المجلس الوطني الكوردي في سوريا

مصطفى جمعه : تركيا تريد انهاء بروز الحالة الكوردية في كوردستان سوريا

82

في حوار حصري لموقع المجلس الوطني الكوردي مع القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-  سوريا مصطفى جمعه حول الأحداث الاخيره في كوردستان سوريا حيث اكد ان  تركيا تريد انهاء بروز الحالة الكوردية في كوردستان سوريا ، بغض النظر عن أي أمر آخر . ربما تقايض تخفيف الضغط على شرق الفرات باحتلال منبج ، رغم صعوبة ذلك بسبب الوجود العسكري الأمريكي والفرنسي هناك ، ولكن طموحها لا تقف عند هذا الحد .

واضاف ان تركيا في الحقيقة ، مصابة بفوبيا تطور وتقدم القضية الكوردية ، بسبب انعكاسات هذه القضية على أوضاع كوردستان الشمالية ، وأثرها على الوضع الداخلي التركي ككل ، ولهذه الأسباب تدخلت في شؤون إقليم كوردستان العراق ، ووقفت الى جانب الحكومة المركزية والحشد الشعبي في سيطرتها على المناطق المتنازع عليها ، وخاصة كركوك .
وأعتقد أنها ستقدم تنازلات كبيرة لروسيا وأمريكا في المستقبل ، وتراوغ في إظهار دورها الذي لا غنى عنه في المسألة السورية ، خاصة في إدلب وبعض المناطق الأخرى ، من أجل كسر الطموح السياسي الكوردي ، وهذا يرضي النظام أيضا .
أما القصف المدفعي المتقطع لبعض مناطق روج آفا ، فهدفه زرع الخوف من جهة ، و”خربطة” أوراق التعاطي مع الملف السوري عامة ، والكوردي خاصة ، لصالح تقوية دورها في ترتيبات الوضع السوري .
وتابع جمعة قائلا انه وحسب المعطيات الحالية ، فأن اجتياح تركيا لشرق الفرات مؤجل الى إشعار آخر ، بانتظار اكتمال التوافقات والتفاهمات مع الأطراف المعنية بالوضع السوري ، وخاصة روسيا وأمريكا . ولا اعتقد أن تركيا ستقبل بوجود إدارة كوردية أخرى على حدودها الجنوبية ، في الوقت الذي تعمل على تقويض كل التطلعات الكوردية أينما برزت ، ومن هذا المنطلق فإن اجتياحا تركيا سوف يحصل في المدى المنظور ، عندما تكتمل خيوط اللعبة القذرة ، خاصة وأن مصلحة النظام في دمشق تتقاطع مع مصلحة تركيا في هذا الأمر ، باعتبار أن النظام يتوجس من الحالات الداخلية المنظمة كورديا كان أم عربيا ، أما الاحتلال فيمكن التفاوض على خروجه فيما إذا دخلت الحلول السياسية بالنسبة الى سوريا موضع البحث الجدي .
ومن ناحية موقف نظام  الاسد بهذه الأحداث قال جمعه :
حتى الآن ليس هناك اتفاق مع النظام لتسليمه المناطق الكوردية ، ولن تستطيع “الإدارة الذاتية” الإقدام على هذه الخطوه بوجود القوات الأمريكية في المنطقة ،ومن ناحية حفر الخنادق  فهي من أجل رفع المعنويات ، وبهدف الدفاع ضد الهجوم التركي إن حصل . ومن المؤسف أن منظومة ب ك ك وتوابعها ، توفر الذرائع دائما للتدخل التركي ، ولم تتعظ يوما من التجارب السياسية والعسكرية ، وكل همها التفرد والتسلط والهيمنة على مقدرات الساحة الكوردية ، والاستفراد بقرار الحرب والسلم ، وإن فشلت فتسلم الأمر لأعداء القضية الكوردية ، مثلما حصل في باكور وعفرين وشنكال .
وردا على سؤال مراسلنا حول الخطوات المطلوبة من ما تسمى الذاتية رد جمعه قائلا :

أعتقد أن الزمن قد فات على التفاهمات السريعة ، ومع ذلك تتطلب خطورة الوضع من” تف دم” في هذا الوقت الحساس ، أن يقدم بسرعة على الخطوات التالية :
– إصدار بيان صريح وواضح ودون لبس أو غموض ، بقطع العلاقة مع قنديل ، وإلغاء كافة مظاهر الانتماء الى منظومة ب ك ك لسحب الذرائع والحجج من الموقف التركي .
– إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجون ب ي د ، والسماح بفتح مكاتب المجلس الوطني الكوردي والأحزاب المنضوية فيه ، وحرية العمل السياسي لجميع الأطراف ، وذلك بهدف توفير أرضية اللقاء والتفاهم على الخطوات الواجب اتباعها لإعادة الحيوية الى الوضع الكوردي وفق المصلحة القومية .
– العمل بناءا على الخطوتين السابقتين إلى اجراء اللقاءات والحوارات البناءة وصولا الى إعادة النظر في شكل الإدارة الذاتية القائمة ، وإعادة بنائها على قاعدة المصالح العليا الكوردية حسب التفاهمات الجديدة ، وأعتقد أن من هاجر أو تم تهجيرهم في ظل فلسفة “الأمة الديمقراطية” سيعودون الى وطنهم ويخدمون قضيتهم بوجود المشروع السياسي المتفق عليه جماعيا .
– عودة بيشمركة روج الى وطنهم والانخراط في الحالة الجديدة وفق المعايير التي تم الاتفاق عليها ، وإعادة بناء المنظومة العسكرية في كوردستان سوريا ، بهدف الدفاع عن أمن وسلامة الشعب الكوردي وحقوقه القومية المشروعة ، وليس في استجرار الحروب الى ديار الكورد ، أو خدمة أجندات الغير .

وتابع جمعه قائلا :
لاشك أن المجلس سيكون له موقفه السياسي الواضح في حال أقدمت تركيا على شن هجوم على كوردستان سوريا  ، ولا بد أنه سيقوم بما يتوجب عليه من دفاع عن الشعب والقضية وفق الامكانات المتاحة أمامه ، وعدا ذلك لا ينفع أي تبرير أو عذر في هذه المرحلة .
وردا على سؤال مراسلنا حول تكرار سيناريو عفرين في مناطق شرقي الفرات في حال حدوث اي اجتياح تركي أجاب
بالتأكيد  في حال حدث الاجتياح  ، لأن تركيا لن تكتفي بعدوانها فقط ؛ بل ستدخل المجاميع المسلحة الى المنطقة ، وتعمل أيضا على استكمال التغيير الديمغرافي الذي بدأ به النظام سابقا ، و ب ي د في السنين الأخيرة أيضا . والتغيير الديمغرافي هذه المرة سيكون كارثيا وسيطال كل الشمال السوري الكوردي ، وستتحول هذه المنطقة ، بالتأكيد ، الى خنجر في خاصرة إقليم كوردستان ، وهو هدف تسعى له تركيا ، لتقويض طموح الدولة الكوردية .

حاوره : زيوار الاحمد

اعلام enksتركيا

التعليقات مغلقة.