المجلس الوطني الكوردي في سوريا

خطاب الشركاء سيف على رقابنا.

80

هجار معو

عوالم مختلفة ،حضارات كثيرة ،ثقافات متعددة ،شعوب ،أديان، لغات ،معتقدات ،فلسفات ،هذه الاختلافات تجتمع و تتوحد تحت سقف الإنسانية، في بلدان أرادت لشعوبها العيش بسلام و استقرار و محبة و وئام ،بعد حروب طاحنة خسرت الملايين من الأرواح البريئة.

تتناوب شعوب العالم و تتبادل الأدوار ،فالغرب بشقيه الأوربي و الأمريكي خاض حروب أهلية، اهلته لتشكيل كيانات وطنية ،احترمت خصوصية الكل المختلف في إطار نماذج حكم متعددة تركزت على توزيع السلطات بين المراكز و الأقاليم .
شعوب لم تستطع تجاوز الماضي ،و نامت في ظل أحلام وردية ،اعتقدت أنه ممكن ان تحافظ على آمال و طموحاتها القومية ،و التشدد أو التعصب و المغالاة في الانتماء القومي ،حتى لو كان على حساب إنكار وجود غيره من القوميات ،لم تستطع السعي لاستفادة من التجارب الغربية ،و كان و لابد أن تعيش تجاربهم ،و تسيل أنهار الدم ،و هذا الصراع الدموي قد يطول آمد غير محدود ،يدفع الأبرياء الثمن ،و لأزمات تجار يستفيدون منها ،لذلك هناك فئة تحكم مرحلة معينة لن تسمح بالوصول إلى بر الأمان و هؤلاء أمراء الحرب شركاء التجار .
خطاب الكراهية آفة الشعوب الشرقية، و السرطان المتمدد في جسم دولنا و أوطاننا، لم تسعى النخبة المثقفة و الحراك السياسي إلى تجذير ثقافة مجتمعية قائمة على احترام خصوصية المختلف دينا أو مذهبيا أو طائفيا أو اثنيا أو قوميا ،حتى اللغة لم تحترم خصوصيتها ،مما جعل من الاستبداد و التسلط ثقافة سائدة في عقلية هذه الطبقة التي من المفترض أن تقود شعوبها إلى بر الأمان و الاطمئنان.
سوريا الوطن الذي اردناه لكل شعوبها و أطيافها و ألوانها، أرادها النظام لنفسه ،فأطلق أعوانه على سوريا تسمية ( سوريا الأسد ) ،و تحت شعار ( الأسد أو نحرق البلد ) ،اندلعت الأزمة في ٢٠١١ ،لتكون بداية النهاية الغير المعلومة لنظام حكم سوريا بقبضة أمنية ارهبة البشر و الحجر .
فتقفز النخبة المثقفة و التي تتدعي المعارضة لقيادة الحراك الثوري المدني ،و ليقوده ليكون مرهون دول إقليمية، من حقها الطبيعي أن تولي مصالحها الاستراتيجة الأولوية حتى لو كانت على حساب سوريا الوطن و الشعب، سرعان ما سعت هذه القوى إلى أسلمة و عسكرة الحراك المدني خدمة قدمت على طبق من ذهب لنظام كان في غرفة الانتعاش …
على مدى سنوات دعى الحراك السياسي الكوردي في سوريا إلى احترام خصوصية المنطقة الكوردية ،لأن النظام لم و لن يسقط من سري كانية أو عفرين ،و لان المنطقة الكوردية تحتضن عشرات الآلاف من السوريين الهاربين من بطش و جبروت آلة النظام العسكرية ،و لان امان و استقرار قامشلو يسقط جميع رهانات النظام ،و لان الوئام و التوافق بين مكونات الشعب السوري تعني سلفا سقوط النظام…
مؤسف أن الكل ذهب في خيالاته و اوهامه ابعد من سوريا ،و فقدت النخبة المعارضة بوصلتها، فتشت الحراك المعارض بين هذا و ذاك ،و كلا ادعى العمل من أجل الشعب لكن دون الشعب …
خطاب الكراهية و الفساد المجتمعي ،و أمراء الحروب ،جعلت من حلم سوريا الحرة الديمقراطية هباء منثورا ،و سحبت قوة المعارضة المسلحة و معظم طيفها من مواجهة النظام المستبد الى مواجهة الشعب الكوردي و المناطق الكوردي بشعارات منها إسقاط الكفر و الكفار ،في حين كانت المنازل في المنطقة المحتلة تعج بالآلاف النسخ من القرآن الكريم، و سجادات الصلاة ،و التي تركها اهلها هربا من بطش و ترهيب و قتلا و نهبا و سلبا ،كانت السمات الرئيسية للممارسات الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية، و المدعومة من الاحتلال التركي..
فكان و لابد أن يعيد الكزردي السوري النظر في خياراته ،دون التخلي عن موقعه المعارض للنظام الظلم و الاستبداد ،فالخيار الوحيد و الاستراتيجي و الذي لا بديل له ،هو نجاح الحوار الكزردي الكوردي، و دخلت القوى الكزردية ممثلا بالمجلس الوطن الكوردي و حزب الاتحاد الديمقراطي و حلفاءه ( أحزاب الوحدة الوطنية الكوردية )،في حوارات حتى اللحظة يمكن اعتبارها إيجابية و متقدمة ،و كان التفاهم السياسي الملزم و الذي أعلنه الطرفين ثمار أولية لهذا الحوار ،و الذي اعتبر اتفاق دهوك ٢٠١٤ أرضية مناسبة للتحاور .
كان المؤسف علو أصوات نشاذ من صفوف المعارضة السورية و التي رأت في الحوار الكوردي الكوردي، خطرا على أمن سوريا ،متجاهلة أن الحوار كان و ما زال على أرضية سوريا وطن لكل أبنائه بمختلف مكوناته ،فاصدرت شخصيات المعارضة بيانات ،و تغريدات و عجت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات التهجم على الكورد في سعيا لتعميق الجرح السوري ،في حين كان موقف المكون السرياني الآثوري الأبرز، و يشكل الأرضية الأنسب للحوار مكونات المنطقة الكوردية.
شركاء الوطن ،دعاة الديمقراطي:
الحوار الكوردي الكوردي مدخل مهم نحو التأسيس لتغير شامل و جذري في سوريا ،و لن يكون للدول الإقليمية الرعاية لطيف واسع من المعارضة اي دور في سوريا المستقبل …

التعليقات مغلقة.