المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أكرم ملا:قصة غير سياسية ..لكن العبرة منها سياسية.

51

خلال عملية سطو في مدينة نيويورك الأميركية، بمجرد أن دخل اللصوص إلى البنك صرخ أحدهم موجهاً الكلام إلى الموجودين داخله:” لا تتحركوا المال ملك الدولة، ولكن حياتكم ملك لكم”، فاستلقى الجميع بكل هدوء على الأرض، وهذا ما يسمى”مفهوم تغيير الطريقة التقليدية في التفكير” ، أي تغيير تفكير الناس من محاولة الدفاع إلى الصمت والتخاذل.
استلقت إحدى الفتيات بشكل فاضح على طاولة، فصرخ اللص في وجهها:” رجاء أظهري بعض التحضر فهذه سرقة وليست اغتصاباً “، وهذا ما يسمى أن يكون الإنسان محترفاً في عمله، ويركز فقط على خطته من دون الإلتفات إلى أي أشياء أخرى.
عاد اللصوص إلى مقرهم، فقال اللص الأصغر سناً:” يا زعيم دعنا نعد ما سرقناه”، فنهره الزعيم وقال له:” أنت غبي، هذه أموال كثيرة، وستأخذ وقتاً لعدها، الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا ”. وهذا ما يسمى “الخبرة”، ففي هذه الأيام الخبرة أهم بكثير من المؤهلات الورقية والشهادات التي حصل عليها الإنسان.
اثناء اختفاء اللصوص، قال مدير البنك لمدير الفرع:” اتصل بالشرطة”، لكن مدير الفرع قال وبنظرة خبيثة :” انتظر، دعنا نأخذ عدة ملايين من الدولارات من الودائع ونحتفظ بها لأنفسنا”! هذا يسمى السباحة مع التيار، وهي تحويل وضع غير مواتٍ لصالحك دائماً.
فقال المدير في نفسه” سيكون الأمر رائعاً إذا تعرضنا للسرقة كل شهر”.
في اليوم التالي ذكرت نشرات الأخبار أنه تم سرقة 100 مليون دولار، فأخذ اللصوص يعدون النقود كثيراً، وفي كل مرة يجدون المبلغ 20 مليوناً فقط، فغضب اللصوص قائلين: كيف نغامر بحياتنا من أجل 20 مليون دولار فقط، بينما يحصل مدير البنك على 80 مليون دولار دون أن تتسخ ملابسه” يبدو أن من الأفضل أن تكون متعلماً بدلًا من أن تكون لصاً، وهذا ما يسمى”المعرفة تساوي قيمتها ذهباً “
مدير البنك يبتسم سعيداً لأنه غطى خسائره في سوق الأسهم بهذه السرقة، وهذا ما يسمى” اقتناص الفرص”، الجرأة على القيام بالمخاطرة!
مغزى القصة: إن اللصوص الحقيقيين هم غالباً ذوو المناصب العالية ومن وراءهم سياسيون كبار ، لكنهم لصوص بشهادات.

التعليقات مغلقة.