المجلس الوطني الكوردي في سوريا

المجلس الوطني الكوردي … والدبلوماسية المطلوبة…

91

المجلس الوطني الكوردي .. والدبلوماسية المطلوبة

عبدالرحمن آپو.

تشهد الساحة السورية بعد تسع سنوات من الخراب والدمار تحركات ميدانية وسياسية قد ترتقي لمستوى الدبلوماسية العالية المعتادة، كل الذي يجري هو عبارة عن العمل في الوقت الضائع؛ تمهيداً للوصول إلى المبتغى والهدف المنشود. تنتظر الساحة السورية عموماً وكوردستان- سوريا خاصةً تغيّرات هائلة وجمّة قد تعطي للوهلة الأولى بالجمود واستدامة الأزمة، لكن في حقيقة الأمر هناك كتلة كبيرة جدا تتحرّك تحمل معها عواصف ورعود، تراعي بالدرجة الأولى مصالح الدول الكبرى النافذة ليس في سوريا وحدها؛ بل في الشرق الأوسط ككل آخذةً في الاعتبار مصلحة اسرائيل بالدرجة الأولى ولبريطانيا وفرنسا ومن ثمّ أمريكا النصيب الأكبر في تنفيذ ذلك.

ومع تفشي جائحة كورونا وحصادها المرعب لمئات الآلاف من الأرواح، والتباطؤ في ايجاد دواءٍ فعال يضع حد لهذا الداء الخطير جدّاً في المدى المنظور؛ بالإضافة إلى الكوارث الأخرى التي تفتك بالبشرية من كلّ حدبٍ وصوبٍ، وكلها تجري في مرحلة الفوضى التي تعصف بالعالم من دونِ رحمةٍ اوشفقة، ومع اشتداد الأزمات في بؤرةٍ معينة؛ نرى خفوتها في بؤرةٍ أخرى. فالأزمة السورية تقترب من نهاياتها وفق مصلحة اسرائيل وأمريكا، لا المعارضة السورية ولا النظام الديكتاتوري لهما كلمة، وأصبح الجيبُ الوطني فارغاً…فقط لديهم العين فيما تقدّمه امريكا والدول النافذة في الساحة السورية، كل ما يجريِ مرسوم ومخطط بدقة، فلا طلقة تنطلق ولا قذيفة تقذف ولا طائرة تغير إلاّ بأمر آمر.

امريكا وروسيا متفقتان على كل شيء وحتى تفاصيل الأمور ولا شيء يجري بدونهما ميدانيا، وبريطانيا وفرنسا لديهما الحلول الدبلوماسية الافتراضية لحين الطلب والاستواء، وحسب الرأي القائل:(نسمع جعجعة ولا نرى طحناً) فالمبادرات التي تطرح هي نظرية غير مكتوبة تتناوب الادوار فرنسا وبريطانيا وربما المانيا ووو ان احتاج الأمر للتقارب الكوردي- PKK كمنظومة وفرعها السوري (ب ي د) كقوة في مرحلة الفوضى، وان يتم التعامل حاليا ومرحليا معها، والتي نشهد فصولها منذ شهر شباط وجولات الحوار المتعددة والطويلة الأمد، والتي تجري الآن بمقودٍ أمريكي وبرعاية أمريكية؛ سوف تفضي في نهاية الأمر والمطاف إلى اتفاقية استراتيجية شبيهة إلى حدٍّ ما بالاتفاقية التي تربط بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بما هو حامل للمشروع القومي الكوردي- الكوردستاني، والاتحاد المساوم!! في كوردستان/ باشور.

أمريكا تعي جيداً المسافة العكسية التي تفصل بين المجلس الوطني الكوردي ومنظومة PKK وفرعها PYD…بالرغم من ذلك تسير في الحوارات والمصالحات على قدمٍ وساق كما ترى هي؛ باعتبار الأزمة السورية مستمرة هكذا تجري الأمور حتى تتطابق مصالح الدول الكبرى النافذة والواقع الكوردي- السوري المفترض ومساعي المجلس الوطني الكوردي يجب أن تأتي في إطار شرح القضية الكوردية في المنابر الإقليمية والعالمية هي قضية أرض وشعب لها كل الحق في تقرير مصيرها على قاعدة الاتحاد الاختياري (الديمقراطية لسوريا والفدرالية لكوردستان-سوريا) منوط بالمجلس دورٌ وهام وكبير بما يجسده من عنوان قومي كوردي وحامل للمشروع القومي في كوردستان-سوريا…ستكون هناك نتائج إيجابية في قادمات الايام؛ بعد انتهاء الأزمة السورية، سياسياً سيكون للمجلس الدور المهم والأساسي وعسكرياً سيكون لبشمركة روج الدور الكبير في مرحلة الاستتباب، وستنتهي أدوار جميع القوى التي ولدت في مرحلة (الفوضى)

الواقع الكوردي سيكون مؤلماً إلى أبعد درجاته وربّما ستأخذ ابعاداً أكثر ايلاماً، لكن فيما بعد وحين تكتمل شروط ومصالح الدول الكبرى في الكعكة السورية والكوردستانية- السورية؛ حينها تلتقي مصلحة امريكا (مشروع خط الطاقة الدولي) مع مصلحة الكورد والشعب الكوردي والمشروع القومي الكوردي- الكوردستاني بقيادة الزعيم مسعود بارزاني، على جميع الأطراف الكوردية في ساحة كوردستان-سوريا وخاصة الأحزاب والقوى المنضوية تحت العنوان القومي والوطني (المجلس الوطني الكوردي) أن تسعى وبسرعة إلى رصّ صفوفها وتجميع طاقاتها؛ والتحلي بأقصى درجات المسؤولية التاريخية تجاه شعبنا الكوردي وحقوقه بدون تردد، والعمل بدبلوماسية عالية لإيصال قضية شعبنا بما هي قضية ارض وشعب كما هي استعدادا للقادم الضخم والايجابي؛ سواء على المستوى الكوردي الكوردستاني أو الوطني السوري.

التعليقات مغلقة.