المجلس الوطني الكوردي في سوريا

سردار درويش : ان كنت حقا سلطة…

57

منذ بداية الحراك الشعبي في عموم سوريا بدأت بعض المجموعات المشكوك في انتمائها الوطني و القومي بتقديم نفسها كقوة مفرزة من مخاض الثورة و القادرة على قيادة الحراك الشعبي و الحفاظ على مكتسبات الثورة و حماية المتظاهرين، و وسط التخبط  و التشرذم انساق الكثيرين خلف ادعاءاتهم سواء كان ذلك بدافع وطني او لغايات أخرى حتى استطاعت تلك المجموعات خلق هالة حولها و بدأت تتعامل كقوة حقيقية على ارض الواقع رويداً رويداً أعلنت تلك القوة عن نفسها كممثل للشعب و الناطقة بإسمه و كبديل عن النظام لملء الفراغ السياسي و لمنع حدوث فوضى في المناطق التي انسحب منها الجيش على حد زعمهم.

 

من ضمن تلك المجموعات كان تنظيم “P Y D” الذي اوكل لنفسه الأمور و فرض نفسه كسلطة امر واقع بفوهة البندقية و تصرف و كأنه شبه دولة قائمة حتى بلغ به الأمر لأن يعلن عن تشكيل حكومة بمؤسساتها و مجالسها و وزاراتها التي ضمت كل مؤيديها و اقصت كل من يخالفها الرأي و همشت الاحزاب الأخرى وعطلت الحياة السياسية و الاقتصادية في مناطق سيطرتها و انفردت بالسلطة و تحكمت و احتكرت كل شيء.

 

سنت القوانين و أجبرت الناس للانصياع لها، بنت السجون لتزج فيها معارضيها، كمت الافواه و استولت على أملاك الكثيرين و فرضت الضرائب على كل السلع، بسطت سيطرتها على المنافذ الحدودية، عطلت التعليم و فرضت مناهجها في المدارس و فرضت التجنيد الإجباري على الشباب .

 

الأمر الذي دفع بالكثير للانخراط في مؤسساتها بدافع تأمين لقمة العيش الذي شح بعد أن تسلط على الاقتصاد المحلي اناسٍ طفو على السطح مقربة من التنظيم .

 

و من اول اختبار حقيقي لذلك التنظيم الذي كان يتباهى بقوته العسكرية و حنكته السياسية و قُدُراته المادية سقط عسكرياً ابان الاحتلال التركي لمنطقة عفرين و سقط سياسياً و اقتصادياً حين شبت النيران بالمحاصيل الزراعية و التهمت نصف الأراضي المزروعة بالقمح و الشعير و التي تعد المخزون الغذائي لعموم سوريا عجزت هذه السلطة في احتواء الحرائق و فشلت في اخمادها و منعها و أعلنت و على لسان مسؤوليها بأنها ليست دولة ولا نظام او حكومة و انها غير قادرة على تعويض المتضررين جراء الحرائق التي أتت على محصولهم.

 

و السؤال اذا كنت لست سلطة ولا دولة ولا نظام فبأي حق تمنع التعليم و بأي حق تزج بطاقاتنا الشبابية في ساحات المعارك تحت مسمى التجنيد الإجباري و الحماية الذاتية و بأي حق تفرض الضرائب.

 

ما هي الذرائع التي سوف تخلقها لتبرر ما آلت إليها الأوضاع جراء السياسة الرعناء التي اتبعتها و التي ادت إلى إفراغ المنطقة من محتواها يتطلب منك الأمر الان لفتة انسانية لمراجعة سياساتك و الكف عن الأعمال العدائية التي ترتكبها بحق أبناء ملتك، انت مدعو الان لتتكاتف مع أبناء الشعب حتى نستطيع تدارك الأمر و إصلاح ما يمكن إصلاحه و تفادي الأخطر .

 

*المقالة تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .

التعليقات مغلقة.