المجلس الوطني الكوردي في سوريا

رائد محمد : اتفاقيةالجزائر 6 اذار 1975م ، دروس وعبر …

89

في إجتماع الدول المصدرة للنفط اوبك في الجزائر وقعت اتفاقية بين العراق وايران ، كان العراق يريد بهذه الاتفاقية أخماد الثورة الكوردية بقيادة البارزاني مصطفى رحمه الله، والذي كان يعتمد على دعم ايران بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي وبالمقابل ايران لم تكن ترغب بأنتصار الثورة الكوردية في العراق لما لهذا الانتصار الكوردي إذا حدث من تداعيات داخل ايران وبخاصة في كوردستان ايران والتي شهدت من قبل ولادة جمهورية كوردية في مهاباد سنة ١٩٤٦م ، إضافة إلى ذلك كان ترسيم الحدود من أهم نقاط الخلاف بين العراق وايران ، هذا الخلاف القديم الحديث والذي أضحى فيما بعد من أهم بنود الاتفاقية المسماة بأتفاقية الجزائر ، حيث رسمت الحدود عام 1913م بين ايران والدولة العثمانية أنذاك والتي كانت تسيطر على العراق وحدد في الاتفاقية أن نقطة القعر في شط العرب عند انخفاض منسوب المياه هي الحدود البحرية بين البلدين وعرفت هذه الإتفاقية باسم خط التالوك ، وبعد أنتداب بريطانيا على العراق ارادت حكومة الانتداب الغاء الاتفاقية السابقة لذلك أبرمت مع حكومة الشاه الايراني رضا بهلوي اتفاقية عام 1937م وبموجبها اعتبرت احدى نقاط الضفة الشرقية لشط العرب هي الحدود البحرية بين العراق وايران عوضاً عن نقطة القعر وبالتالي ازدادت حصة العراق من الاراضي ولكن الحكومات الايران فيما بعد رفضت الترسيم وطالبت بالعودة والعمل باتفاقية التالوك السابقة مما ادى لحدوث ازمات عديدة وزيادة الخصام بين البلدين جراء ذلك فيما بعد ، وفي عام 1975م اجتمعت الدول المصدرة للنفط اوبك في العاصمة الجزائرية وذلك في السادس من شهر آذار وبمؤامرة دنيئة على ثورة الشعب الكوردي وبغرض اخمادها، حيث توسط وزير الخارجة الجزائري انذاك عبدالعزيز بوتفليقة (الرئيس الحالي للجزائر) بين الشاه الايراني محمد رضا بهلوي وصدام حسين نائب الرئيس العراقي ، وبحضور واشراف مباشر من الرئيس الجزائري هواري بومدين ، فقام العراق بموجب الاتفاقية باعتماد على خط القعر لشط العرب كحدود بحرية مع ايران وهو مطلب ايران في الاساس بالمقابل تتخلى ايران عن دعم الثورة الكوردية وكانت الاتفاقية تنص على ما يلي :
1- تقسيم مياه شط العرب كممر ملاحي طبيعي لخط التالوك 1913م والذي يعتبر أعمق نقطة داخل هذا الممر هي نقطة الحدود بين البلدين.
2- تنازل ايران للعراق عن الف كيلومتر من المناطق الجبلية النائية وهي نتوءات حدودية لا قيمة لها في منطقة قلعة دز وقنديل ودربندخان وجبل بمو (هذه الاراضي تقع في جنوب كوردستان) مقابل تسليم العراق لايران 320كيلومتر من مناطق سيف سعد وزين القوس .
3- عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين (يقصد به ايقاف دعم ايران للكورد ).
لاقت هذه الاتفاقية تأييد جميع الدول النفطية بسبب دورها الايجابي في مصالحها النفطية ، وبموجب هذه الاتفاقية اصيبت الثورة الكوردية بنكسة كبيرة وتم استلام الكثير من المقاتلين الكورد مع سلاحهم بسبب تكالب الدول الاقليمية والعالمية على الكورد ، فأذا استمرت الثورة ولم تستسلم لتعرض الكورد للفناء بسبب المحاصرة من الجوانب الاربع وبخاصة بعد تخلي الشاه عن دعم الثورة واغلاق الممر الشرقي لجنوب كوردستان والذي يربطها بكوردستان الشرقية ، وتراجع الملا مصطفى إلى منطقة حاجي عومران ، طبعاً الاتفاقية لم يكتب لها النجاح حيث اندلعت الحرب العراقية الايرانية عام 1980م حتى 1988م لأن ما بني على باطل فهو باطل ، فاعداء الشعب الكوردي يكنون لبعضهم البعض العداوة ولكنهم يتفقون فيما بينهم على الكورد والامثلة التاريخية تزخر بالكثير من الحوادث ، وبالنسبة لمصير الموقعين على الاتفاقية
فهواري بومدين 1932-1978 واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروية الذي كان يشغل منصب رئيس الجزائر ، أصيب بمرض لم يعرف ما هو واستعصى علاجه ويقال كانت تفوح منه رائحة كريهة بسبب الدود وتوفي سنة1978م، أما محمد رضا بهلوي 1980-1919 م والمولود في طهران والابن الاكبر للشاه رضا بهلوي توفي في مصر بمستشفى القوات المسلحة في المعادي بعد صراع مع سرطان الغدد الليمفاوية ودفن في القاهرة وذلك بعد انقلاب الثورة الاسلامية عليه في ايران ، أما صدام حسين 2006-1937م واسمه صدام حسين عبدالمجيد التكريتي الرئيس العراقي المخلوع ، فقد حكم عليه بالاعدام شنقاً من قبل المحكمة بسبب ارتكابه جرائم عديدة وحكم بسبب حادثة قرية الدجيل ونفذ الحكم في 30 ديسمبر 2006م في بغداد وبالذات في الشعبة الخامسة للمخابرات الكائن في الكاظمية والذي وافق صبيحة عيد الاضحى المبارك ، وأما بالنسبة لعبد العزيز بوتفليقة 1937م والذي ما يزال على قيد الحياة وهو يشغل منصب رئيس جمهورية الجزائر منذ عام 1999م تعرض لجلطتين في الدماغ وهو مقعد على كرسي متحرك واليوم يتعرض لثورة شعبية جزائرية عارمة ضد ولايته الخامسة ، إذ أن ن كل من شارك في هذه المؤامرة وكان سبباً في فشل الثورة الكوردية نال العقوبة الإلهية وبقيت الثورة الكوردية متقدة ، والشعب باقي والآن كوردستان تصبو نحو الاستقلال ، لتبقى إتفاقية الجزائر التي مر على توقيعها قرابة ٤٤ سنة درس من دروس التاريخ ..

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع 

التعليقات مغلقة.