المجلس الوطني الكوردي في سوريا

آلان قادر : علينا بذل المستحيل لكسر هيمنة واستبداد ب ي د في غربي كوردستان..!

85

الدكتورآلان قادر ولد في مدينة عامودا بتاريخ 1956, سافر إلى موسكو في نهاية العام 1976 وانتسب إلى جامعة الصداقة بين الشعوب كلية الحقوق وانهي دراسته الجامعية في العام 1982 حيث كان موضوع دراسة الماجستير , انتسب إلى كلية الدراسات العليا تخصص في مجال القانون الدولي العام , عاد إلى الوطن عام 1986.عاش في النمسا منذ 1990 حيث قام بتأسيس الجمعية الكوردية للدفاع عن حقوق الإنسان في النمسا.

ما هي أهم كتاباتك ؟

كتبت محموعة مقالات حقوقية و سياسية عن كفاح الكورد من أجل حق تقرير المصير وإقامة دولة كوردية مستقلة ، بما فيها بعض الدرسات والمقالات التاريخية. وهذه بعض نتاجاتي على سبيل المثال:

– كوردستان الغربية- كوردستان سوريا بين مطرقة الإرهاب السياسي وسندان الشوفينية.لندن 1992

– جريمة في ظل دولة القانون- قضية اغتيال الزعيم الكوردي الدكتور عبد الرحمن قاسملو.لندن 1998

– القضية الكوردية في غربي كوردستان(كوردستان سوريا).لندن 2002

– السياسة الإستعمارية لحزب البعث السوري في غربي كوردستان.مجموعة مؤلفين مع الدكتور جواد ملا.لندن 2004 وغيرها.

بعد كُل محاولات حكومة الإقليم في العراق مع حكومة المركز في الأمور الدستورية كيف تقرأ الآتي ؟

بداية لابد من تقديم الشكر والإمتنان لك ولمكتب أعلام أوربا التابع للمجلس الوطني الكوردي على هذه المقابلة الهامة التي تأتي في هكذا محطة تاريخية ، حيث توفرت ولأول مرة الظروف الذاتية والموضوعية لإنتزاع استقلال جزء من كوردستان ، تخضبت أرضه الطاهرة بدماء مئات الآلاف من الشهداء الأبطال والخالدين سعت حكومة إقليم كوردستان بكل جد واخلاص مع حكومة المركز في بغداد، حيث بذلت جهوداً كبيرة وتحلت بالصبر والبراغماتية والنضوج السياسي منذ سقوط نظام صدام الذي كان يمثل قمة البداوة العربية- الفاشية وحتى وصول الشيعة إلى السلطة ولكن دون جدوى.لجأت الحكومات العراقية المتعاقبة في تعاملها مع الكورد إلى ضرب مواد الدستور عرض الحائط ولاسيما تلك التي تخص بناء عراق فدرالي عرقلة تشكيل مجلس الإتحاد الذي كان يجب أن يتكون من العرب والكورد وبقية القوميات لتطبيق عقد الشراكة بينهم ولاسيما إقليم كوردستان والسلطة في بغداد،التضييق على الكوادر العسكرية والمدنية الكوردية في بغداد وتسريح مجموعات منهم وأبلغ مثال:وزير المالية السابق هوشيار زيباري،بعد فبركة اتهامات له بالفساد. هناك اعترافات للنائبة حنان الفتلاوي على اليوتوب تعترف شخصياً كيف إنها عرقلت وعلى مدى سنوات طويلة تنفيذ المادة 140 من الدستور الاتحادي, استخدام اسلوب المماطلة والتسويف والخداع في مسألة المناطق المستقطعة بالقوة من كوردستان وليس المتنازعة عليها وحسب المادة 140 من الدستور العراقي، تجنيد عشرات الآلاف من المجرمين والقتلة المحترفين من قبل المالكي ضد الكورد وكوردستان تحت تسمية داعش،بهدف تدمير ليس انجازات الكورد فحسب، بل افشال وخنق هذه التجربة الديمقراطية الواعدة،عدم دفع 17%وهي مستحقات الإقليم من الميزانية الأتحادية وغيرها من الأسباب التي جعلت الكيل يطفح،أدت إلى نفاذ صبرالقيادة الكوردية وانعدام الثقة بين الطرفين واستحالة حل المشاكل والتناقضات بين الطرفين بالحوار الديمقراطي-السلمي، فكان لابد من اللجوء الى خيارات شرعية بديلة مثل: الاستفتاء وحق تقرير المصير المتعارف عليه في القانون الدولي العام.

 

– القرار التاريخي ، والمصيري / الاستفتاء / ولا سيما أن كُل العيون نحو رئاسة الإقليم هل هناك مراهنات على فشل هذا القرار وباعتقادك السياسي كيف للمجلس الوطني الكوردي أن يكون صاحب دور فعال ؟

خطوة الأستفتاء هو حقاً قرار جريء وقوي، ذات أبعاد استراتيجية بعيدة المدى اتخذه السروك مسعود بارزاني، الذي يجسد طموح وآمال الملايين من الكورد في كافة أجزاء كوردستان , وكما يقول المثل الألماني: الأمل هو آخر شيء يموت لدى الإنسان ولهذا السبب أبى السروك مسعود بارزاني أن يموت هذا الأمل لدى شعب كوردستان العريق، الذي ترك بصمات قوية على صرح الحضارة البشرية، آخذاً على نفسه مسؤولية مصيرية كبيرة جداً تمس وجود شعب بأكمله , هناك بعض القوى السياسية والشخصيات سواء داخل كوردستان وخارجها تراهن على فشل الاستفتاء ولكنها مراهنات فاشلة دون شك، فالبعض منها لاتجيد قراءة الواقع بشكل موضوعي، ولاسيما طبيعة التغييرات الكمية والكيفية التي حدثت في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والتحولات الجذرية التي حدثت وتحدث في العالم كنتيجة طبيعية للثورة المعلوماتية وظهور مفهوم القرية الكونية، التي أحدثت طفرة نوعية في الوعي القومي الكوردي نحو الصعود وخاصة الوعي الدولي وضرورة قيام دولة كوردية مستقلة ذات سيادة وعلى أرض ميديا التي تعيش في وجدان كل كوردي مخلص ينتمي إلى الكورد وكوردستان , فالدولة الكوردية هي القوة بكل معنى الكلمة ، وبالتالي بمثابة صمام أمان لحماية الكورد من حملات قادمة من البطش والإبادة الجماعية والإقتلاع والصهر القسري , والبعض الآخر ليسوا سوى أحصنة طروادة وطابور خامس يخدمون أعداء حرية الكورد وكوردستان سوف يجرفهم تيار الإستقلال ويصبحون في خبر كان.

دورالمجلس الوطني الكوردي إلى هذا اليوم غير فعال وليس بمستوى هذا المنعطف والقرار التاريخي،كان عليه أن يتحرك وعلى كافة الأصعدة ديبلوماسياً، إعلامياً ، سياسيا واجتماعياً , وتعبئة الكورد بشكل أقوى , فعلى سبيل المثال : اللجنة التي تشكلت في النمسا لدعم الاستفتاء في كوردستان تشكلت بمبادرة من المستقلين(أنا أحدأعضاءها) وليس من أحزاب المجلس الوطني ، الذين حضروا وتفاعلوا فيما بعد مشكورين مع اللجنة..

 

– يقول جناب السروك مسعود البارزاني أنني سأتحمل كامل مسؤوليتي إذ فشلنا ، على ماذا يستند في هذا التحدي؟

عندما يقول السروك مسعود بارزاني هذا الكلام وبتحد واضح، فهو يعلم ماذا يقول دون شك ويدرك تماماً النتائج التي سوف تترتب على هذا التصريح.السروك مسعود بارزاني فهم مقولة أو حكمة الكاتب الفرنسي الكبير” فيكتور هيجو” بكامل أبعادها والتي تقول:”لاتوجد قوة على الأرض ، قادرة على أن توقف فكرة حان وقتها”. هذه الفكرة التي نضجت وحان وقتها، هي تحديداً استقلال كوردستان وإقامة دولة حرة وذات سيادة.

من وجهة نظري هناك عدة أسباب وجيهة ومنطقية لهذا الموقف الذي يتسم بالثقة في مسألة نجاح الإستفتاء

: فهناك أسباب داخلية وخارجية

داخلية:

1- وصول شعبنا في إقليم كوردستان إلى قناعة تامة وبعد تلك التجارب المريرة مع الحكومات العربية وبشقيها السني والشيعي في بغداد ولاسيما حملات الأنفال الرهيبة واستخدام الكيماوي في حلبجة، تدمير 4500 قرية من أصل 5000 ،الهجرة المليونية في العام 1991،اختطاف وقتل 8000 بارزاني، اقتنعوا بشأن استحالة العيش المشترك بين الشعبين اللذان يعتبران وحسب دساتير 1958 و2005 شريكين في هذا البلد ولكنها بقيت مجرد حبر على ورق

2- تجذر فكرة الاستقلال في المجتمع الكوردي هناك ومنذ إقامة السلطة الكوردية في العام 1992،حيث اثبت الكورد قدرتهم على حكم أنفسهم بأنفسهم وإقامة مجتمع ديمقراطي ، منفتح على العالم الخارجي وتعددي في منطقة غير مستقرة ، تعصف بها الحروب وتعاني من تعسف وهيمنة أنظمة استبدادية وإرهابية وقوى أصولية ومتطرفة , تعد كوردستان منذ ذلك الوقت دولة شبه مستقلة عبر مؤسساتها وعلاقاتها الديبلوماسية مع العالم الخارجي وحققت نمو اقتصادي لافت وانجازات على كافة الأصعدة

3- سبب اقتصادي: كوردستان غنية بالنفط والثروات المعدنية والمياه والموارد البشرية،هذا يعني أن استقلال كوردستان سوف يؤدي إلى رفع المستوى المعيشي والمادي لشعبنا هناك واستثمار تلك الثروات لنمو وتطوير البنية التحتية في كوردستان وليس البقاء كبقرة حلوب لبغداد.

خارجية:

1- شرعية الاستفتاء وانسجامه مع مبادئ القانون الدولي وخاصة مبدأ حق تقرير المصير الوارد في ميثاق الأمم المتحدة ومجموعة من العهود الدولية.

2- الوعود والضمانات من مجموعة دول إقليمية وعظمى بشأن دعم استقلال كوردستان التي سوف تظهر للعلن بعد إذاعة نتائج التصويت التي سوف تكون بأغلبية ساحقة حتماً لصالح الاستفتاء.

3- أثبت البيشمركة الأبطال شجاعتهم وبأسهم وصمودهم في قتال داعش وبالتالي تدميرهذه القوة الإرهابية والخطرة على الحضارة البشرية جمعاء ولاسيما العالم الحر والديمقراطي بقيادة أمريكا وأوربا ، بما فيها اسرائيل.

اقتنعت هذه الدول أن شعب كوردستان حليف موثوق ومخلص في هذه المنطقة الجيواستراتيجية الهامة، يدافع عن نفس القيم التي تتبناها هي ناهيك عن اعتبارات المصلحة الإقتصادية والأمن القومي سينشأ واقع جديد سواء بالنسبة لكوردستان،أو بغداد والمنطقة والعالم أيضاً وبناء على هذه الأساس وتوازن القوى الجديدة سوف يتعامل المجتمع الدولي مع المعطيات الجديدة ورسم السياسة المسقبلية ، التغيير سوف يكون جذري وليس سطحي الوضع بعد الاستفتاء لن يكون كما قبله بالتأكيد

 

– هل تتوقع تحالف تركي إيراني وهل تعتبرها أزمة أم ستكون غيمة عابرة ؟

الدول المحتلة لكوردستان تحالفت دائماً مع بعضها البعض لإجهاض الحلم الكوردي في التحرر وإقامة دولة كوردية. موقف هاتين الدولتين تختلفان في مجموعة نقاط ولاسيما أن تركيا السنية لديها مصالح اقتصادية متعددة في إقليم كوردستان، بينما ايران الشيعية تدعم وبقوة الحكومة ذات اللون الشيعي في بغداد , لذا شخصيا لاأعتقد أن تلجأ إيران وتركيا إلى استخدام القوة والتدخل لمنع الاستفتاء،ربما قد تحرك الدولتان بعض القوى الداخلية للتشويش أو عرقلة عملية الاستفتاء بهدف التأثير في مجراه ولكن هيهات وقفه أو إرغام القيادة الكوردية على التراجع عنه.

تركيا سوف تحرض بعض القوى التركمانية المرتبطة بها وايران كذلك ولكن إرادة شعب كوردستان أقوى من كل هذه المحاولات البائسة.

 

– ما حجم الفرصة لدى قيادة كردستان العراق لأجل الاستقلال إن قررت؟

لن يؤدي الاستفتاء بشكل أوتوماتيكي إلى الاستقلال، بل يتطلب ذلك سنوات من الحوار والتفاوض مع بغداد بغرض الاتفاق على المسائل العالقة ونقاط الخلاف ولاسيما المناطق المستقطعة والمحتلة من أراضي كوردستان وذلك بشكل سلمي وحضاري جداً ، نظراً لتوفر الظروف المحلية والإقليمية والدولية

فالعراق الموحد أصبح جزء من الماضي الغابر والدولة المركزية لن تعود أبدًا.

فرصة انتزاع الاستقلال كبيرة جداً والعيش كجارين متعاونين متصالحين يجمعهما المصالح المتعددة وعلى كافة الأصعدة أفضل من خوض حروب ونزاعات أدت إلى تدمير البلاد والعباد , فالخطر الأكبر كما يقول بيتر غالبرايت،أول سفير أمريكي في كرواتيا بعد الاستقلال:هو البقاء جزءاً من العراق، هذا يعني البقاء في دولة غير فاعلة أبداً ، وغارق في النزاعات المذهبية ويضيف قائلاً: اذا كنتم جزءاً من دولة أخرى ليس لكم حام ، لكن اذا كنتم مستقلين فأنتم محميون.

وأنا أقول بصفتي متخصص في القانون الدولي:عندما تصبح كوردستان دولة مستقلة من حقها وحسب المادة 51 من الفصل السابع الوارد في ميثاق الأمم المتحدة عقد معاهدة دفاع مشترك سواء مع أمريكا أوأية دولة صديقة في المنطقة للدفاع عن النفس وردع العدوان الخارجي.

كفى العبث بأرواح الناس الأبرياء وحان وقت الإحتكام إلى لغة العقل والحوار السلمي والحضاري وتقبل الآخر , عقد سلام الشجعان وتأمين مستلزمات حياة حرة وكريمة للمواطن.

 

– كيف تقرأ وما هي توقعاتكَ في المستقبل وهل يمكن أن تُضم أراضٍ من كردستان سوريا إلى كردستان العراق ؟

قراءة وتحليل الواقع بشكل صحيح كما هو وليس كما نريد،معرفة توازن القوى الفعلي على الأرض يعطي نتائج صحيحة أو قريبة إلى الواقع في أغلب الحالات , فعندما تحدث حروب داخلية أو دولية هناك من يفكر بشكل استراتيجي وعميق ويتكهن بالنتائج سلفاً ، لاسيما في ظروف اضعاف أو انهيار السلطة المركزية هذا ما خطط له بعض العقول في دوائر الاستخبارات الإقليمية عندما نشبت الحروب في سوريا والعراق وأعني بذلك تحريض واستخدام ب ي د،الذي ليس لديه أي مشروع قومي وبالتالي فهو ضد الدولة الكوردستانية، لمنع انضمام الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا إلى إقليم كوردستان الذي تأسس في التسعينات من القرن الماضي

ولهذا السبب نزل مقاتلوا ب ك ك من قنديل إلى المدن والقرى الكوردية لمنع أي حراك كوردي تحرري وأي تقارب مع إقليم كوردستان.

ولكن في المستقبل سوف تأخذ الأمور مجرى آخر وحسب مفعول مبدأ الدومينو وذلك بإنضمام ليس فقط أجزاء من غربي كوردستان ، بل مناطق هامة وغنية سواء من كوردستان،أو بعض المناطق العربية-السنية بين كوردستان ومحافظة نينوى

 

ما هو الشيء الذي يجب أن تقرأه في الساحة السياسية الكُردية ؟

علينا بذل المستحيل لكسر هيمنة واستبداد ب ي د في غربي كوردستان الذي أدى إلى إفراغ مناطقنا من الكورد وخلق تغيير ديمغرافي كبير وخطير وبالضد من مصلحة الكورد،علينا إعداد مشروع سياسي حول مستقبل غربي كوردستان وعلاقته الوثيقة مع إقليم جنوب كوردستان سواء بالإنضمام أو على شكل دولة فدرالية.

يجب خلق الظروف والمناخ لبروز شخصية سياسية محنكة وبراغماتية في غربي كوردستان يجمع بين دهاء ميكيافيللي والعبقرية السياسية للكاردينال الذكي ريشيليه وزير خارجية فرنسا في القرن السادس عشر.

اقصد بذلك خلق الأرضية لتشكيل دولة كوردية قوية في منطقة ساخنة وغير مستقرة تعاني من انقسامات ونزاعات عرقية ودينية يجب تغيير موازين القوى السياسية في غربي كوردستان ولصالح تيار الاستقلال وإلا خطر الفناء يهددنا على يد عصاة ومافيات قنديل.

حاوره: آراس شيخو

إعلام ENKS أوربا

التعليقات مغلقة.