المجلس الوطني الكوردي في سوريا

سكينة حسن : هل باتت نهاية البعث وشيكة بعد أكثر من نصف قرن

84

نتيجة حكم البعث لأكثر من خمسين عام حيث غياب تداول السلطة ومشاركة الشعب له ومارس النظام كل صنوف الاستبداد والظلم والقهر
انطلقت الثورة الشعبية الجماهيرية بغياب أحزاب سياسية فاعلة وقيادة تقود هذه الحشود التي واجهت عنف النظام في جميع المدن السورية …حيث كانت ثورة شعبية عظيمة بإإمتياز ابى أن يتراجع رغم التضحيات الكبيرة ولمدة 11 شهرا مما اضطر الشعب الى المقاومة المسلحة للدفاع امام توحش النظام .
ولكن يبدو أن مصالح الدول المؤثرة تطلبت منها دورا في إطالة امد الصراع لصالحهم واهدافهم متناسين آلام السوريين من خلال ادخالهم ودعمهم قوى التطرف الى الساحة السورية لتمرير اجنداتهم ….
كل هذا ساهم في خلق وضع اكثر من  سيء واصبحت الساحة السورية مفتوحة  للتدخلات الدولية وتصفية حساباتهم من خلال الدم السوري بكل مكوناته ومنها معاناة شعبنا الكوردي الذي تعرض لكثير من المعاناة والمحن نتيجة الدور المشبوه الذي لعبه ومازال حزب الاتحاد الديمقراطي ( ب ي د ) في الاساءة الى قضية شعبنا لصالح اجندات اقليمية كما ساهم هذا الحزب في خلق اعداء للكورد داخل المجتع السوري حينما حارب الشعب السوري دفاعا عن النظام حيثوا خلقوا شرخا بين الكورد والعرب واساؤوا الى سمعة الكورد …بل وشكلوا حجرة عثرة امام الحركة الكوردية الاساسية في أن تلعب دورها المطلوب في الازمة السورية المستمرة دفاعا عن قضيتها وشعبها بسبب ضغوطات الحزب المذكور والذي وصل الى حد القتل والملاحق والسجون للنشطاء والسياسيين الاحزاب الكوردية طيلة فترة الازمة …دون ان يكون لديهم برنامج واضح تجاه القضية الكورية بل كانوا في الحقيقة قوى معادية لتطلعات السوريين نحو الحرية عموما وتجاه مطالب العادلة لقضية شعبنا الكردي خصوصا .
ولكن الحركة الكوردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي والقوى الوطنية الكوردية بشكل عام استمرت في الدفاع عن شعبنا من خلال التقارب والتعامل مع قوى المعارضة وفق اجندات وطنية تضمن للسوريين الدولة العادلة بما فيها الاعتراف الصريح بحقوق شعبنا الكوردي .
وعلى هذا الاساس تتحرك الحركة الكوردية في جميع الاتجاهات وعبر جميع التحالفات وبالاخص الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة انطلاقا من الوثيقة الموقعة بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي والتي تتضمن الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا المستقبل …وانطلاقا من هذا التوجه اصبح حضور الحركة الكوردية والمجلس واضحا سواء في جنيف او المحافل الدولية الاخرى وكماحققت نجاحا كبيرا في وضع القضية الكردية على طاولة الكثير من الدول والمؤسسات الاممية رغم الامكانيات البسيطة للحركة…
وفي سياق العام للوضع السوري حاليا نعتقد أن الانظار تتوجه لانهاء معاناة السوريين من قبل المجتع الدولي وخاصة امريكا ويظهر ذلك من خلال التحركات والاحداث التي تتسارع في المنطقة ابتدا من قتل السليماني والضغط على ايران وجميع الجهات الداعمة للنظام وقانون قيصر وتدهور الوضع الاقتصادي داخل سوريا مؤشر على ايجاد نهاية للأزمة السورية وتنفيذ القرارات الاممية المتمثلة ب 2254 والذي يقضي الى حل الازمة السورية من خلال الحل السياسي برعاية اممية وانهاء نظام الاستبداد والاجرام ويعود السوريون الى الحوار والتفاهم والاتفاق على مستقبل الدولة المنشودة التي تضمن حقوق جميع السوريين بما فيها حقوق شعبنا الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية …
سوريا لن تعود الى الوراء والقضية الكردية في سوريا اصبحت حاضرة امام العالم بل اصبحت العنوان الابرز ومن القضايا الاساسية لمستقبل سوريا …ونرى في ذلك نصرا كبيرا لشعبنا رغم التضحيات والمعاناة التي المت بنا نحن كورد روج آفاي كردستان

سكينة حسن عضو اللجنة المركزية في حزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي)

التعليقات مغلقة.