المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا

78

عقدت اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا اجتماعها الاعتيادي في أواسط أيلول وناقشت الوضع السياسي الراهن والأوضاع التنظيمية في منظمات الحزب.

ففي الجانب السياسي:
استعرض سكرتير الحزب التطورات السياسية الراهنة في المنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بمسار الحوار الكُردي /الكُردي بين المجلس الوطني الكُردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكُردية برعايةٍ أمريكية ، حيث أكّد بأنه بعد إنجاز الرؤية السياسية المشتركة تمّ إحراز بعض التقدم فيما يتعلق بالمرجعية الكُردية وتحديد مهامها، و أكّد بأنهم الآن بصدد مناقشة الشراكة في الإدارة الذاتية. وأكّدت اللجنة المركزية بأنه لا بدّ من شراكةٍ فعلية ومتساوية في جميع مؤسسات الإدارة لخلق أجواء ايجابية من شأنها التقليل من حالة عدم الثقة بين الطرفين والتي تراكمت طيلة السنين المنصرمة. ويجب الإسراع في إيجاد الحلول لجميع القضايا الخلافية بين الطرفين، والبحث عن حلٍّ واقعي لقضية التعليم بما يخدم مستقبل أبناء شعبنا، ثم تمّ الانتقال بعدها إلى الملف الأمني والعسكري، وعلى الرغم من وجود بعض الصعوبات في مراحل معينة من الحوار، نتيجة تراكمات السنين من التباعد والفرقة ، إلا أنّ الأجواء لازالت تسير في الاتجاه الإيجابي وبمساعدة الأصدقاء الأمريكيين، وأعرب المجتمعون عن أملهم في إنجاز التفاهم حول جميع الملفات المطروحة على طاولة البحث.

وقد أبدت اللجنة المركزية تأييدها لموقف المجلس الوطني الكُردي السليم وللخطوات التي اتّبِعت، وأكّدت على أهمية الملف العسكري وعودة البيشمركة إلى بلادهم.

وكذلك أبدت اللجنة المركزية قلقها من عودة ظاهرة اختطاف القاصرين، وعودة مظاهر المسيرات الداعمة لحزب العمال الكُردستاني ، ورفع أعلامه وصوره ، مما شكّل قلقاً وهلعاً كبيرين لدى الجماهير الكُردية من احتمال اجتياحٍ عسكري جديد لتركيا بهذه الذريعة.

لذلك ارتأت اللجنة المركزية ضرورة أن تفضي المفاوضات الكُردية /الكُردية إلى قرارٍ بضرورة أن يحترم حزب العمال الكُردستاني خصوصية الشعب الكُردي في سوريا وعدم إعطاء ذرائع لتركيا للتدخل العسكري، كما حصل في عفرين وتل أبيض ورأس العين، وما نتج عن ذلك من مأساة حقيقية بكلّ معانيها، في التهجير والتشريد.
كما ثمّنت اللجنة المركزية زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى تركيا، وما تمخّض عنها من وقفٍ للعمليات العسكرية في شمال كُردستان العراق، ونأمل أن تتوّج الجهود بإحلال استقرارٍ حقيقي في تلك المنطقة، وبناء علاقات طبيعية مع تركيا التي نأمل أن تنعكس إيجابياً أيضاً على كُردستان سوريا.

كما تطرّقت اللجنة المركزية إلى موضوع العلاقة المتوتّرة، في الآونة الأخيرة، بين المجلس الوطني الكُردي والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بسبب إقدام رئيس الائتلاف وبقرارٍ فردي منه على إبعاد ممثل المجلس عن هيئة التفاوض ، إضافةً لبعض تصريحاته غير المقبولة بصدد الحوار الكُردي /الكُردي ، وعلى الرغم من حصول لقاءٍ اتّسم بالشفافية و المصارحة، بين رئاسة المجلس ورئاسة الائتلاف عبر النيت ، إلا أنّ الموضوع لم يعالَج بعد، وفي حال عدم الوصول إلى صيغةٍ مقبولة من قبل المجلس فإنّ من شأن ذلك تعقيد الوضع أكثر، و عندئذٍ سيكون للمجلس موقف و خيار آخر.

وثمّنت اللجنة المركزية جهود لجنة العلاقات الخارجية للمجلس المتمثلة بالتواصل مع جميع الأطراف والدول المعنية بالشأن السوري لاطلاعهم على المخاطر والتعقيدات التي تواجه هيئة التفاوض، ومحاولات رئيس الائتلاف تهميش دور المجلس الوطني الكُردي ، هذا في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفائها إلى توحيد المعارضة السورية لتقويتها، لإرغام النظام على القبول بالحلّ السياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بحل الأزمة السورية.
كما ناقشت اللجنة المركزية وضع اللجنة الخاصة بتقصّي الانتهاكات، التي شكّلها الائتلاف بطلبٍ من المجلس الكُردي ، منذ أكثر من ستة أشهر لرصد الانتهاكات وعودة النازحين إلى ديارهم في كلٍّ من عفرين وسري كانييه (رأس العين) وتل أبيض، حيث لم تستطع هذه اللجنة إعادة شخصٍ واحد إلى بيته، بسبب عدم وجود سلطة للائتلاف على الفصائل المسلحة الموجودة في هذه المناطق، مما يوجّب على المجلس الوطني الكُردي بإعادة النظر في هذه اللجنة، لكي لا يكون المجلس شاهد زور على هذه الانتهاكات.

بعد ذلك تطرّقت اللجنة المركزية إلى مناقشة التطورات السياسية على الساحة الشرق أوسطية وخاصةً اعتراف الإمارات والبحرين بإسرائيل وما قد ينتج عنها من تحالفاتٍ سياسية جديدة في المنطقة.

كما تطرّق الاجتماع إلى عملية السلام في جنيف و أعرب عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة تقدماً ملموساً في عمل اللجنة الدستورية، ومن ثم الانتقال إلى السلال الأخرى، بغية إحلال سلامٍ حقيقي في سوريا استناداً إلى القرارات الدولية لحلّ الأزمة السورية، لا سيما القرار 2254.

وناقشت اللجنة المركزية الوضع المعيشي المزري الذي يعانيه السوريون جراء الغلاء الفاحش وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار بشكلٍ عام وما يعانيه شعبنا في مناطقه بشكلٍ خاص ، في الوقت الذي يتطلّب تقديم الدعم بكافة أشكاله للصامدين على أرض الوطن متحدّين الجوع والفقر ويرفضون الهجرة، في هذا الوقت تقوم بعض الأوساط المحسوبة على pyd بفرض الاتاوات على كافة شرائح المجتمع دون أي وجه حق، مما حدا بالكثيرين إلى التفكير جدياً بالهجرة من جديد.

إنّ هذه الممارسات تخدم المتربّصين بشعبنا وأعدائه ، وإنّ الجماهير الشعبية تضغط باتجاه القيام بالتظاهرات السلمية لوضع حد لمعاناتهم لتأمين لقمة عيشهم. ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ذلك وسنكون في مقدمة المدافعين عن لقمة العيش لشعبنا، ولن نسمح للذين يحاولون دفع البقية المتبقية من شعبنا إلى الهجرة.

وعلى الصعيد التنظيمي : ناقشت اللجنة المركزية بالتفصيل وضع جميع منظمات الحزب والعمل على إزالة كافة المعوقات التي تعترض نشاطها بين الجماهير مع وضع آلية عملية لتفعيل النشاط بين الجماهير، وقيّمت اللجنة المركزية إيجابياً لقاءات المنظمات الحزبية مع الشخصيات الوطنية والاستماع إلى آرائهم في جميع القضايا التي تهمّ شعبنا.

اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا
أواسط أيلول 2020

التعليقات مغلقة.