المجلس الوطني الكوردي في سوريا

حسين عمر و دلدار شَكو يشاركان في ندوة في اربيل بعنوان دور الترجمة في تنمية الثقافة واللغة.

200

تقرير : رائد محمد 

ضمن الفعاليات الثقافية التي يقيمها “نادي المدى” للقراءة في اربيل ، أقيمت ندوة في مكتبة التفسير بالقرب من المنارة المظفرية في اربيل/ هولير عاصمة إقليم كُردستان ، باللغتين الكُردية والعربية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين،  وبإدارة الدكتور بسام مرعي ، حيث استضاف النادي كل من الأستاذ دلدار شَكو الكاتب والشاعر واللغوي والمترجم ، والأستاذ حسين عمر الكاتب و الإعلامي والمترجم .

الندوة بدأت في قرابة الساعة الخامسة من يوم الجمعة ٢٩ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٢م بالتعريف بالضيفين اللذين يعملان في عدة حقول أدبية أهمها الترجمة ، بعدها تحدث كل كاتب بالتناوب عن تجربته في الترجمة وفي الفصل الأخير من الندوة أفسح المجال لتساؤلات الحضور التي أجاب عنها كل كاتب بحسب السؤال الموجه إليه وفي النهاية قام الكاتب حسين عمر بالتوقيع على مجموعة من كتبه وتوزيعها على الحضور , وتم تكريم الكاتب حسينعمر والكاتب دلدار شَكو بشهادة تكريم من قبل نادي المدى للقراءة .

أهم النقاط الواردة في كلمتي الضيفين في الندوة:

الكاتب دلدار شَكو:

الكاتب دلدار شَكو

الترجمة فن نبيل ، وهو شيء جديد ، فكل شيء متعلق بالحياة هو جديد خاصة إننا لم نر الدولة بعد ، وتفتتنا كمجموعة مجتمعية ولكن رغم ذلك لم يؤدي هذا إلى نهايتنا كشعب ، يقول أحد الشعراء ما دام هناك كُردي في الجبال يغني ويقول : وي لو لو وي لي لي ، فالكٌرد باقون.

الترجمة لها دور رئيسي في مختلف الأزمان ولها قيمة حياتية ، وتتطور مع تطور المجتمعات والإنسانية على حد سواء ، عبر التجارة والإعلام او التواصل ، فالترجمة ختمت بمهرها على جميع الأصعدة في جميع الأزمنة ، مع التكنولوجيا تطورت أكثر ، ويتوجب على السلطة في أي دولة ومكان أن تكون الداعم الأول والأساسي للترجمة وللمؤسسات الثقافية بشرط أن لا تتدخل هذه السلطات في عمل المترجم وتكون الترجمة مستقلة فالترجمة عمل كوني .

وهنا نستذكر الدور الكبير للمدارس التي أنشئت في الإمارات الكُردية في شمال كُردستان ، وخاصة التكيات الدينية التي أستمرت في مهامها بالتعليم باللغة الكردية في شمال كردستان حتى سبعينيات القرن المنصرم ، ولكن إثر إنقلاب ١٩٨٠م ألغيت وأنتهت بالمرة ، وجاء ذلك ضمن سياسة تتريك المناطق الكردية الذي بدأ منذ أكثر من ١٠٠ سنة ولكنه أثمر في سنوات السبعينات والثمانينيات من القرن العشرين مع إلغاء التكيات وانتشار المدارس الحكومية التي تتحدث وتعلم بالتركية فقط و وسائل الإعلام الناطقة بالتركية وحتى إن المنظمات الكردية ساهمت في عملية التتريك بنشرها لمؤلفاتها ومناشيرها بالتركية وبذلك ساعدت الدولة التركية ، حتى إن السوق في شمال كردستان كان يتكلم بالكردية حتى تلك الفترة ولكن بسبب تلك السياسية تغير رويداً رويداً ، والآن نسبة قليلة من الكرد يتحدث بلغته في شمال كردستان.

بخصوص لماذا أترجم لأحمد عارف ، ولماذا أخترت الترجمة ..؟

عندما كنت بيشمركة في جبال جنوب كردستان وأتجول بين القرى التقيت وصادفت العديد من الكلمات التي كانت تتجه نحو الإنقراض والمحو ، وعدم الإستعمال ، وخاصة بعد فشل وانكسار الثورة الكردية ، فأصحاب تلك القرى نزحو إلى المدن وتركوا تلك الكلمات خلفهم ، لذلك قمت بإحياء الآلاف من الكلمات الكردية،  بالنسبة لأحمد عارف كان المنطق الكردي يتشرب منه ، وخاصة عندما ترجمت أحدى قصائده في ليلتين ، تشجعت كثيراً .

والنقطة الاخيرة التي ذكرها الأستاذ دلدار شَكو:

ما بين اللغة الكردية وبقية اللغات في العالم توجد هوة والجسر لم يتم بناءه بعد ، لذلك نحتاج إلى زمن ليس بالقصير لتلافي ذلك .

من جانبه قال الكاتب حسين عمر في مداخلته ما يلي :

الترجمة هي إعادة إحياء النص ، ولا يستطيع أحد إنكار دورها بين الشعوب ،

فالترجمة عبارة عن عدة جسور بين ضفاف مختلفة ، أو مجموعة معابر مائية وموانئ لتبادل المعرفة الثقافية وتبادل المنتوج الثقافي بين الشعوب والأمم ، فلو بقيت الفلسفة الأغريقية من دون ترجمة لبقيت حكراً على اليونانيين ، أما في منطقتنا العباسيون نقلوا أمهات الكتب إلى اللغة العربية بدعم من السلطات أنذاك .

نعم الترجمة هي تمرين ونوع من الرياضة للغة ، وحالة تجدد وتنشيط تصيغ وتجدد الكلمات الخامدة ، الترجمة تحقق للغة الهدف ما يشبه عملية الامتلاء  ، وتردم الهوة الموجودة، وليس ذلك دليل ضعف للغة التي يترجم إليها بل علامة أن لكل لغة منطق وفلسفة خاصة بها ولها سمات دلالية وجمالية معينة ، بالترجمة يحدث تلاقح بين اللغات ،

أنا أترجم من الفرنسية إلى اللغة العربية،  فالترجمة في جانب منها تكفل ملء الفراغ الثقافي او النسقي أووالدلالي والسيميائي ، الترجمة عدهي ممارسة ثقافية وليست عملية نقل ميكانيكي.

الترجمة لا تنقل معارف شعب إلى شعب بل تخلق نوع من التواصل والترابط الفكري والعاطفي بين الشعوب ، فالكثير من الشعوب عرفت ثقافتها عبر الترجمة فهي عمل إبداعي جديد.

وأنا أقول أن المترجم ينقل روح من جسد إلى جسد آخر ، ويجب أن يكون المترجم من البراعة أن ينقل هذه الحالة ، وأن يكون وفياً للغة التي يترجم إليها أكثر من اللغة التي ينقل منها ، ولكن يجب أن لا يجرح أو يخدش اللغة الأصلية .

الترجمة عملية نسج كالسجادة التي لها وجهين ، وجه لا يقل شأناً عن الأخر أو ربما يكون العمل فيه بعض العيوب تميزه عن الأخر .

أنا لم أرسل أي عمل إلى أي دار نشر قبل أن تقرأه فدوى درويش وتضع ملاحظاتها عليه ، وتدققه ، وأخذ ملاحظاتها على درجة عالية من الجدية .

بخصوص قصتي مع غيوم ميسو ، أنا لم أختار ذلك ، غيوم ميسو يعتبر بحسب أخر الاستطلاعات أفضل من خمس كتاب فرنسيين ، ترجمت له ٦ روايات حتى الآن وأعتذرت عن ترجمة أخر رواية ولكن لروايته الأولى الأثر الكبير علي عندما بدأت بترجمتها في حلب ،

 

بخصوص عدم ترجمة الأعمال إلى اللغة الكردية قال حسين عمر :

أنا لم أتلقى أي عروض من أي دار نشر او ناشر لأترجم إلى الكردية،  الترجمة هي مهنة ويجب أن تحترم .

بطاقة تعريفية عن الكاتب دلدار شَكو:

من مواليد قرية تل ليلون التابعة للدرباسية في غرب كوردستان سنة ١٩٥٥م رجعت عائلته إلى قريتها التابعة لماردين في شمال كردستان،  درس الفقه والصرف والنحو وتعلم التركية،  بسبب نشاطه دخل السجن في تركيا لمدة ٢٧ شهراً بين سنتي ١٩٨١-١٩٨٢م بحجة الإنتماء لحركة كوك ، بتاريخ ١٩ آذار ١٩٨٢م دخل إلى جنوب كردستان وشارك في ثورة كولان كبيشمركة حتى سنة ١٩٨٨م ، كان كادر سياسي في لجنة دهوك ، استطاع في تلك الفترة جمع العديد من الكلمات الكردية التي كادت أن تنقرض ، له العديد من القصائد وترجم إلى اللغة الكردية من عدة لغات خاصة من التركية ، وهو أول من ترجم للكاتب الكبير أحمد عارف المشهور ، كتب لعشرات الجرائد والصحف وأسس مدرسة كردية في استنبول ،  ويختم الشاعر دلدار شَكو  بالقول: على المترجم أن لا يخون العلم والمعرفة،  فالاتراك ترجموا العديد من الكتب اليونانية وحرفوا وألغوا كل شيء متعلق بالكُرد ، هذا الشيء خيانة للعلم وللإنسانية ، أغنى لغة هي اللغة الكردية وأكثر لغة موسيقية ولكن للأسف هي من دون دعم وسند .

بطاقة تعريفية للكاتب حسين عمر:

ينحدر من قرية ركافا التابعة لديرك في غرب كردستان ، من مواليد سنة ١٩٦٧م درس الابتدائية في قريته والإعدادية والثانوية في مدينة قامشلو ودرس في جامعة حلب كلية الآداب قسم الأدب الفرنسي وتخرج سنة ١٩٩١م ، يتحدث إضافة للكردية ، العربية والفرنسية ويلم بالإنكليزية،  له خبرة تدريس لمدة ١٠ سنوات في مدارس حلب ، ترجم إلى الآن ٣٩ كتاباً ما بين رواية ودراسة ومذكرة من الفرنسية إلى العربية ، وترجم من الكردية إلى العربية ديوان ٧٠ نافذة متجولة للشاعر شيركو بيكس،  ومن مؤلفاته الكورد في الأزمة السورية ٢٠٢٢م ، و نهاية الدولة الممركزة ٢٠١٨م ، يعمل منذ سنة ٢٠١٣م في شبكة روداو الإعلامية محرراً للأخبار ، وله برنامج سياسي أسبوعي في راديو روداو بأسم Çavê Sêyem

تعود أولى تجاربه في الترجمة إلى نهاية الثمانينات من القرن الماضي عندما ترجم مذكرات نورالدين زازا كفصول مختصرة ونشرها في دوريات كردية محلية .

أول كتاب ترجمه هو “عبدالرحمن قاسملو رجل السلم والحوار” من منشورات دار بافت سنة ١٩٩٨م ، ولا يزال مواظباً على الترجمة إلى الآن .

صور من الندوة

إعلام المجلس الوطني الكوردي.

 

التعليقات مغلقة.