المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عزالدين ملا: الشعب الكوردي في كوردستان سوريا ..العام الجديد… والمستقبل الغامض

58


مع نهاية عام ٢٠١٨ وحسب المحللين السياسيين، وما يحدث الآن من تسارع في الاحداث على الساحة الدولية عن ايجاد حلول جذرية للحل في سوريا، سيكون عام 2019 البداية لإنهاء معاناة السوريين بشكل عام، أما بالنسبة لكوردستان سوريا وما تتعرض له من تهديدات كبيرة من قبل تركيا من طرف ومن قبل النظام من طرف آخر، يضع الحركة الكوردية أما مفترق طرق، إما توحيد الصفوف والرؤية الكوردية لمواجهة تلك التهديدات، أو الرضوخ وجعل المنطقة الكوردية امام مستقبل مجهول.

١- ما قراءتكم السياسية لما يجري الآن حول التناغم بين التهديدات التركية للمناطق الكوردية والتصريحات الأمريكية؟

٢- كيف ترون تلك اللقاءات التي تجري الآن بين المجلس الوطني الكوردي وبعض الدول الكبرى؟

٣- ما تحليلكم حول التصريحات الاعلامية عن قرب دخول قوات بيشمركة روج؟

٤- كيف تقرؤون اعلان ترامب المفاجئ بداية انسحاب قوات الامريكية من سوريا؟

٥- ما الحلول أمام الحركة الكوردية لمنع حدوث أي معاناة أخرى في مناطقهم؟

٦- كيف تنظرون سياسياً لعام ٢٠١٩ ؟

تحدث عبدالرحمن آبو عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا ، حيث قال: « تشهد الساحة السورية عامة الكوردية تطورات درامتكية سريعة جدا، تحاول الدول المعنية بالساحة السورية حصر الصراع وانتزاعه من يد قوى الفوضى التي اتت بها في مرحلة الفوضى، والعمل على إنهاء أدوارها بعدما عملت المطلوب والموكلة إليها بكل أمانة من دمار وتخريب وقتل وفساد، السياسة الدولية تحكمها المصالح، وما يجري في ساحة كوردستان- سوريا من تناوب في الادوار ما هو الا السير نحو الحلول النهائية للأزمة السورية عامة والكوردية خاصة وفقا لمصالحها، تركيا هي شرطي أمريكي بامتياز، ما يوكل لها يتم تنفيذه بالمطلق ».

تابع آبو: «في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الكوردية حراكاً جماهيريا وسياسيا ودبلوماسيا. المجلس الكوردي هو العنوان العريض لهذه الحالة، وحامل لواء المشروع القومي الكوردي بدون منازع. من المهم جدا أن يتحرك وفق المسؤوليات القومية الملقاة على عاتقه.فكل تلك اللقاءات تدخل في مسعى المجلس لتثبيت الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي وفق الديمقراطية للبلاد والفدرالية لكوردستان سوريا ».

اضاف آبو: «قوات البيشمركة تأسست لأجل الرجوع إلى كوردستان سوريا، وواجهتها السياسية المجلس

الكوردي، وهي على أهبة الاستعداد للدخول إلى أرض الوطن متى ما توفرت الأرضية من قرار سياسي دولي وموافقة الرئيس مسعود بارزاني، وانتشارها سيكون من عفرين الى ديريك وفقا لتوافقات دولية، وانتشارها حسب قناعتي سيكون في المدى المنظور. وعلى المجلس بذل جميع امكاناته الدبلوماسية عبر الضغط على الدول الكبرى المعنية بالأزمة السورية ».

عن سؤالنا بالعام الجديد أردف آبو: « نحن على أمل بترتيب البيت الكوردي، ورص الصفوف لمواجهة التحديات. اعتقد عام ٢٠١٩ سيكون حاسما وحساسا للغاية، سيكون عام انتقال سياسي وميداني، وبينهما ستكون هناك مفاجآت كبيرة وآلام ومعاناة، وبها ستكون نهاية الأزمة السورية عامة والكوردية خاصة.آمل أن نكون على قدر المسؤولية، فالمستقبل القريب لنا، لخط الكوردايتي، نهج البارزاني الخالد».

في النهاية اضاف آبو: «اعتقد ان قرار الرئيس الأمريكي هو عبارة عن موقف إعلامي ليس إلا، قرار الانسحاب يخضع لعدة اعتبارات ومقاييس عسكرية، معظمها لم يتم إنجازها، هناك الوجود العسكري الإيراني والروسي، قد يتم إعادة انتشار القوات الأمريكية، وقد يتم سحب بعضها، إلا ان قواعدها باقية لأمد طويلة ».

تحدث لقمان أوسو عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حيث قال: «بعد صراع دولي وإقليمي طويل على سوريا أخذت بعض الخيوط الجديدة تتكشف وتندرج نحو مسارات جديدة تحمل في طياتها المزيد من التعقيدات والمخاطر، وخاصة على المناطق الكوردية في كوردستان سوريا، بعد أن تراوحت العملية السياسية في مكانها ».

تابع أوسو: «بكل تأكيد هناك تناغم بين التهديدات التركية وقرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من مناطق شرق الفرات بحكم التحالف القديم بينهما. فالتهديدات التركية ليست جديدة ستستمر طالما هناك شعب كوردي يناضل من أجل حقوقه المشروعة كشعب يعيش على أرضه التاريخية، وتأتي هذه التهديدات تحت مسمى محاربة ارهاب PYD جناح PKK وخطره على الامن القومي التركي، أما فيما يتعلق بقرار الرئيس الامريكي بالانسحاب من شرق الفرات فيأتي في سياق اعادة ترتيب الاوضاع من جديد والبدء بتنفيذ مشروع امريكي غير واضح المعالم في المنطقة وفق توافقات دولية والشعب الكوردي في كوردستان سوريا ..العام الجديد… والمستقبل الغامض إقليمية ».

اضاف أوسو: «ديبلوماسية المجلس الوطني الكوردي في سوريا متواصلة منذ بداية تأسيسه في طرح رؤيته السياسية في المحافل الدولية حول حل القضية الكوردية في سوريا وشكل المشاركة في بناء سوريا المستقبل، فازدياد اهتمام تلك الدول بالمجلس في الآونة الأخيرة ملفت للأنظار، ويستشف من ذلك بأن هناك مرحلة جديدة بدأت، ومن الطبيعي ان يرافق ويتزامن معه وجود قوات بيشمركة روج على الأرض كقوة عسكرية تابعة للمجلس لمساندته وحماية كوردستان سوريا وشعبها من المخاطر التي تتربص بها ».

أكد أوسو: ان « الوجود الأمريكي في سوريا هو للدفاع عن مصالحه الاستراتيجية وأمنه القومي، وقد حدد أهداف وجودهم بمحاربة داعش، ومنع التواجد الإيراني والميليشيات التابعة لها في سوريا، بالإضافة الى الوصول بالعملية السياسية الى النهاية في جنيف حول سوريا، ومن خلال نظرة متأنية على ما حدث

فإن امريكا لم تحقق اي هدف من أهدافها لذلك نرى أن القرار هو عبارة عن رسالة انذار للقوى الفاعلة في سوريا ”روسيا وايران وتركيا“، بان البديل هو حرب اقليمية في محاولة منها لفرض شروطها وارادتها في صياغة تسوية سياسية محتملة في هذه المنطقة ».

تابع أوسو ايضا: «لا شك ان الشعب الكوردي في كوردستان سوريا معرض للمخاطر من كل حدب

وصوب وما زاد من تلك المخاطر استفراد ال PYD في المنطقة الكوردية، والانسحاب الأمريكي من شرق الفرات ينذر باندلاع حرب كارثية متعددة الأطراف على أرض كوردستان، ويكمن الحل: ”ترتيب البيت الكوردي من جديد وذلك بعودة ال PYD إلى الصف القومي والتمسك بالمشروع القومي الكوردي الذي يتزعمه الرئيس مسعود البارزاني، هي الضمانة والسد المنيع، والمشاركة الكوردية الفعالة في العملية السياسية في جنيف من خلال رؤية المجلس السياسية حول القضية الكوردية وشكل سوريا المستقبل، والتمسك بثوابتها لإنهاء معاناة الشعب السوري بكافة مكوناته ».

اضاف أوسو أيضا: «سيكون المشهد العام في عام 2019هو استكمال الترتيبات الغربية لهذه المنطقة

والتي توحي بأنها لم تنته بعد، فالمنطقة مقبلة على المزيد من الانشطار والحروب النازفة لطاقات المنطقة والتي تؤدي الى المزيد من الكوارث البشرية التي تكون ذريعة لإعادة ترتيب المنطقة بعد اضعافها واستنزافها ».

تحدث منال حسكو- سياسي- حيث قال: « أعتقد نحن الآن نطرح تساؤلات فقط وليس هناك شيء واضح في الاستراتيجية الامريكية، ولهذا لا نستطيع ان نتكهن بما يخطط له ولكن ومن دون ادنى شك اميركا لن تتخلى عن مصالحها، وبالرغم من كل التصريحات فإن التحالف الاميركي التركي قائم على الاقل في الوقت الحاضر ».

تابع حسكو: «منذ بداية الازمة السورية والمجلس الوطني الكوردي عمل ما بوسعه من الناحية الدبلوماسية، وجميع اللقاءات كانت من اجل ان يكون الشعب الكوردي جزء من الحل في سوريا الجديدة، وأعتقد بأنهم نجحو لحد ما في سياستهم هذه بالرغم مما واجهوه على الأرض على يد الـ  PKK».

بخصوص التصريحات حول دخول بيشمركة روج، أضاف حسكو: «قد نسميها تصريحات اعلامية، ولكنني اعتبرها حقيقة لابد منها، لأن بناء ”بيشمركة روج“ كانت ومازالت من أجل حماية الشعب الكوردي في كوردستان المحتلة من طرف سوريا وهذا ما سيحدث آجلا أم عاجلا ».

وعن سؤالنا عن الحلول أمام الحركة الكوردية لمنع حدوث أي معاناة أخرى اردف حسكو: «أعتقد هذا

السؤال بالذات يتوجب على كل كوردي أن يتوجه به لقادة قنديل الذين كانوا ومازالوا الحاجز والعائق الأساسي أمام توحيد الصف الكوردي، ولكن الكل يعلم من دون وصول الحركة الكوردية لاتفاق لا يمكن التحدث عن أي أنجاز في المستقبل، على العكس ونتيجة سياسات الـ pkk لا أستبعد أن يتعرض بقية المدن الكوردية لما تعرضت له عفرين وهذا مالا نتمناه ».

تابع حسكو ايضا: «سيكون عام ٢٠١٩ تحصيل حاصل لما صرحت به الادارة الامريكية سابقا من الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، وسوف نشهد الكثير من التغيرات وبعض الحلول لا أستبعد أن تكون لصالح القضية الكوردية ».

بخصوص اعلان ترامب عن انسحاب القوات الأمريكية، اضاف حسكو: «هنالك مدة زمنية قد تصل الى مئة يوم، وانا اعتقد بانه قد تم تسوية أو تفاهم ما بين أمريكا ودول التحالف وتركيا، ولا استبعد ان يكون للروس أيضاً علم بهذه التفاهمات. من هنا، لا اعتقد بانه قرار بالانسحاب، بل هي النقطة الأولى نحو الحل الذي سنشهده في العام المقبل ».

تحدث هشيار عمر لعلي- ناشط سياسي- حيث قال: «بالنسبة للحديث في الشارع

الكوردي عن محاولات من قبل الاطراف الدولية لفتح الطريق امام دخول ”بيشمركة روج“، ولإنهاء تلك الذريعة التي تتعمد تركيا من خلالها لاجتياح المناطق الكوردية اعطت ارتياحا لديهم. والحجج التركية واهية وكأن القوات الموجودة هي قوات تريد انشاء دولة كوردية، وتركيا لا تسمح بإنشاء تلك الكيان على

حدودها وكأن دخول قوات بيشمركة روج هي لصالح تركيا لذلك عند دخول قوات روج ستتوقف تركيا عن الاجتياح. أظن ان هناك تناقضا في هذه المسألة فقوات روج هي قوات كوردستانية هدفها هي حماية كوردستان وشعب كوردستان من اي هجوم محتمل يحاول النيل من كوردستان او شعب كوردستان. أما قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة حاليا في المناطق الكوردية والمناطق الاخرى هي ليست قوات كوردية وهي قوات خليط من الكورد والعرب وهي ليست لحماية المناطق الكوردية، بل هي قوات تعمل لصالح بعض الاجندات الاقليمية ».

تابع لعلي: «لا أظن هناك تناغم بين أمريكا وتركيا بهذا الخصوص, امريكا دولة كبيرة مصلحتها فوق الجميع، وحتى الآن انشأت العديد من القواعد في مناطق شرق الفرات، ولا اظن بانها ستترك هذه المناطق الحيوية المليئة بالبترول والغاز لتركيا او لأية دولة اخرى ».

أما بالنسبة للقاءات المجلس الوطني مع بعض الدول الكبرى أردف لعلي: «هي لقاءات جيدة سياسيا على

مستوى القضية الكوردية في سوريا، ولكن لم تأتي بنتائج ملموسة على الارض لصالح القضية الكوردية،-

عفرين نموذجا ».

اضاف لعلي: «لا اظن بان القوات المسيطرة على كوردستان سوريا، أن يسمحوا بدخول ”بيشمركة روج“

في هذه المرحلة إلا إذا فرضت عليهم القوات الامريكية ذلك، وهذه هي الطريقة الوحيدة لدخول قوات بيشمركة روج الى مناطقهم وحماية الشعب الكوردي من هذا التشرد والتشتت الذي حلّ بالكورد نتيجة ممارسة الضغوط السياسية والاجتماعية والاقتصادية بحق شعبنا، فوقفت الحركة الكوردية مكتوفة الايدي تجاه هذه الممارسات، فـ ”القوة الوحيدة“ هم البيشمركة، المؤهلة لحماية المناطق الكوردية من التلاعب بمصير المنطقة من تعريب وتغيير ديمغرافيتها ».

أكد لعلي: أنه «لا يوجد حل إلا بتوحيد رؤية الحركة الكوردية، واحالة الكثير من القيادات الكوردية الى

التقاعد، لانهم يفضلون المصلحة الشخصية على المصلحة الكوردية العليا ».

تابع لعلي أيضا: «لا أتأمل من عام ٢٠١٩ اي تغيير وستكون نفس الايام حيث ستشرق الشمس من الشرق وتغرب من الغرب وسنسمع اخبار القتل والتشريد والخطف والانفجارات. الوضع السوري ليس بيد السوريين وإنما بيد الدول الكبرى، والمنطقة مقبلة على تغييرات جذرية، وان مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي مفاتيحه بيد امريكا لن يقبل بوجود قوى كبرى في الشرق الاوسط ».

اما بالنسبة لتصاريح ترامب أردف لعلي: «هي ليست تصاريح اعلامية في مؤتمر صحفي بل تصريح على موقعه على التويتر، وأظن بان هكذا قرار يحتاج الى قرار من الكونغرس وليس قرارا فرديا سينسحب غدا بل تصريحه هو كي يكبِّر لقمته من حصته في الشرق الاوسط ».

تحدث عبدالحكيم أحمد محمد- كاتب ولغوي كوردي- حيث قال: « ما حدث نهاية هذا العام كان شيئا مريعا على الساحة السورية بشكل عام والمنطقة الكوردية بشكل خاص، فالتهديدات التركية التي تصب في خانة التعنت والغطرسة العنصرية باتت حديث الساعة ونشر الخوف والقلق على الساحة الكوردية، وبعض السعادة على الساحة السورية المتمثلة بالمعارضة العنصرية التي نسيت كل ممارسات النظام من قتل وتدمير وتشريد وتعذيب لهم. وما زاد الطين بلة هو القرار المتهور الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب، فقد ازدادت المخاوف عند الشعب الكوردي. ولكن أعتقد أن هذا القرار لن يكون جادا ابدا، حيث ليس من السهل ترك كل هذه القواعد التي انشأتها امريكا بهذه السهولة، وأعتقد أن القرار جاء بصيغة رسالة موجهة لتركيا والخليج وحلفائها على الأرض ممن جندتهم للقضاء على داعش».

تابع محمد: « إن المجلس الوطني الكوردي وبعد سيطرة PYD  على المنطقة باسم الادارة الذاتية بات مشلولا على أرض كوردستان سوريا، ولكنه سياسيا يعمل جاهدا لتوصيل الصوت الكوردي إلى المجتمع الدولي، وقام بالعديد من اللقاءات وبدعوات رسمية من دول ذو نفوذ وقوة دوليا وفي الوضع السوري،هذه اللقاءات جيدة دبلوماسيا قد تخدم الشعب الكوردي في المستقبل ».

اضاف محمد: «ما تداوله الاعلام مؤخرا حول دخول البيشمركة الى كوردستان سوريا كان ومازال غامضا، ولكن باعتقادي أن دخولهم بهذه الطريقة خطأ كبير، يجب أن يكون دخولهم باتفاق سياسي وضمانات دولية او امريكية. اولا، ضمان عدم استدراجهم الى المواجهة مع تركيا او مع النظام وجيوشهم لان البيشمركة ليس لديهم ذاك السلاح الذي يستطيع أن يصد الطيران او المدافع والاسلحة الثقيلة التي لدى هذه الانظمة. ثانيا، يجب أن يكون دخولهم بشكل رسمي وليس خفاءً وباتفاق السياسي بين الطرفين المتخاصمين في الحركة الكوردية، وتشكيل قوة كوردية موحدة تحت سقف موقف موحد ويدافع عن القضية ».

عن قرار الرئيس الامريكي، أردف محمد: «لم يلق هذا القرار أي موافقة امريكية أو دولية حول هذا القرار، لن يكون هناك انسحاب كلي انما اعتقد أن الامريكان سيعيدون تموقع قواعدهم اي انهم سيقلصون عدد

القواعد على حساب تقوية البعض الآخر ».

تابع محمد أيضا: «ليس بيد الكورد اي حل أو قدرة لوقف اي تهجم او اجتياح على المنطقة، وكل ما نستطيع

فعله هو التواصل مع القوى الكبرى وابداء موقف موحد يمثل الكورد عامة في كوردستان سوريا، وهذا التشتت والتشرذم والتعنت الذي نعيشه لن يحمينا إنما سيكون سببا لدمارنا وفقدان قضيتنا ».

أكد محمد: «ان العام القادم لن يكون افضل من الاعوام السابقة فمازال هناك بلبلة سياسية وعسكرية في سوريا، وستطول عدة اعوام اخرى تدريجيا إلى أن يتم ايجاد

حلول لهذه الحرب الطاحنة ».

تحدث محمود عمر- محام-، حيث قال: «لم ترتق السياسة الكوردية طول أمد

الازمة السورية الى مستوى التحليل والتنبؤ، بل انها لم تتجاوز حد القراءة السطحية للحدث ولولا ان التاريخ النضالي للحركة والتضحيات الجسام التي انصبت في خدمة الهدف الاول لمعظم اطرافنا وهو التعريف بمشروعية حقوقنا ومطالبنا كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية، وهذا الهدف النبيل الذي حققت فيه الحركة نجاحا باهرا اذا ما قورن بالظروف الاستبدادية التي كانت تلف البلد، لكان بالمقدور القول ان معظم أطراف الحركة وضمن معطيات الوضع القائم وسكونها أصبحت فاقده لوظيفتها ».

أما بخصوص الازمة الاخيرة تابع عمر: «فان المعضلة السورية والاستثمار الطويل الامد من قبل القوى الدولية فيها قد جعل كل شيء متوقع، وباعتبارنا لاعبين صغار فسنظل متفرجين ومهيئين لما يُطلب من أدوار صغيرة لنلعبها سواء هنا أو هناك، الامل متوقف فقط على مدى تقاطع مصالحنا مع مصالح الكبار في هذا الطوفان الجارف الكبير ».

اضاف عمر: «فالمتتبع لأسلوب الرئيس الامريكي وسلوكه لن يجد في هذا القرار الشيء الغريب، وهو

يقولها ويفعلها جهارا نهارا ان السياسة لديه كإدارة شركة، لذلك فكل ما لا يجلب الربح لا ينفع امريكا

كدولة مُعرّفة برأسماليتها، اما العهود والوعود والاخلاق فهي مفردات غائبة عن السياسة الرأسمالية، علينا ان لا نتفاجأ من قرارات ترامب وغيره، علينا ان نراجع سياساتنا ومواقفنا، وأن نحدد منها السمين ونستثمره. فالوقت بدأ يضيق وان رسمت الخطوط العريضة لاستقرار الأوضاع دون ان يكون لنا في العرس قرص، حينها سنبكي على الاطلال في انتظار مئوية اخرى على أقل تقدير ».

التعليقات مغلقة.