المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بهجت شيخو: انتفاضة 12 آذار الكوردية ما بين العبر و العنبر..

64

لعل العبر يأتي في وحدة المصير المتجذر و تشابك النسيج الكوردي انطلاقا من ذاك السياسي الثوري و انتهاءا بذاك المهرب الذي كان يهرب كروزات الدخان بين ازقة قامشلو و عامودا و الدرباسية و سري كانيه ليصل برعونتها كوباني الصامدة لتعلن النفير العام و تستولي على كافة مقرات النظام و اما لعفرين الكوردستانية مدينة الزيتون فكانت لها وجدانا آخر في التصدي فسحقت غلمان الطغاة لتبقى اغصان زيتونها صامدة في وجه الرياح العاتية .

فالعبر كانت و ما زالت سمفونية حزينه لا تنتهي لتلاحق الكوردي في أي مكان سواء كان عامل يأمن لقمة العيش في دمشق او عسكري بين قطعات الجيش السوري و يتهم بأنه انفصالي او عدواني ويدفع ضريبة ذلك حياته او سجينا في زنزنات النظام و يفضل الموت تعذيبا و يأبى بكل رجولة ليفشي أسرار اعتصامه و يعترف باسماء رفاقه أو لهؤلاء الذين هجرهم القمع السياسي و الاقتصادي الى الدول الأوربية لينتفضوا تضامنا مع شعبهم الذي كسر حاجز الخوف و هدم لأول مرة تماثيل الطغاة .

اما عنبرها فكانت فصلاً ربيعياً بامتياز حيث تميزت آذار بحلتها كعادتها فانطلقت من قامشلو وواكبتها كل كوردستان وفاءا لانها التي ضحت بورودها تحت اقدام الهمج و عناصر الصحراء و الفكر الرعوي لتنثر عطر دماء طفولتها بوجه غلمان العروبة المزيفة أصحاب القيم الشوفينة ليطلقوا رصاصات الغدر صوب أجسادهم البريئة و ليمزجوا نسائم أرواحهم البريئة بالدموع مرة أخرى .

فكانت عنابر الاجساد الملتوية التي تفوح بالبارود عوضا عن تباشير نوروز و لتعود مأساة حلبجة ثانية ليثبت أنه للنوروز فهارس لا يتجاوز التضحيات .

 

التعليقات مغلقة.