المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وليد حاج عبدالقادر : تغريدة ترامب ولولحة عصي الطاعة..

52

في خطوات بدت عليها الارتباك المتسمة بغباء صريح لم يستطع الجهل تغليفه ولا الدجل المراوغ تزييف بل تلازمتا كمرادفتين تترافقان كظل لمجمل التصريحات الفردية منها أوالجمعية للمواقف والبيانات التي تطرح ولا تزال في توصيف الموقف من تغريدة ترامب غير المفاجيء في سحب القوات الأمريكية من كامل سوريا ، هذا الموقف الذي أتى بعد أقل من شهرين لوضع ثلاثة من أبرز قادة منظومة PKK في قائمة المطلوبين ورصد جوائز مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى تصفيتهم او إلقاء القبض عليهم . أن صناعة الاستغراب المبتذلة كردة فعل على قرار ترامب خلقت لدى المتتبع الكوردي دهشة مركبة مشفوعة بسيل من الأسئلة التي تطرح ذاتها كصفعات تلسع وجه صناع تلك الدهشة في هذه المنظومة التي تتجاهل عن قصد كل تصريحات قادتهم السابقة والتي تلت ملحمة كوباني وسبقت معركة تحرير الرقة وسلسلة التصريحات والمواقف والبيانات بدءا من أقوال صالح مسلم إلى د .ناصر حج منصور ونواف خليل لصحيفة الشرق الأوسط والعديد من التصريحات المواكبة والصادرة من ادارتي امريكا أوباما وترامب ، بأنهم موجودون في سوريا لمحاربة الإرهاب فقط ، وكانوا صادقين بأقوالهم وافعالهم في مناطق مجاورة عديدة ، هذا الأمر الذي تم الاشارة عليه من قبل كثيرين ووردت أكثر من رسالة تؤكد بأنهم مشمولون بتلك القاعدة ، وهذا ما جرى قبل عام او اكثر في جنوب سوريا مع جيش اليرموك الذي كان يدار في الجنوب وما زلنا نتذكر كلمات بسام الزعبي المستشار السياسي لجيش اليرموك حينها حيث قال بصريح العبارة : أن غرفتي عمليات الموك و الموم قد أخبروهم بأن الدعم العسكري – للثوار – سيتوقف اعتبارا من اول السنة الجديدة القادمة – المقصود سنة 2018 الجاري – و أردف : هناك دول عرضت علينا مهام غير واضحة كالعمل حراس للحدود أو الإنخراط في الشرطة المحلية .. وهنا للتذكير مجددا : وفي العودة الى قوات سوريا الديمقراطية وايضا إلى ما قبل سنة تقريبا وتحديدا بعد انفضاض اجتماع الطبقة وما تردد عن نية امريكا في وقف الدعم العسكري ومن ثم ( على ق س د أن تغير استراتيجيتها ! ) !! وما نسب حينها ويصرح بها الآن بلا مواربة د . رياض درار الرئيس المشترك لفدرالية الشمال حول انخراط القوات المنسوبة لهم في هيكلية الجيش العربي السوري ، وكان الملمح الأقوى حينها أكثر من اجتماع تم بين الجيش العراقي وممثلين عن ق س د والاتفاق على الحماية المشتركة !! لحدود محافظة ديرالزور فقط ، ناهيك عن قيام امريكا بخطوات أكثر كتدريب لقوى محلية في مجال حفظ الأمن المدني وكذلك المعسكر الموجود في جنوبي الحسكة وأقرت امريكا قبل شهر تقريبا بجهوزية حوالي 8000 عنصر من أصل 40000 لتتسلم الإدارة المحلية والتصدي لداعش ، هذه المتغيرات التي تذكرنا بما مارسته امريكا مع – جيش مغاوير الثورة – و – كتائب شهداء القريتين – حينما أصرت أمريكا على سحب أسلحتها منهم بسبب صدامهم مع قوات النظام ! . وهاهي المعلومات تتواتر من فصيل اسود الشرقية و قوات احمد العبدو عن موافقتهما على تسليم اسلحتهما للنظام السوري برعاية اردنية شريطة نقلهم مع عوائلهم الى مناطق الشمال السوري ، وذلك ايضا على خلفية قرار الانسحاب الأمريكي من مناطق التنف وصولا الى كيلومتر الـ 55 ، كما صرح “سعيد سيف” الناطق الرسمي باسم قوات أحمد العبدو في تصريحات لموقع حلب اليوم ، بزعم إن “الفصائل غير قادرة على حماية المنطقة ، أمام الآلة العسكرية والطيران الروسي بعد اعلان التحالف وقف الدعم . وعود على بدء ! والحالة هذه وأمام الإنكشاف الكلي للحقيقة التي كانت واضحة مع سلسلة التصريحات السابقة لهذا الأمر من قادة PYD بأن التحالف الدولي ووجوده ككل مرهون بمحاربة الإرهاب ولا أحد يستطيع تصور الدقائق التي ستليها وجاءت تغريدة ترامب لتوضح مآلات الأحداث أكثر ومعها حجم الفزع والرعب الكامن وبالتأكيد لم تكن بنتائجها مفاجئة ، وهنا يتحتم على PYD الإقرار وبشفافية عن الموقف وكخطوة أكثر من متوقعة ، لابل ، هي في الأساس العقدة / الركيزة لاتفاق لافروف / كيري والذي اتخذ منحى ثلاثي بانضمام الأردن لها حينها ، وما سمي بمنطقة خفض التصعيد في الجنوب وباطنيتها الملزمة وان بدت وكأنها غير منكشفة وأعني بها خفض القوة التي أخذت مسارها في مناح عدة من حي الوعر الحمصي رجوعا إلى القلمون فالغوطتين وبعدها الى الجنوب ذاتها ، وهي تتركز الآن في نطاق محافظة ادلب وبقع من أرياف محافظات مجاورة لها ولتضم إليها كتلة كاملة في منطقة تسمت بشرقي الفرات ، ومن جديد لتفصح عن النية الحقيقية في إعادة بسط سيطرة المركز تخوفا من تكرار تجربة برايمر في العراق ، في عودة لكامل الخارطة السورية بعد ان أفرغ النظام من وسائل الهيمنة او فرض السيطرة بالقوة المفرطة ، وسيتجانس معها مرحلة الانتقال إلى متوالية الحل السياسي الذي ارتهن بصياغة دستور جديد لا تقل عمليات ماراتونها أيضا عن حجم كبريات المعارك ، والتي بتصوري ستنجح بآليات سلسة في القادمات من الأيام وفق جدلية الشد من ناحية والجذب صوب آليات إعادة الإعمار ، وباختصار هنا ، وأمام مجمل ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي ومنذ بدايات هيمنته على الوضع في المناطق الكوردية بدأ واضحا وكأنه كلف بتنفيذ أمرين أولهما : محاربة التوجه القومي الكوردي الجاد وملاحقة نشطائها والثانية ممارسة سياسة الإستفزاز والإستدراج للعدوانية التركية المتخمة أصلا بإرث عدائي فظيع للكورد وكوردستان ، ( وما استعراضات الخيم والإضرابات عن الطعام لفك الحصار عن السيد اوجلان والمظاهرات التي يتقدمها صوره إلا نماذج عن ذلك ، ) هذا الأمر نبه عليه النشطاء والأحزاب القومية الجادة ، رافقتها خطوات عديدة مورست إقليميا وتبدى دور نظام الملالي في إيران واضحا في الانقلاب الذي حصل داخل منظومة PKK بإزاحة قره يلان وفرض جميل بايق و بسي المغيبة عمليا الآن وتمترس دوران كالكان بدرجة آية الله في المنظومة ، هذه الحالة غير المغيبة عن أنظار المتتبعين لأية خطوة ايرانية في المنطقة والموضوعة تحت المجهر وبات الهدف الرئيس لأمريكا بالذات ، ومن الطبيعي هنا أن كل الملحقات والتوابع ستكون تحت المجهر ، ولعله لهذا يتوافق غالبية الحريصين على الشعب الكوردي ومناطقه الطلب من ب ي د فك الإرتباط مع منظومة PKK وإخراج كوادرها وعسكرييها من المنطقة ، ويزيد عليها الكورد ، عودتها الى الحاضنة الكوردية ونبذ التفرد والهيمنة . إن التهديدات التركية هي مجرد صراخ بجعجعة لن تكون لها مفاعيل سوى في مخيال من يهيجها ويقدم لها المبرر تلو الآخر ، وتركيا رغم كل آلتها الحربية عاجزة عن التدخل العسكري الكلاسيكي ، لكنها تستطيع اختيار مواقع محددة وبدقة وخلق حالة تدفع بالناس إلى الفرار والتوجه أما جنوبا او شرقا عساها تكون استكمالا ل – ملحمة مقاومة العصر – في استكمال عملية التهجير الممنهج من جهة ووضع تركية في مواجهة دول العالم كدولة ممنهجة للهجرة بطابع التغيير الديموغرافي ، كل هذا وإدارة PYD لاتزال تعوم في سياحة الاستهلاك الإيديولوجي باستنزاف فائض قوتها استبداد وتفرد تنفيذها بحرفية وإتقان فظيعين في عموم المناطق الكوردية بزعم جرجرة تركيا الى الحديقة الخلفية لها .

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.