أعلن بأن مسألة الدولة القومية باتت مسألة من الماضي،
وأن مرحلة جديدة سماها (الولادة الثالثة) قد بدأت، الأمر الذي أفضى إلى إعلان تشكيل أحزاب جديدة منفصلة عن
الحزب الأم العمال الكوردستاني في كل من سورية والعراق وتركيا وإيران. وكانت هذه بداية نشأة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD
الذي يتزعمه صالح مسلم،
هنا نحن أمام حزب تأسس برعاية الـ PKK وفقاً لتعليمات قائده، وسيأخذ مسمى جديد، وسيكون
بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني ولا يخرج عن مظلته، إذ أن القرارات الرئيسية والاستراتيجية والتوجه والأمور العسكرية وحتى المشاريع
المطروحة، ستكون جزءاً من مشاريع ورؤية العمال الكردستاني في المنطقة.
وبدأت pyd بتطبيق نظريات أوجلان في كوردستان سوريا و تحاول إفراغ محتويات النظريات التي أطلقها أوجلان لتطبيقها في كوردستان سوريا
لذلك جميع المصطلحات التي يتم تداولها في النظام الداخلي للحركة هي فقط ضمن الإطار الذي حدده أوجلان بعيدة كل البعد عن كوردستان واهداف
الشعب الكوردي ، ( الأمة الديمقراطية، الكومون، الإدارة الذاتية
الديمقراطية، الحماية الذتية، مؤتمر الشعب ، مجلس شعب غرب كوردستان، الدستور الديمقراطي، المساواة بين الجنسين ..الخ).
ولم يكتف النظام بهذه الخطوات فعمدت على انشاء كوادر عسكرية الهدف الاساسي من هذه الخطوة الوقوف في وجه الاحزاب الكوردية
التي تحمل اهداف قومية ووقفت في خندق الشعب السوري ضد النظام المجرم وفعلا
برعاية من النظام السوري ودعمه اللوجستي والعسكري، تم تأسيس ما أطلق عليه قوات الحماية الذاتية في السنة الأولى من الثورة،
والحماية الذاتية هي إحدى أجزاء النظرية ” الإيكولوجية” التي نادى أوجلان بتطبيقها،
هذه القوات جرى تسميتها قوات حماية الشعب YPG ، في محاولة للترويج بأنها تقوم بواجب حماية الشعب، لكنها تورطت بجرائم ومجازر
عديدة بحق السوريين عموما والكورد خصوصا (تل براك، ريف القامشلو، تل تمر، سري كانية ، عامودا , كوباني ,عفرين ).
هذه الجرائم طالت الاطفال والشيوخ والنساء و الشهيد ولات حسي الشاب الذي لم يكن قد تجاوز عمره خمسة عشره ربيعا والذي كان مشاركا في
أحدى المظاهرات ضد النظام المجرم وتم استخدام الرصاص الحي حينها من قبل مسلحي pyd وطالت رصاصاتهم هذا الشاب واردته قتيلا
وبعد توثيق العديد من الجرائم لهذه القوات من قبل جمعيات حقوق الانسان العالمية بدأت عملية تحويل جديدة حيث تم تغيير اسمهم من
وحدات حماية الشعب الى قوات سوريا الديمقراطية , حيث نشهد يوما بعد يوم ظهور الاهداف الحقيقة لهذا الحزب الذي لا يحوي اي اهداف قومية وانما الهدف الاساسي القضاء على الحراك الثوري الكوردي ومحاربة المجلس الوطني الكوردي الذي اعلن ومنذ بداية الثورة عن مشروعه في سوريا تعدديه لا مركزية فيدرالية , وقد سعت pyd على اعلان فيدرالية وهمية بعيدة كل البعد عن المشروع الفيدرالي الذي يخدم القضية الكوردية
ونشهد الان مرحلةالتحوّل إلى حزب ( سورية المستقبل) حيث فرض الوجود العسكري التركي نفسه بشكل لا يمكن تجاهله، وقد كانت السيطرة التركية على عفرين إحدى أولى المناطق التي قام النظام بتسليمها لقوات العمال الكوردستاني في سورية وقد بدت مراحل التحضير لما بعد عفرين بعد التهديدات المتكررة التي
تطلقها تركيا في نيتها لتطهير جميع مناطق الشريط الحدودي من المجموعات المرتبطة بالعمال الكردستاني تحت مختلف المسميات
( قسد، قوات الحماية الشعبية، قوات حماية المرأة، …الخ). أمام ذلك يبدو أن الأمريكان غير بعيدين عن لعبة سحب حزبPYDوتشكيلاته
ومنظوماته السياسية المختلفة من الواجهة، ليبرز على الساحة اسم حزب جديد اتخذ هذه المرة تسمية ( سوريا المستقبل)،
وكما نلاحظ ان هذا الحزي ابتعد تدريجيا عن اي مطالب قومية للشعب الكوردي وتتغير المسميات حسب المراحل
فقد شهدنا تغيير اسم كوردستان سوريا الى روج افاي كوردستان ثم الى روج افا ثم الى الشمال السوري وحزب بهيئته الجديدة سوريا المستقبل إعلن مؤتمره التأسيسي في مدينة الرقة، ولم يكن في القامشلو أو عامودا أو ديريك، بل كان وسط حاضنةعربية خالصة.

إعداد:زيوار الأحمد

إعلام enks اورفا

التعليقات مغلقة.