المجلس الوطني الكوردي في سوريا

فدوى حسين : المرأة الكوردية تزهر في كل الفصول.

57

للكوردي رجلاً كان أو امرأة قدر محتم ،هي ولادته مثقلاً بهم قضيته الكوردية ،والسعي لتحقيق حلمه بكيان سياسي يحفظ كرامته ويحمي هويته القومية الكوردية، بعد أن تقاسمت أربع دول جغرافياه، ومارست بحقه كل القهر والظلم والإقصاء والتهميش. فبات الضغط عليه مضاعفا مع ما يعانيه مواطني تلك الدول من أنظمتهم ،وذلك بسبب خصوصيته الكوردية . لذا كانت معاناة المرأة الكوردية أكبر وأكثر عمقاً ،فقد ولدت ضمن مجتمعات ذكورية تهمشها وتقمعها، وتحاول إقصاءها. تلك المجتمعات ذاتها التي تعاني الإقصاء والتهميش من قبل السلطات الحاكمة فيها. لكن المرأة الكوردية بشخصيتها الاستثنائية والمتميزة عن محيطها المحلي والأقليمي الذي تعيش فيه .لم ترضخ لظروفها ولم تستسلم لواقعها، بل كانت تلك المعاناة الدافع الأكبر لها لأثبات ذاتها وبناء شخصيتها وكسر قيودها وبناء شخصيتها . فانطلقت من ذاتها لإعادة بناء وترتيب مجتمعها. فسلكت دروب العلم وميادينه معتبرة إياه سلاحها في معركتها ضد النظرة الدونية و الممارسات الإقصائية لها،فحققت أعلى الدرجات ونالت أعلى الشهادات وزادت نسبة المتعلمات حتى بتنا قادرين على القول بانتفاء الأمية بينهن ،وتوجهت لساحات العمل وشغلت أكبر الوظائف ومارست كل المهن فكانت المربية والطبيبة والقاضية والعاملة. طرقت أبواب الفن فغنت وعزفت أعذب الألحان ورسمت ريشتها أجمل اللوحات، مارست الحياة السياسية، فكانت القائدة والمناضلة والثائرة الملتزمة بقضيتها وقضية شعبها . وحين غطت السحب السوداء سماءنا انبرت لساحات القتال لبوة تقتص من كلِّ آثم فكانت المقاتلة الشرسة والشهيدة الطاهرة ، توجهت للكتابة ، فكان الألم والظلم والقهر الذي عانت منه دواة لقلمها ، الذي غدا رئة ثالثة تتنفس من خلالها ، ترسم بها عوالمها، وتبث فيها من روحها تكتب عن الحب الذي طالما أخفته خوفا، والحرية التي تحلم بها دوما، كتبت عن الفرح و الحزن ، الالم والأمل ، فأخذت ترسم بكلماتها لوحات أدبية مبدعة ، تعبر فيها عن خصوصيتها و همومها وآمالها بغدٍ افضل، فكانت خير رسول تحمل رسالتها الإنسانية ، ومع كل ذلك بقيت الأم التي تنجب الرجال وتصنع الابطال والزوجة والاخت والابنة التي تصون أسرتها وتساندها . تلك هي المرأة الكوردية التي تنبض في كل مفصل وتزهر ربيعا دائما . هي المرأة الكوردية رمز الفخر والعزة التي نتوجه لها في عيدها لكل الخير والامتنان .

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبتها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع 

التعليقات مغلقة.