المجلس الوطني الكوردي في سوريا

تسجيل لاسلكي عن القصف الكيماوي في خان شيخون يكشف أن الطائرة كانت محملة بشيئ خطير

77

صحيفة التايمز البريطانية عن أن الطيَّار الذي يُعتَقَد أنه وراء قصف قرية “خان شيخون” السورية بغاز السارين السام، ما أدى لمصرع نحو 87 فرداً على الأقل، هو العقيد محمد يوسف حاصوري، وهو قائدٌ ذو خبرةٍ وقد سبق له تنفيذ هجومٍ كيماوي من قبل.

وقد هنَّأ العماد علي عبد الله أيوب، رئيس الأركان العامة للجيش السوري، العقيد حاصوري، الذي يشغل منصب قائد سرب، وينتمي للطائفة العلوية، على تدميرِه “منشآت تابعة لتنظيم القاعدة في خان شيخون” حسبما يدعي النظام، في الهجوم الذي نفذه الثلاثاء الماضي 4 أبريل/نيسان 2017. وانتشرت للاثنين صورة تداولها رجل الأعمال وعضو البرلمان النائب فارس الشهابي، والمعروف بكونه عضواً بارزاً في نظام الأسد، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

في الوقت ذاته، تصر الحكومتان الروسية والسورية على ادعاءاتهما بأن حالات الوفيات بغاز السارين في خان شيخون، ناجمة عن قنبلة تقليدية محدودة الأثر ضربت مستودعاً للأسلحة الكيماوية تابع لقوات المعارضة، الأمر الذي تناوله الخبراء بالسخرية، موضحين أن أي مخزون من غاز السارين، كان لينفجر، لا ينتشر، لو أن هذا هو ما قد حدث حقاً. وأشار شهودٌ من الموقع أن الحفرة التي أحدثتها القذيفة تقع في منتصف الطريق، وأن المستودع لا يشي بدليلٍ واحد على استخدامه في تخزين الأسلحة الكيماوية.

وتباينت الآراء حول كُنية الطيَّار، إذ أطلق عليه الشهابي، في تغريدته التي نشرها على حسابه الرسمي على تويتر، اسم “هيثم الحاصوري”، الأمر الذي نفاه العميد أحمد رحَّال، القائد السابق بالقوات الجوية السورية، مرجحاً لجريدة التايمز احتمالية أن يكون قد أُعطِيَ اسماً أول خاطئاً في محاولة لإخفاء هويّته.

وأكد رحَّال أن الرجل في الصورةِ هو محمد حاصوري، قائد اللواء 50 في سلاح الجو السوري، وهو علوي، ويُعتَبَر العلوليون جزءاً من الطائفة الشيعية المسلمة التي يحتل أعضاؤها أعلى مرتبة في نظام الأسد.

يذكر أن حاصوري وُلِدَ بمدينة “تلكلخ” بمحافظة حمص السورية، بالقرب من الحدود اللبنانية، والتي شهدت صداماتٍ عنيفة بين قوات المعارضة ونظام الأسد في بداية النزاع قبل سنوات.

وأكد المراقبون المخوَّلون بمراقبة اتصالات سلاح الجو التابعة للنظام لتحذير الناس من التفجيرات، أن هجوم خان شيخون نُفِذَ على يد طيَّارٍ يدعى محمد حاصوري.

وفي تسجيل لاسلكي، رصد مراقب يشار إليه فقط بـ”حسام”، إقلاع طائرة مقاتلة من طراز سوخوي 22 من قاعدةِ الشعيرات الجوية في الساعة 6:26 صباح الثلاثاء، يعرِّف قائدها نفسه باسم “قدس 1”.

وعلَّق حسام، مراقب البث اللاسلكي، في التسجيل المنتشر، قائلاً: “الهواء ساكن، وهذه الطائرة الحربية لا تقلع في هذا الوقت ما لم تكن مُحمَّلةً بشيءٍ خطيرٍ ومواد سامة. أسلحة كيماوية! قدس 1 يمتلك أسلحة كيماوية، وهو نفس الطيَّار الذي ألقى المواد الكيماوية السامة على قرية اللطامنة”

وبعد 12 دقيقة بالضبط، ألقى قدس 1 قذيفته على خان شيخ

وكانت اللطامنة، التي تبعد 15 ميلاً عن خان شيخون، قد قُصِفَت بقذيفة ممتلئة بما اتضح أنه مركب كيميائي في 30 مارس/آذار الماضي. ووصف الأطباء تأثير هذا المركب حسب بما لاحظوه من تشنجات وتجمعات رغوية حول الفم عانى منها الضحايا. وأصيب جراء ذلك القصف نحو 70 شخصاً، ولكن لم يقتل أي منهم.

وأكد هاميش دي بريتون جوردون، القائد السابق لوحدة الأسلحة الكيماوية التابعة للقوات المسلحة البريطانية، أن إلقاء أي طيار لقذائف كيميائية يقتضي تلقيه تدريباً خاصاً ومعرفة بطبيعة المهمة الموشك على تنفيذها، مفيداً بأن “القنبلة لابد وأن تلقى في اتجاه الريح من الهدف، مما يعني استحالة انتشار هذا الغاز عبر التلوث”.

وأضاف: “لتنفيذ عملية كتلك، تحتاج للظروف الملائمة، طقساً ليس هو بشديد الحرارة، لئلا يتبخر المركب الكيميائي، ولا هو شديد العصف، فقط قدر يسير من الرياح الخفيفة، وإلا سينتشر المركب في الجو ويفقد سميته، أنا على يقين أن الطيار كان يعرف كل هذا”.

وكان العماد علي عبد الله أيوب قد التقى العقيد محمد الحاصوري الجمعة الماضية 7 أبريل/نيسان 2017، في قاعدة شعيرات الجوية بعدما قُصِفَت من قِبَل القوات العسكرية الأميركية، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. وعلى الرغم من قصفها بـ59 قذيفة جوية من طراز توماهوك، صدرت الأوامر للطائرات بالتحليق من قاعدة الشعيرات الجوية. وجديرٌ بالذكر أن الولايات المتحدة قد حذَّرت السلطات الروسية قبل غارتها الجوية تلك.

وصرَّح حاكم حمص، حيث تقع فيه القاعدة الجوية، يوم السبت الماضي 8 أبريل/نيسان 2017، أن الطائرات لا تزال مستمرة في إقلاعها الجوي كما هي. وصرَّح مصدرٌ من الائتلاف العسكري أن “عدداً قليلاً من الطائرات منتهية الخدمة” هي التي دُمِّرَت في الغارة، بينما أعلنت قناة التلفزيون الروسي 24، والتي قد زارت موقع القاعدة، أن عدد الطائرات المُدمَّرة يبلغ 9.

واستمر القصف في خان شيخون مع نهاية الأسبوع، إذ قُتِلَت امرأةٌ وابنها الصغير يوم السبت الماضي، 8 أبريل/نيسان 2017.

وتوفي أكثر من 20 شخصاً في غاراتٍ وقعت على قرية أورم الجوز، القريبة من خان شيخون، بينما تفيد تقارير بوقوع هجمات بغاز الكلورين على قرية اللطامنة.

 

التعليقات مغلقة.