المجلس الوطني الكوردي في سوريا

صدور كتاب “الأتراك الشباب أمام محكمة التاريخ” للكاتب الارمني جون كيراكوسيان وترجمة الدكتور إسماعيل حصاف..

97

صدر في هولير عاصمة إقليم كوردستان كتاب بعنوان :

(الأتراك الشباب أمام محكمة التاريخ)

للبروفيسور جون كيراكوسيان الوزير الارمني السابق ،

حيث قام الدكتور إسماعيل حصاف البروفيسور في قسم التاريخ في جامعة صلاح الدين في اربيل بترجمته من الروسية إلى العربية .

الدكتور إسماعيل حصاف

وبلغ عدد النسخ قرابة ٣٠٠ نسخة من هذه الطبعة الأولى  ويتألف الكتاب من ٥٧١ صفحة بحسب ما أفاده الدكتور البروفيسور إسماعيل حصاف لمراسل موقعنا والذي أضاف بأن الكتاب لم يتم توزيعه لإنه صدر مؤخراً

وتبلغ اهمية الكتاب في نقاط كثرة أبرزها أن الكورد والأرمن والقوميات الأخرى هم ضحايا لسياسات الصهر القومي ويبرئ الشعب الكوردي وحركته القومية التحررية من المسؤولية التاريخية في عمليات الإبادة الجماعية التي لحقت بالارمن في العقد الثاني من القرن العشرين . وهذه مسالة مهمة تدحض محاولات البعض في توجيه إصبع الإتهام للكرد وجعله ((شريكا)) لجرائم تركيا الفتاة بحسب ما ذكره الدكتور إسماعيل حصاف.

.

الكتاب بالروسية

وأرسل لنا مقدمة الكتاب وهي الآتي :

مقدمة المترجم
في عام 1985 عرض على القسم الكردي في معهد الإستشراق بموسكو التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية مخطوط يحمل عنوان ” تركيا الفتاة أمام محكمة التاريخ “، بقلم السيد جون كيراكوسيان الذي شغل منصب وزير الخارجية آنذاك في جمهورية أرمنيا السوفيتية، للتقييم وإبداء الرأي فيه من القسم المذكور.
وبالفعل فإن القسم الكردي في موسكو الذي كان يرأسه أرمني آخر وهو البروفسور مانويل أرسينوفيج كاسراتيان وزع على اعضاء القسم نسخا من المخطوط وكنت واحدا منهم، وبعد ذلك إجتمع القسم الذي وافق بالإجماع على صدور الكتاب وتقييمه بشكل إيجابي .

ومنذئذ وذهني تخزن فكرة ترجمة هذا العمل الفريد، وقد أشرت إليه في بحث أكاديمي لي سبق أن نشرته منذ سنوات في مجلة الأكاديمية الكردية بعنوان

“العلاقات الكردية- الأرمنية، كما جعلته أحد المصادر لطلبة الدكتوراه في مادة “المسألة الكردية في القرن العشرين”. ومع بدايات إنتشار وباء كورونا اللعين (كوفيد -19)، وما نتج عن ذلك من واجب الإلتزام المنزلي، باشرت بإكمال ترجمة إطروحتى الموسومة “المسالة الكردية في العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية” إلى العربية، وهذا الكتاب الذي أخذ من وقتا وجهدا كبيرا من خلال الترجمة والتدقيق والمراجعة، وقد وفقت في ذلك، وقد وضعت عن كتفي المهمة التى قد خططتُ لها منذ أكثر ثلاثة عقود من الزمن.
ولابد من الإشارة إلى أن المؤلف قد إستند على وثائق ومصادر تاريخية مهمة للغاية معظمها تنشر لأول مرة وجديدة بالنسبة للمكتبتين الكردية والعربية، وأهم ما يميز هذا العمل أنه يبرئ من الشعب الكردي من مجزرة الأرمن ويدين في الوقت ذاته الطرف التركي وبوقائع موثقة وإتهامه بتحمل المسؤولية التاريخية.
جون ساكوفيتش كيراكوسيان (بالأرمنيՋոն Կիրակոսյանар ، ولد في 6 مايو 1929 في يريفان عاصمة أرمينيا الاشتراكية السوفياتية.

بروفيسور ومؤرخ ودبلوماسي. تخرج من كلية العلاقات الدولية في جامعة يريفان، ثم من معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. من عام 1955 إلى عام 1962، عمل في مجلة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرمني “لينينيان أوجيوف” – رئيس قسم الدعاية، وفي الوقت نفسه عما محاضرا في جامعة يريفان، حيث ترأس قسم تاريخ شعوب الشرق لسنوات عديدة.
كان كيراكوسيان عضوا في الحزب الشيوعي، أسند إليه العديد من المسؤوليات الحزبية. في سنوات 1962-1966 كان جون كيراكوسيان نائب رئيس قسم الدعاية والتحريض في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرميني. في 1966-1969 – رئيس لجنة الدولة في جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية للبث التلفزيوني والإذاعي. ومن 1969-1975 – رئيس قسم المؤسسات العلمية والتعليمية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرميني، وبين سنتى 1975-1985 – السكرتير الأول للوزير ومن ثم وزيرا لخارجية جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية.
في عام 1954، دافع ج. كيراكوسيان عن أطروحته لنيل درجة الدكتوراه عن التدخل البريطاني في إيران في سنوات 1919-1921 في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي بنجاح كبير. في عام 1957، نُشر كتابه “الصفحة البطولية لنضال التحرير الوطني للشعب الهندي”، حيث ألقى الضوء على إحدى الصفحات المجيدة في تاريخ النضال من أجل التحرر الوطني لشعوب الهند – انتفاضة السيبوي، التي شاركت فيها أيضًا الجالية الأرمنية في الهند.
كرس كيراكوسيان أعماله الرئيسية لدراسة مشاكل التاريخ الحديث والمعاصر للشعب الأرمني، متناولا الإبادة الجماعية للأرمن، والمسألة الأرمنية، وحزب الداشناق. وكتب العديد من الأعمال الأكاديمية المهمة.
ففي عام 1965 تم نشر عمل ج. كيراكوسيان “الحرب العالمية الأولى والأرمن الغربيون”، والذي إستند إلى أطروحة الدكتوراه الخاصة به. صدر هذا الكتاب بثلاث طبعات (في عامي 1965 و 1967 باللغة الأرمينية، وفي عام 1971 باللغة الروسية). في عام 1972 تم نشر مجموعة “أرمينيا في وثائق الدبلوماسية الدولية والسياسة الخارجية السوفيتية”، التي تم تجميعها مع ر. ساهاكيان. كانت ذروة النشاط العلمي للبروفيسور ج. كيراكوسيان، الدراسة المكونة من مجلدين “الأتراك الشباب أمام محكمة التاريخ” (1982 و 1983). بالنسبة لهذه الدراسات الأساسية ، مُنح المؤلف اللقب الرفيع للحائز على جائزة الدولة لجمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية.
هذه الدراسة تتناول مسالة مهمة تواجه العالم والرأي العام من مما جرى بحق الأرمن من إبادة جماعية خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، حيث يعرض المؤلف ومن خلال وثائق ومصادر موثقة مئات الجرائم التى إنتهكتها الآلة العسكرية التركية، مبرزا السياسة الممنهجة للأتراك الشباب، مكشفا الجوهر الاجتماعي والسياسي لهذا الحزب، وزيف شعارهم “الحرية والمساواة والعدالة”، واضعا أمام القارئ الحقائق التاريخية التي تعرض لها الأرمن من جراء مذبحة عام 1915 الرهيبة. كما وضع المؤلف نصب عينيه مهمة الكشف عن سياسة القومية الإسلامية المتشددة (البانيسلاميزم) وإتباع سياسة التتريك الممنهجة تجاه شعوب الدولة العثمانية من غير الجنس التركي في إطاريه النظري والعملي والترويج للقومية التركية المتشددة وممارسة سياسة الإدماج بالعنف في إطار رؤية (البانتوركيزم)، من خلال تحليل مقارن لعدد هائل من المصادر متعددة اللغات التى دخلت التداول العلمي لأول مرة. تمكن المؤلف من فضح زيف المؤرخين البورجوازيين الأتراك، الذين تسممهم الأيديولوجية الرجعية للبانتوركيزم . ناهيك عن أن الكتاب ثري بمعلومات عن الصراعات التى جرت على جبهتى الروسية والتركية وفي ما وراء القوقاز.
ويرى المؤلف وبموضوعية أن الكرد والأرمن والقوميات الأخرى ضحايا لسياسات الصهر القومي ويبرئ الشعب الكردي وحركته القومية التحررية من المسؤولية التاريخية في عمليات الإبادة الجماعية. وهذه مسالة مهمة تدحض محاولات البعض في توجيه إصبع الإتهام للكرد وجعله ((شريكا)) لجرائم تركيا الفتاة.

بل سيرى القارئ أن مصير الشعبان الكردي والأرمنى مشترك في المعاناة والنضال من أجل الحرية والإستقلال.
ويكشف هذا العمل دور العديد من الشخصيات السياسية التركية في عمليتى التخطيط والتنفيذ للمذبحة ويقف عند الإستراتيجيات الخاطئة لبعض الأحزاب الأرمنية وتقديرهم الخاطئ لمواقف وسياسات “تركيا الفتاة” وتحظى الدراسات والعديد من المقالات العلمية والصحفية بقلم كيراكوسيان بشعبية كبيرة ليس فقط في أرمينيا، ولكن أيضًا خارج حدودها.
كان كيروكوسيان أيضًا عضوًا نشطًا في هيئة التحرير الرئيسية للموسوعة الأرمنية – السوفيتية. قدم مساهمة كبيرة في تطوير العلاقات الودية بين الجاليات الأرمنية الأجنبية والوطن الأم.
وهذا الكتاب “تركيا الفتاة أمام محكمة التاريخ”، عمل أكاديمي قيم يكشف العديد من الأسرار المتعلقة بإبادة الشعب الأرمني مستندا إلى وثائق تنشر لأول مرة، ويبرئ الشعب الكردي من أحداث الإبادة الأرمنية، لابل ينظر إلى الشعب الكردي الضحية الثانية إلى جانب الأرمن والشعوب الأخرى التى أحتلت أراضيها من قبل الأتراك. والكتاب مزود بمصادر متعددة اللغات وببيلوغرافيا الشخصيات والأماكن والمصطلحات، وبالوثائق وبعض الصور.
أن هذا الكتاب سيغطي النقص الموجود في مكتبات كردستان والشرق الأوسط المتعلق بالمسالة الأرمنية ومذبحة عام 1915 ومواقف الدول والحكومات والشعوب تجاه ذلك. وسيكون عملا مفيدا لايقدر بثمن لطلبة الدراسات العليا في كتابة رسائل الماجيستر وأطاريح الدكتوراه. وآمل أن أكون قد وفقت في إيصال هذه الملومات إلى الغير ملمين باللغة الروسية.
المترجم
د.إسماعيل حصاف
في الأول من تشرين الأول 2020

إعلام المجلس الوطني الكوردي

هولير .. رائد محمد

 

التعليقات مغلقة.