المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عزالدين ملا: الشعب السوري… ووهم حقوق الانسان..

68

أصبح الوضع السوري من المواضيع الهامة التي تتصدر الإعلام العالمي، والحديث عنها يتشعب ويتشابك بين ما هو الوضع على الأرض من عمليات العسكرية التي تتم هنا وهناك، وبين ما يتم طبخه في أروقة المؤتمرات والقمم العالمية من تسويات وتحقيق توازنات في المنطقة، خير مثال قمة هلسنكي الذي جمع بين ترامب وبوتين، حيث كان الشأن السوري حاضراً بقوة ولكن ليس لعيون الشعب السوري ومصلحته. فالثورة السورية التي بدأت لإنهاء سنوات الظلم والقهر والاستبداد، تتأتي قمة ترامب وبوتين بمناقشة كيفية إبقاء الأسد على الحكم دون النظر إلى كل جرائم التي ارتكبه، حيث يدخل في خانة جرائم ضد الانسانية، ودون ان يسألوا أنفسهم لماذا قامت هذه الثورة؟ وضد مَن قام؟، فقط لخوفهم على أمن اسرائيل، الذي كان النظام السوري الحامي والمدافع الأول عن سلامة اسرائيل لمدة أربعين عاماً.
تبين من قمة الرئيسين بأن الحرب في سورية تتوجه نحو نهايتها، ولكن ليس لإنهاء معاناة السوريين من سنوات الاستبداد والديكتاتورية بل لترسيخ هذا الاستبداد ولكن بوجهٍ آخر، هم يقومون برسمه وتحت مسميات وشعارات من أجل إلهاء وتمويه وإقناع الشعب السوري والشعوب المنطقة من خلال مسألة التعاون في مجال الإغاثة الإنسانية والعمل على إعادة الملایین من النازحين واللاجئين إلى سوریا، أما المسألة الأهم هو تخفيف مخاوف اسرائيل من الوجود الايراني في مناطق جنوب سوريا، ولا يتم تخفيف هذه المخاوف إلا من خلال إبقاء الأسد الحليف والمدافع القوي عن حدود اسرائيل. هنا، السؤال الأهم، بعد كل ما جرى خلال ثماني سنوات، ماذا يكون مصير المئات الآلاف من الضحايا والملايين من المشردين والنازحين؟، ماذا بعد تدمير مدن كاملة التي أصبحت رماداً ومدن الاشباح؟، ألهذه الدرجة أرواح السوريين رخيصة!، أم كل ما كانوا ينادون به من حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والديمقراطية وحقوق الانسان ليس إلا وهمٌ وضربٌ من الخيال، أو شعارات ليتمكنوا من خلاله التغلغل في الدول الأخرى وخاصة دول الشرق الأوسط الغني بالثروات المتنوعة وموقعه الاستراتيجي!.
لذلك فالشعب السوري اختار منذ بداية الثورة شعار الحرية وانهاء الاستبداد- وبعد كل هذه السنوات التي أنهكت السوريين قهراً وجوعاً وغربةً- كيف لهم ان يعودوا إلى نقطة الصفر، من يدفع ضريبة كل ما جرى ويجرى في سوريا؟.

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع

التعليقات مغلقة.