المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عبد الرحمن كلو : أي تدخل يستهدف الوجود القومي الكوردي مرفوض قطعا …

54

مع كل الجعجعة والضجيح الإعلامي، لن تكون هناك منطقة آمنة مع أي شكل من أشكال التدخل التركي ..

 

وما يروج له ليس سوى محاولات تسويق للإحتلال القادم…

 

وعفرين تشهد على أهداف تركيا الحقيقية، وتركيا حقيقة ليست بصدد محاربة ال ب ك ك بل هي في حالة حرب حقيقية مع الجغرافيا السياسية لكوردستان سوريا وأنها بصدد تمزيقه وانهائه، وتحاول إحداث تغيير ديموغرافي كامل في المناطق الكوردية للشمال السوري حتى شنكال والمناطق التركمانية في نينوى واستخدام ال ب ك ك كأحد أدوات تنفيذ هذا المشروع، والتصعيد الأخير لقيادات قنديل ضد إقليم جنوب كوردستان لم يكن إلا في هذا الاتجاه، حيث الإصرار على محاربة تركيا والمصالح التركية على أرض جنوب كوردستان مقابل الاصرار التركي على محاربة ال ب ك ك في غرب وجنوب كوردستان، وهذا ما لن تقبل به الولايات المتحدة الأمريكية بالمطلق لأنه لا يمكن لأية خارطة تركية طورانية ان تكون بديلة عن خارطة برنارد لويس التي اعتمدها صناع الاستراتيجيات في الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تُكرر مع الكورد تجربة كركوك ولا تجربة عفرين بل ستعيد النظر في موضوع عفرين بعد إنهاء الترتيبات الخاصة بوضع شرقي الفرات، وتحت عنوان المناطق الآمنة المشروع الأمريكي ذاهب باتجاه التحقيق سواء قبلت تركيا بالشروط الأمريكية أم لم تقبل، وهي لن تتجرأ على القدوم بأي عمل أحادي في كوردستان سوريا من دون تنسيق كامل ودقيق مع الجانب الأمريكي، والمسألة لا تتعلق بالأمتار أو المسافات الطوبوغرافية على غرار حسابات تجار العقارات بل هي مسألة جيوسياسية بأبعاد استراتيجية تمس قضية وطنية كوردستانية، وهذه القضية تربطها علاقة جدلية بالمشروع الأمريكي في المنطقة والذي هو أكبر من يُسْتوْقَف من جانب دولة مثل تركيا أو إيران، لذلك من المستبعد أن يكون هناك أي سيناريو آخر بديل عن السيناريو الأمريكي .

 

لذا فالمطلوب هو رفض التدخل التركي بكل صيغه وأشكاله وعناوينه لأنه يستهدف الوجود القومي الكوردي أولًا وأخيرا، والأصوات التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي حاولت التسويق للإحتلال التركي وتراهن على دور تركيا في مناطق كوردستان سوريا لا قيمة لها في الجانب السياسي لا أمريكيًا ولا كوردستانيًا، لأن كوردستان تبقى الحاضنة الجغرافية والبشرية الوحيدة للمشروع الأمريكي.

 

 

*المقالة تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .

 

التعليقات مغلقة.