المجلس الوطني الكوردي في سوريا

المجلس الوطني الكوردي…وتحديات مصيرية كبرى تتطلب الجدية والتفاعل مع الأحداث المتسارعة كوردياً…

59

تعتبر الأزمة السورية من أكثر الأزمات تعقيداً، من حيث عدم توصل إلى حلول لحل الخلافات ما بين السوريين أنفسهم، وكذلك ما بين الدول المتصارعة الكبرى المتحكمة بزمام الأمور فيها، ويعتبر الكورد أحد أسباب عدم الاستقرار في المنطقة.

فسنة 2018 سنة التقلبات والمفاجآت، واشتداد الصراع بين القوى الكبرى من أجل بسط النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، والسياسة هي المتربعة على عرش الصراع، فالكورد يعتبرون جزء أساسي فيها، لعدة أسباب

– عدد سكان الكورد الذي يتجاوز 50 مليون نسمة – والقوة الكوردية المؤثرة في المنطقة وخاصة بعد ان كان لهم دور في دحر تنظيم داعش الإرهابي- بالإضافة لأراضيهم التي تسيل اللعاب.

فالمجلس الوطني الكوردي حامل المشروع القومي الكوردي، الذي عمل منذ تأسيسه في حل القضية الكوردية ضمن سورية اتحادية فيدرالية تعددية لا مركزية عن طريق الحلول السياسية، أمام مرحلة صعبة..

وقد أردنا استمزاج آراء بعض الساسة الكورد في المجلس الوطني الكوردي

1-     كيف تحللون تسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط؟

2-     هل اوراق المجلس جاهزة للتماشي مع الأحداث؟

3-     كيف سيتعامل المجلس مع هذه التطورات المتسارعة؟

4-     هل سيحقق الكورد طموحهم في حل قضيتهم العالقة والشائكة؟

المجلس الوطني الكوردي يملك رؤية سياسية متوازنة وواقعية

فيما يخص بتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط تحدث الأستاذ…

محمد اسماعيل المسؤول الإداري للمكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا وعضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكوردي، حيث قال: « ان تسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بالأخص منها الأوضاع الصعبة والمتأزمة في سوريا واستمرارها لأكثر من سبع سنوات، من القتل والتدمير والتهجير والتشريد .. حيث أصبحت سوريا ساحة مفتوحة للصراعات الدولية والإقليمية، التي عملت على ضخ المجموعات المسلحة اليها، وبمساهمة من النظام لتنفيذ اجندات تلك الأطراف، ومحاولة النظام على حرف مسار الثورة السورية السلمية الى منزلقات القتل والتدمير، ومع الاقتراب من نهايات الحرب فيها، يتسارع كل طرف الى تنفيذ ما تبقى من أجنداتها في مجال التصفيات والتدخلات، مما أدى الى خلق شعور بان الأوضاع متسارعة، لكنها مجرد استعجال لتحقيق اكبر قدر من التواجد والأدوار قبيل الانتهاء من الملف الإنساني والدخول الى ملف الانتقال السياسي لضمان مصالحها على حساب معاناة الشعب السوري. كما انه يوجد هناك بوادر من الدول المؤثرة بالأخص روسيا وأمريكا لوضع دستور كخطوة نحو الحل السياسي او كل منهما يسعى الى تشكيل إدارة في مناطق نفوذه، لتعزيز تواجده وضمان مصالحها، سواء بشكل الادارة او توفير الحد الأدنى من مستلزمات العيش او تشكيل قوة عسكرية لضبط الأوضاع او حرس الحدود ».

تابع اسماعيل: « المجلس الوطني الكوردي في سوريا يعمل كل ما بوسعه للتواصل مع الأطراف المؤثرة في العملية السياسية في سوريا، وكذلك ضمن المؤتمرات الدولية ذات الشأن بالأخص منها بإشراف دولي وأممي لشرح وجهة نظره ورؤيته لمستقبل البلاد، وشكل الانخراط في العملية السياسية والإدارية والعسكرية الممكنة وفق المصلحة العليا لشعبنا وقضيتنا القومية التي ناضلنا ونناضل من اجلها ».

أضاف اسماعيل: « كما ان المجلس منفتح على كافة الاطراف الدولية المؤثرة بالأخص روسيا وأمريكا، وكذلك منفتح على كافة اطر المعارضة الوطنية السورية، وجزء منها في المحافل الدولية، وممثل في هيئة التفاوض كما هو مشارك في مناقشة كافة الأوراق والوثائق المعتمدة والمقترحة من الاطراف الدولية، ويبدي رأيها وفق المصالح العليا للشعب السوري وشعبنا الكوردي بشكل خاص من ورقة لندن او البنود الاثني عشر لديمستورا او الورقة المقدمة من قبل المجموعة الدولية الخمس امريكا فرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن وغيرها… اضافة الى لقاءات المجلس بشكل مباشر مع كل من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول ذات الشأن. لضمان المشاركة في الحالة السياسية العامة في البلاد كممثل للشعب الكوردي وقضيته العادلة ضمن اي شكل من أشكال الادارة المقترحة او القوة الأمنية وفق الخصوصية الكوردية ».

أكد اسماعيل: « ان المجلس الوطني الكوردي يمتلك رؤية سياسية متوازنة وواقعية تلقى قبولا لدى كافة الاطراف الدولية لانسجامها مع العهود والمواثيق الدولية، ولدينا عمق اجتماعي وجماهيري نتيجة النضال المتواصل لعقود من الزمن، ويمثل المجلس معظم القطاعات المهنية والفئات الاجتماعية وكوادر مجتمعية، اضافة الى امتلاكه لقوة احتياطية وهم بيشمركة روز الذي تم تأهيلهم بمهنية عالية لحماية شعب كوردستان سوريا  فقط وليس لتنفيذ الاجندات ».

الكورد شركاء في سوريا المستقبل…..

تحدث فيصل يوسف المنسق العام لحركة الإصلاح وعضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكوردي، حيث قال: « طالما كانت منطقة الشرق الاوسط ساحة للصراعات الدولية في القرن الماضي وتمت تسويتها عبر اتفاقيات ومعاهدات بين الدول المتحاربة وفقا لموازين القوى ومقاساتها ومصالحها على حساب الشعوب المقهورة دون مراعاة لحقوقها ومصالحها، واستمرت هذه الحالة الى القرن الحالي بانتصار  منظومة الدول التي تتبنى الاقتصاد الحر في مناهجها وعلاقاتها وانهيار منظومة الاتحاد السوفيتي والدول الحليفة معها ( الشيوعية)، حيث بقيت الولايات المتحدة الامريكية القطب الاوحد في العالم، وهي التي تستأثر بزمام الامور، وتطرح المشاريع التي تخدم سياساتها- وامنها القومي – واعلنت لواء الحرب على الارهاب الذي كان مصدره الرئيسي منطقة الشرق الاوسط. وهكذا تعاملت من هذا المنظور مع الثورات التي جرت في بعض دول المنطقة بأولوياتها واستراتيجيتها.  ضاربة عرض الحائط ما كانت تدعي به من اهمية احترام مبادئ حقوق الانسان ونشر الديمقراطية …..!! ».

تابع يوسف: « وفي هذا المنحى شاركت دول عديدة التحالف مع امريكا بحربها على الارهاب، كي تبقي لها موطئ قدم في مستقبل المنطقة، وثمة محاور جديدة تتشكل وفقا للتقسيمات الطائفية، وتحاول كلا منها الدفاع عن اهدافها بمؤازرة الدول الكبرى بحيث ان الاحداث تتسارع وفقا لذلك. وشكلت سوريا وثورتها نموذجاً لشكل تعامل الدول الكبرى معها على مبدا الغاية تبرر الوسيلة، دون اعارة الجانب الانساني او الاخلاقي ادنى اهتمام. بحيث ان سوريا باتت ملعباً لصراعات اقليمية ودولية، وتدير الازمة وتطيل من عمرها لحين الوصول لغاياتها – الامن قومية الخاصة بها- وباعتبار ان الكورد هو مكون رئيسي من الشعب السوري فقد  تأثر هو ايضا بحيثيات الازمة من كل النواحي ».

وفي ما يخص المجلس أردف يوسف قائلاً: « بالحكم على مآلات الامور في البلاد فان المجلس الوطني الكوردي الذي تبنى النضال السياسي الديمقراطي سبيلاً للحل في البلاد، وايجاد حل ديمقراطي للقضية الكوردية في سوريا وطرح تصوره بان الشكل الافضل والامثل لسوريا بان تكون دولة تعبر عن واقعها المتعدد قومياً ودينياً بنظام حكم ديمقراطي فيدرالي يتمتع فيها الجميع بحقوقهم، وتموضع مع باقي قوى المعارضة الوطنية التي اتفقت معها في هذه الرؤى، وليس من قبيل المبالغة القول بان اوراق المجلس مازالت تحتفظ بقوتها المؤثرة في سياق قرارات مجلس الامن والحلول السياسية المطروحة ».

أضاف يوسف: « شارك المجلس الوطني الكوردي في معظم المؤتمرات التي جرت تحت اشراف الامم المتحدة ولقاءات المعارضة، ويتواصل مع الدول المؤثرة بالقرار حول سوريا، ناقلاً تصوراته حول الحل السوري العام والقضية الكوردية اضافة الى ان المجلس له احترامه الملموس بين الوسط الجماهيري الكوردي في سوريا ».

تابع يوسف: « اعتقد ان اي حل في سوريا لابد ان يكون الكورد شركاء في انتاجه وإلا سيبقى ناقصاً، واصبحت القضية الكوردية احدى القضايا الرئيسية على اجندة الساعين لإيجاد الحلول للازمة الحالية في البلاد ».

المجلس الوطني الكوردي يحقق طموحات الكورد في كوردستان سوريا….

تحدث محمد علي ابراهيم عضو مكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حيث قال: « لأهمية واستراتيجية منطقة الشرق الاوسط من حيث موقعها الجغرافي حيث صلة الوصل بين اوروبا واسيا، ومخزونها النفطي الهائل، جعلت منها موضع اهتمام واطماع القوى الكبرى في العالم منذ القدم خاصة بعد بداية الربيع العربي، والتي دخلت الى العديد من الدول العربية وازاحت الستار عن مرحلة لأنظمة شمولية دامت عقود من الزمن، وبدأت بتغيير تلك المرحلة والدخول الى مرحلة جديدة اتسمت في البدء الثورة على الطغيان، الا انها اختلفت تلك الثورات من بلدٍ الى اخر من حيث القوى الفاعلة والمؤثرة داخلياً وخارجياً، ومواجهتها من قبل الانظمة الحاكمة، وتدخلات الدول الاقليمية والدول الكبرى ومصالحها، والتي تجلت بشكل واضح في سوريا حيث اصبحت مسرحا لصراع تلك القوى من اجل حماية مصالحها والتي ادت الى اطالة حكم النظام وخذلان الشعب السوري وبات مستقبل الوضع السوري رهينة توافقات وتفاهمات امريكية وروسية وبات الوضع على المحك اكثر من اي وقت مضى وازدادت التعقيدات وتطورت الى المواجهة في بعض حالاتها ادت الى اسقاط طائرة اسرائيلية واخرى ايرانية والاصطدام بين الميليشيات التابعة للنظام وبين قسد والتدخل الامريكي بالقصف وارسال اكثر من رسالة لأكثر من طرف واخذتها على محمل الجد مما يوحي ان الخوف من استمرار هذا الوضع المتداخل والمتأزم قد يؤدي مواجهات بين القوى الخارجية على الجغرافيا السورية ولإبعاد هذا الشبح من الممكن الدخول في مسار الحلول بجدية اكثر من اي وقت مضى ».

تابع ابراهيم: « وما القرار الذي توصل اليه مجلس الامن بالإجماع حول الهدنة في سوريا عامة وفتح ممرات انسانية دليل جدية اكثر لنوايا القوى الفاعلة في الازمة السورية واعتقد ان الوضع السوري قد دخل فصله الاخير. جميع السوريين بأعراقهم وأثنياتهم ومذاهبهم يتأثرون بالمتغيرات على الساحة السورية التي حدثت وستحدث في المستقبل سلباً ام ايجاباً. والمكون الكوردي الذي نسبته 15% من سكان سوريا ويمثل المجلس الوطني الكوردي حيزاً كبيراً من هذه النسبة  خيّر الانضمام الى المعارضة السورية التي لاقت الدعم والتأييد من معظم دول العالم. وفي السنوات الاخيرة سلبت منها الارادة والقرارات وباتت بيد القوى الفاعلة من الدول كما هو حال النظام ».

اضاف ابراهيم: « يتحرك المجلس الوطني الكوري في هذا الوسط من المعارضة والتي تحمل في طياته البعض من الذهنيات الشوفينية العنصرية الموروثة والدينية ايضا. مما يزيد العبء على مهام المجلس الذي يتطلب منه ايصال رسالته الى الداخل السوري بمختلف اطيافه ومكوناته، والعمل من اجل تقبل القضية الكوردية لدى الاوساط العربية وغيرها من المكونات، وخارجيا يمتلك المجلس العديد من القنوات للعمل من خلاله لإيصال صوت المجلس، وعلى اعقاب التباينات بين المجلس والائتلاف حول الوضع في عفرين، كثف المجلس من اجتماعاته على مستوى رئاسة المجلس ولجنة العلاقات، وترتيب جولة عمل مكثف لتوضيح الموقف الكوردي، وكسب تأييدهم للقضية الكوردية في كلٍ من امريكا والبعض من الدول الاوربية، استطاع المجلس ومن خلال تواجده في الائتلاف ان يثبت حضوره على المستوى الدولي والاقليمي كممثل للشعب الكوردي لدى تلك الاوساط بالرغم من بعض المآخذ على اداء المجلس والذي احيانا خارجة عن الطاقة ».

تابع ابراهيم: « تأسس المجلس من اجل البحث والعمل وبكل السبل الممكنة لتحقيق طموحات الشعب الكوردي في كوردستان سوريا منذ بداية الثورة السورية، عمل جاهدا من اجل توحيد الصف الكوري في كوردستان سوريا، وفي هذا المجال انجز اتفاقيتي (هولير + دهوك) برعاية الرئيس مسعود البارزاني، ولايزال المجلس على استعداد بتنفيذه، وخلق الارضية اللازمة لها، هذا على الصعيد الكوردي. اما على صعيد  المعارضة والائتلاف سيعمل المجلس في الاستمرار على ثوابته القومية والوطنية، ويرفض المواقف التي تسيئ الى تلك الثوابت، ومن جهة اخرى سيتواصل المجلس مع المجتمع الدولي وبطرق جميع الابواب الممكنة، والتفاعل مع كل المتغيرات التي من شأنها جلب المكاسب للقضية الكوردية ».

أكد ابراهيم: « انه لا يمكن تحقيق السلم والامان والديمقراطية في البلاد بمعزل عن ايجاد حل عادل للقضية الكوردية. التي اضحت من احدى القضايا الشائكة التي لازمت الحركة السياسية منذ تأسيسها على مدى عقود من الزمن، ولاقت الرفض والتهميش من الانظمة المتعاقبة على سدة الحكم في دمشق ».

لذلك نرى ان الاستقرار في سورية لن يتحقق بمعزل عن استقرار القضية الكوردية، فالكورد جزء اساسي في حل الأزمة السورية، ويتطلب من المجلس الوطني الكوردي كما يتحرك خارجياً ان يتحرك داخل البيت الكوردي، لتوحيد الصف والكلمة، فهذا واجب عليه لانه حامل المشروع القومي الكوردي….

عزالدين ملا …..

التعليقات مغلقة.