المجلس الوطني الكوردي في سوريا

مفتي العراق : حينما اشتدت وطأة الظلم على الشعب الكردي نهض للاستفتاء تخلصاً من ربقة هؤلاء الظالمين

55

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)

بيان بخصوص الوضع العراقي الراهن

الحمد للّه رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم ، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد -: فيا أيها الشعب العراقي الكريم فإن عراقنا الجريح يمر في منعطف تاريخي خطير يمثل نتيجة لتراكمات السياسات الهوجاء التي قامت بها الحكومات المتعاقبة وبما حملته من أجندات لا تمتُّ الى الموروث الحضاري لهذا البلد بصلة من قريب أو بعيد ، ومن أخطر السمات التي اتصفت بها هذه الحكومات الطائفية المقيتة التي شتّتت لحمة هذا الوطن وأوقدت جذوة الأحقاد بين أطياف هذا الشعب والسمة الثانية التي دمرت البنية الوطنية والاجتماعية في هذا البلد هي التبعية المطلقة من قبل هذه الحكومات للغرب مرة وللشرق مرة فكانت الحصيلة دماراً شاملاً وأنهارَ دماءٍ تتدفق واضطهاداً مطبقاً وظلمات بعضها فوق بعض وما من بصيص أملٍ يرتجى من هؤلاء الحكام الذين ماعرفوا للانسانية حقها ولا للكرامةِ قدرها فالذي يحكم العراق فعلاً هم الساسة الإيرانيون من أزلامِ نظام ولاية الفقيه وعلى رأسهم قاسم سليماني وأذنابهُ من الميليشيات والعصابات التي استحلت الدماء وانتهكت الحرمات ولاتستطيع السلطات المتعددة في العراق أن تخالف لهؤلاء الرعاع أمراً فباسم الطائفية وباسم نصرة المذهب استبيحت المدن السنية فهدمت منازلها وأصبحت أثراً بعد عين وكل ذلك تحت ذريعة التحرير من سلطة الدواعش الأرهابيين الذين رضعوا هم والميليشيات الطائفية من ثدي نجس واحد وأما أبناء هذه المناطق المدمرة فقد أودع خيرتهم في ظلمات القبور أو غياهب السجون وشُرِّد الملايين منهم ولم ينحصر ظلمهم في جانب العرب السنة فقط وإنما شمل الشعب الكردي الذي استطاع أن يحافظ على أراضيه من هذه التوغلات بسبب المنَعَة والاستقلالية التي تمتع بها قبل الاحتلال وبعده فعمدوا إلى إيذائه بشتى الطرق التي يمكن أن تستخدمها هذه الحكومات ضد هذا الشعب الكريم فحاربوا الناس في أرزاقهم وقطعوا رواتبهم بحجج ٍ وذرائع لا تمتُّ إلى الحقيقة بصلة .

وبسبب هذا الطغيان وهذا الظلم المتجذر طالبت بعض الجهات السنية العربية بتكوين إقليم خاص بهم علّهم يتخلصون من بعض الظلم الذي سُلِّط عليهم ولا نعني بهؤلاء السياسين السنة المنخرطين في العملية السياسية فإن هؤلاء طالبوا بالاقليم لكي يتمكنوا من السيطرة على الناس وحكمهم وقد أثبتت الأيام أن هؤلاء قد باعوا قيمهم وأخلاقهم وكرامة أهلهم على حساب مصالحهم الشخصية ثم حينما اشتدت وطأة الظلم على الشعب الكردي نهض للاستفتاء تخلصاً من ربقة هؤلاء الظالمين فلو أقام الحاكمون العدل بين الناس وحفظوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم لما طلب بعض العرب السنة أقليماً ولا قام الشعب الكردي بالاستفتاء لتقرير المصير ولكنهم تمادوا في ظلمهم حتى إستغاث منهم الحجر والشجر واليوم لا نرى منهم إلا البكاء والنواح على وحدة العراق الذي ذبحوه من الوريد الى الوريد ونهبوا خيراته وسرقوا ثرواته وهجروا خيرة أهله والشعب العراقي من شماله الى جنوبه بمختلف أديانه ومذاهبه وإنتماءاته وقومياته يعيش في فقر مُدقع وخيرات هذا البلد أصبحت دُولة بين ثُلة من سياسيي الصدفة ومئات المليارات تحولت إلى أرصدةٍ في حساب هذه الثلة من المارقين .

فيا حكومة العراق ويا برلمانه لا تكثروا من النواح على وحدة هذا البلد فأنتم الذين فرقتموه وأنتم الذين هجرتم أبناءه وأنتم الذين دمرتم مدنه العامرة ولم تسمحوا بعودة الناس الى مدنهم المحررة لأن سيدكم القابع في طهران لا يرضى بذلك وجرف الصخر وأمثالها من المدن والقرى خير مثال على ذلك .

يا حكومة العراق وبرلمانه أنتم الذين شيدتم أركان الظلم في أرجاء المعمورة حتى جعلتم من العراقيين جماعات من الناس تستجدي أمام السفارات لكي تحصل على مستقرٍ لها ولولا الوقفة الأخوية للشعب الكردي الكريم الذي احتضن قرابة مليوني مهجر من هذا البلد لضاقت الأرض بما رحبت على هؤلاء ولأصبحوا طعمة لكلاب الميليشيات التابعة لإيران تحت مسمى الحشد الشعبي الذي تشكل لأضفاء الشرعية على جرائم هذه العصابات الطائفية المارقة فهل تعمدون اليوم الى محاصرة الشعب الكردي ومحاربته في رزقه بإغلاق منافذه الحدودية والجوية لأنه آوى إخوانه المهجرين وهل يستطيع العبادي وأزلام نظامه أن يفرضوا سيطرتهم على مطار النجف كما يرومون السيطرة على مطاري أربيل والسليمانية وهم يعلمون أن مطار النجف مسيطر عليه سيطرة تامة من قبل الأحزاب التابعة لإيران .

وأنتم ايها السياسيون ممن تدّعون أنكم تمثلون العرب السنة إعلموا أن أهل السنة والجماعة براء منكم إلى يوم القيامة ونواحكم الكاذب على وحدة العراق مكشوف زيفه وأنتم تجتمعون هذه الأيام لكي تتقاسموا المناصب التي سيحرم منها الساسة الكرد لكي تكون لكم وسائل لسرقة هذا البلد والعبث في مقدراته .

أيها العراقيون الغيارى تنبهوا لما يحاك لكم من مؤامرة خبيثة واحذروا أن تثقوا بهذه الحثالات من الذين لا يرقبون فيكم إلّا ولا ذمة واذكروا مافعلته معكم الحكومة على جسر بزيبز إذ منعتكم من دخول عاصمتكم ولا تنسوا من فتح أبوابه لكم من أخوانكم من الشعب الكردي فآوواكم بعد أن خذلكم حكامكم فأمنتم عندهم بعد أن كانت داعش والميليشيات القذرة يبغيان سفك دمائكم .
حفظ اللّه العراق وأهله من كيد الكائدين وغدر الغادرين إنه سميع مجيب .

وآخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الشيخ الدكتور رافع طه الرفاعي
مفتي الديار العراقية / الأمين العام للأمانة العليا للإفتاء
11/محرم/1439هـ
2017/10/1 م

التعليقات مغلقة.