المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عزالدين ملا : الحل السوري الغائب.. في خضم المراهنات والمقايضات

97

عزالدين ملا

القلق الكبير الذي يخيم على أجواء المناطق الشمالية منسوريا وخاصة المناطق الكوردية، والخوف من اجتياح تركيواحتلال مناطق جديدة، أما ما  تخفيه دهاليز السياسة منمفاجآت فلا نعلمها، فهذا يدفع الريبة في نفوس الكورد.

منذ مدة كان هناك اجتماع أمريكي وتركي وأيضاً اجتماعأمني أمريكي وروسي وإسرائيلي وتركي، ماتضمره هذهالاجتماعات من اتفاقات سرية يبعث على التوتر والقلق فيالمنطقة.

اللجنة الدستورية عقدت جولتها السادسة ومارافقها منتضخيم إعلامي لم تفضِ إلى أي نتيجة سوى إعلانهم عنجولة سابعة في الفترة القادمة.

1-    ما تحليلك لكل ما يجري على الساحة السورية عامةوالكوردية خاصة خلال هذه الفترة؟

2-    برأيك، هل سيحدث الاجتياح أما لا؟ ولماذا؟

3-    ما سبب عقد اللجنة الدستورية جولتها في هذه الفترةبالذات؟ ولماذا لم تصل إلى أي نتيجة؟

4-    هل هناك حلول قريبة للمشكل السوري؟ ولماذا؟

لا يوجد في الأفق بوادر لحل الأزمة السورية بلإدارة أزمة

تحدث عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستانيسوريا، نافع عبدالله لصحيفةكوردستان“، بالقول: “باتالمشهد السوري أكثر تعقيداً، من جهة التهديدات التركيةالمستمرة لاحتلال مناطق أخرى بذريعة عدم تنفيذ قسدلشروط الاتفاق الروسي التركي المبرم في ٢٠١٩ والمتضمّنرجوع قوات قسد ٣٢كم، ومن جهة ثانية الإصرار الإيرانيالبقاء في سوريا وعدم الرضوخ للمطالب الأميركية، والنظامأيضاً لا يستجيب للمناشدات الدولية لحل الأزمة وفقالقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار ٢٢٥٤، والمعارضةمسيرة وفق أجندات إقليمية ولم تعد تملك أوراق قوة بعد أنخسرت معظم اصدقائها، وأيضاً على الأرض خسرت الكثيروآخرها كان تسليم درعا بوساطة روسية، قد يكون هناكتفاهمات غير معلنة بين روسيا والولايات المتحدة الاميركيةوحتى اسرائيل لإيجاد حل أو تسوية للمشكل السوري علىحساب مصلحة الشعب السوري بكافة مكوناته ويتبين ذلكمن خلال الجهود المبذولة من قبل روسيا لعودة سلطة وسيطرةالنظام على كامل الأراضي السورية“.

يتابع عبدالله: “في الاجتماع الأخير بين الرئيسين الأمريكيجو بايدن والتركي أردوغان لم يحصل الرئيس التركي علىالضوء الأخضر من بايدن لاجتياح مناطق مثل تل رفعت وعينعيسى ومنبج وغيرها.

باعتقادي لا يوجد اجتياح تركي رغم التهديدات المتكررةلمناطق سيطرة قسد، وتعمل روسيا على إيجاد تفاهم بينالنظام وإدارة ب ي د وحدث أكثر من لقاء بين الطرفين. الروس يعملون من أجل استعادة سيطرة النظام على سوريابالكامل، وحزب الاتحاد الديموقراطي يحاول الاحتماءبالنظام لردع الاجتياح التركي من خلال الدعم الروسي“.

يضيف عبدالله: “المبعوث الأممي السيد غير بيدرسون أجرىلقاءات مع الأطراف المعنية، وحصل على موافقة لترتيبالجولة السادسة من أجل إصلاح دستوري، وليس كتابةدستور جديد وتم خلال الجولة مناقشة أربعة مبادئ، مبدأسيادة الدولة مقدمة من قبل وفد النظام ومبدأ الجيش والأمنمن قبل وفد المعارضة ومبدأ سيادة القانون من قبل وفدالمجتمع المدني المحسوب على المعارضة ومبدأ الإرهابوالتطرُّف من قبل وفد المجتمع المدني المحسوب على النظام. وتبين من خلال المناقشات بأن وفد النظام يعمل على ورقةكسب الوقت وليس من أجل كتابة دستور أو اصلاحدستوري، وكان من الأجدر أولا تشكيل هيئة حكم انتقاليقبل الاصلاح الدستوري وليس العكس“.

يردف عبدالله: “من خلال متابعة السياسة الأميركية فيسوريا وخاصة بعد مجيء بايدن والقضاء على داعش لم يعدالشأن السوري من أولويات السياسة الأميركية، وباعتقادي،  الجهود منصبة على النووي الأيرانى والانسحاب الأميركيمن أفغانستان بتلك السرعة والاتفاق الأمريكي البريطاني معاستراليا والشأن العراقيملفات كثيرة، حتى اللحظة لايوجد في الأفق بوادر لحل الأزمة السورية بل هناك إدارةأزمة من قبل الدول المؤثرة رغم الانفتاح النسبي من قبلبعض الدول العربية على النظام السوري والمطالبة بدخولالمساعدات الانسانية لفك الحصار المفروض حسب قانونقيصر“.

حل الأزمة السورية مازال غائباً عن المعلوم

تحدث المستشار القانوني، موسى موسى لصحيفةكوردستان“، بالقول: “تعتبر سوريا من أسخن ساحاتالمنطقة سياسياً وعسكرياً منذ ٢٠١١، وقد تجمعت فيهاصراعات دولية واقليمية ومحلية نتيجة الأزمة التي أحدثهاالنظام في ممانعته لأي تغيير في البنية السياسيةوالاقتصادية التي طالب بها الشعب السوري منذ عشراتالسنين إلى أن انفجر الوضع بثورة شعبية كان من الممكنتلافيه ببعض الإصلاحات التي تحفظ كرامة المواطن، لكنالعناد الذي مارسه النظام واستعماله آلة القتل أدخل الجميعفي حرب مدمرة جذبت مختلف القوى للتدخل فيها وجعلهاساحة لصراعاتها على أرضها لمكاسب سياسية واقتصاديةفيها وفي مناطق أخرى من مناطق الصراع الدوليوالإقليمي، وقودها الشعب السوري الذي لم يفكر النظام ولاالقوى المختلفة غير مصالحها دون مصلحة سوريا وشعبها، كان بالإمكان إيجاد حلٍ ومنع وصول الوضع إلى ما هوعليه، لكن جعل النظام ضعيفاً مع الحفاظ على استمراريته، وتشريد الشعب وتدمير مدنه وقراه، وتقسيم الدولة إلى مايشبه جزر ومناطق نفوذ بين مختلف القوى والميليشياتالداخلية والخارجية مع تشكيل وإدخال قوى التطرفوالارهاب والحفاظ على بعضها كان هدفاً خُطط له الجميعمازال مستمراً ولا بريق في حلٍ قريب، مما يشير إلى تأزمالوضع من خلال مخاطر على جبهات خمس، من ناحيةامتداد نفوذ النظام الذي لم يستطع الحفاظ على الشعبوالدولة ولَم يثبت خلال عقود من الزمن وطنيته، والتهديداتالتركية بالتدخل لمناطق أخرى، والحفاظ على سيطرة قوىالتطرف والإرهاب على بعض المناطق، وتجزئة الدولة الىمناطق سيطرة ونفوذ، وعدم القضاء على خلايا داعشالنائمة، هذه الجبهات الخمس هي التي يكتوي بنارهاالشعب السوري في الداخل والخارج الذي لم يصل الحالإليه لو تم منذ البداية تبديل رأس النظام وبعض الإصلاحاتالمترافقة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم/٢٢٥٤/  فيما بعد“.

يتابع موسى: “تفتت الدولة وتقسيمها إلى مناطق سيطرةونفوذ يثير حفيظة بعض الدول والقوى بالنسبة لبعض المناطقدون أخرى، وقد تأزم الوضع بهذا الشأن مما حدا بالدولةالتركية لإطلاق تهديدات بالتدخل في بعض مناطق سيطرةقوات قسد والإدارة الذاتية، كما حدث في الفترة التي سبقتالتدخُّل التركي والقوات الموالية لها لمناطق عفرين ورأس العينوذلك بتوافق دولي، روسي وأمريكي والنظام، ويبدو إلى الآنلم تحصل تفاهمات بهذا الشأن رغم التهديد التركي، ولكن لايجب النظر إلى هذه الحالة كونها متحولة بين التدخل بتفاهمدولي أو انسحاب قسد ثلاثين كيلومتراً عن الحدود باتجاهالجنوب بموجب توافق دولي، وفي هذا الصدد تأتي الوساطةالروسية بين النظام وقوات قسد لضرورة  التفاهم درءاً للتدخل التركي.

ان وجوب النظر الى الثابت من الحالة حسب  وجهة نظرالمجتمع الدولي هي امتداد النظام وسيطرته على مناطققسد وكافة المناطق الأخرى عاجلاً أم آجلاً التزاماً بوحدةأراضي الدولة السورية بموجب القرارات الدولية الصادرة فيالشأن السوري ، والتدخلات التركية السابقة في عفرينوشرق الفرات وكذلك القادمةإن حصلتهي متحولة كونهادولاً خارجية ستنسحب من الأراضي السورية بعد ايجاد حلٍ للوضع السوري رغم ما عاناه شعوب تلك المناطق منانتهاكات لحرياته وحقوقه، والدولة التركية تستند فيتهديداتها على الاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها والتي لمتُراعِ  أطراف الاتفاقتركيا وروسيا وامريكا والنظام، مصلحة أبناء تلك المناطق أي اهتمام“.

يضيف موسى: “المسار الدستوري يصطدم بعراقيل كثيرةمن جانب الحكومة السورية التي لا تنصاع إلا لصوت القوةالناعمة التي تمارسها روسيا خاصة بحضور جلسات اللجنةالدستورية، والضغط الروسي له جانب واحد يتعلق بالحضورفقط ولا يشمل جانب التوافق مع وفد المعارضة ووفد المجتمعالمدني لذلك نرى في جميع الدورات السابقة حضوراً دونتوافقات ونتائج ايجابية، وإنما جميعها بخيبات أمل حسبإحاطة المبعوث الأممي گير بيدرسون، وقد عقدت الدورةالسادسة للجنة الدستورية بعد تسعة أشهر من الدورةالخامسة وهي فترة زمنية طويلة وخاصة إن مؤتمر استاناعلى الأبواب، كما ان حضور وفد الحكومة يعطي إشارةللمجتمع الدولي بأن النظام لا يتهرّب من الحل السياسيوان العقوبات المفروضة عليه غير محقة، هذه الأمور جعلتروسيا تضغط على النظام للحضور لأن روسيا تسعى لدىالمجتمع الدولي في تبييض وجه النظام“.

يختم موسى: “حل الأزمة السورية مازال غائباً عن المعلوم، والمجتمع الدولي يدير الأزمة ولَم يصل إلى قناعة في ضرورةإيجاد حل لها، وكافة الدلائل تشير بأن هذا الوضع المأزوملصالحهم لذلك لا يسعون إلى حله، خمس دول قوية وذاتنفوذ دولي تتحرك في سوريا بجيوشها دون أن يضغطوا علىالنظام بالخضوع للقرارات الدولية، وبدأت مساعي تعويمه منجديد على نحو أسرع من الماضي ولكن مع ذلك بخطىبطيئة تحسباً لما يحدث من مفاجئات“.

التهديدات التركية لا تخرج سوى عن سياقالتهديدات

تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب اليكيتي الكوردستانيسوريا، بهجت شيخو لصحيفةكوردستان“، بالقول: “بدونشك تعتبر الأزمة السورية أحد الأزمات الحادة التي عصفبالسوريين منذ أحد عشر عاماً، ولم يجد المجتمع الدوليالحلول المناسبة لها حتى الآن، ولم تتعدّ سبل التسوية سوىبعض الآليات والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة حيث لمتفلح في إيجاد أي تقدم بهذا الخصوص. ولكن يجمع كلالتوقعات بأنه بدأت مرحلة جديدة للوضع السوري وخاصةبعد اظهار موافقة دولية في تولي الرئيس بشار الأسد لولايةرئاسية جديدة وهنا اعتقد بأن كل القرارات السابقة التياصدرت عن الأمم المتحدة لم تعد لها صلاحيات نافذة معاستمرار النظام في رأس هرم السلطة. ومن هنا سيبدأالتفكير جديا عن كيفية التعامل مع مرحلة سورية جديدةبوجود تأهيل وترميم النظام.

سوريا الآن مجزأة عمليا إلى أربع مناطق رئيسية ومنالطبيعي السير في حال إيجاد إرادة دولية ببقاء النظام إلىعودة تلك المناطق الى سلطة الدولة. ويسعى الجانب الروسيالحليف الرئيسي للنظام بالضغط في هذا الاتجاه على كلامن تركيا والإدارة الذاتية في شرق الفرات وغربه، لذا يشاهدبين الحين والآخر القيام أحيانا بقصف بعض مواقع الفصائلالسورية المعارضة المحسوبة على تركيا في إدلب وعفرينناهيك عن الجولات الدبلوماسية بينهما وعقد سلسلة لقاءاتلعودة إدلب حاليا ولاحقاً بقية المناطق التي تسيطر عليهاتركيا والفصائل السورية المعارضة بعد توافق سياسي عامفي سوريا.

واما فيما يتعلق بالادارة الذاتية، فالضغط الروسي واضحعليها وتتضح من خلال الجولات الدبلوماسية بين الطرفينوسعي الجانب الروسي إلى إبرام الإدارة لاتفاق مع النظاموعودة مؤسسات الدولة إلى المحافظات والمدن التي تسيطرعليها الآن إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي ، كما انه يمكنإدراج التهديدات التركية بإجتياح المناطق التي تدار من قبلالإدارة ضمن سلسلة الضغوط التي تقوم بها روسيا لتسليمالمناطق إلى النظام السوري.

أما بخصوص المناطق الكوردية وشرقي الفرات فهي الآنتخضع للنفوذ الأمريكي مع تواجد عسكري روسي و سوريفاصل بين خطوط التماس مع تركيا والفصائل السوريةالمحسوبة عليها ويمكننا تسمية المشهد بالمعقد كون جغرافيةكورد سوريا الآن مجزأة بين نفوذ عدة دول متضاربة المصالحوتتعرض للتغيير الديمغرافي. لذا لا يمكن التفكير بحل سوىتوصل الأطراف المتصارعة إلى توافق شامل للأزمة السوريةوخاصة مع الموقف الأمريكي الغير واضح بخصوص سورياعموما وشرقي الفرات والقضية الكوردية في سورياخصوصا“.

يعتقد شيخو: “ان المرحلة الحالية لسوريا تختلف كليا عنأعوام 2018 و 2019 (مرحلة اجتياح عفرين و سري كانيهوكري سبي) ويأتي هذا الاختلاف من وجهة نظري علىالتوافق الدولي حاليا للمرحلة التالية لسوريا منها : الإبقاءعلى النظام وايجاد تسويات بينه وبين المعارضات بشكل عامو السير نحو توحيد سوريا أرضاً وشعبا. لذا اعتقد بأنالتهديدات التركية لا تخرج سوى عن سياق التهديدات كونالطلب التركي حاليا لا يحظى بموافقة أمريكية وروسية“.

يتابع شيخو: “انعقدت اللجنة الدستورية جولتها الأخيرةضمن السياق العام الدولي للعملية السياسية في ايجاددستور لسوريا وخاصة كان هناك تفاهم بين المبعوث الدوليغير بيدرسون والجانب الروسي بالضغط الأخير على وفدالنظام لاحراز بعض التقدم . ولكن ما يتمتع به النظام منمصادر قوة و إعادة تأهيل يجعله أكثر تعنتا بثوابت سورياالذي يعتقد بها مثل عروبة سوريا و سوريا جزء من الأمةالعربية وقضية الإرهاب و شكل الدولة و غيرها من الأمورالمفصلية التي لم يتم التوافق بصددها بين الوفود المشاركةفي الجولة الأخيرة“.

يضيف شيخو: “لا يمكن تصور حلول عاجلة للأزمة السوريةلأن عمر استفحالها طويل ويحتاج إلى المزيد من الوقت، ولكن كون هناك توافق على بقاء النظام فقد تدفع الدول ذاتالقرار بالشأن السوري بتسوية سياسية بين المعارضةوالنظام، كأن تجد أرضية مناسبة على توافق حكومة وطنيةودمج كافة الفصائل المسلحة في جيش سوري موحد وعودةآمنة للاجئين والبدء بإعادة الإعمار، أما شكل الدولة فلااعتقد ان يتم تغير جذري فيها سوى منح بعض الصلاحياتالطفيفة لمجالس المحافظات“.

على الكورد استغلال الفرصة قبل فوات الأوان

تحدث مسؤول فرع قامشلو لاتحاد الطلبة والشبابالديمقراطي الكوردستانيسوريا، شكري عبدالرحمنلصحيفةكوردستان“، بالقول: “لقد تحولت الأزمة السوريةمن  أزمة حرية إلى أزمة أخلاق انسانية فلا الاتفاقات ولاتوافقات ولا القرارات الأممية والدولية والإقليمية والمحلية قادرة على فك شيفرة هذه الدوامة وإيقاف هذه الحرباللانهائية، ويبدو ان نهاية النفق المظلم لابد أن يكون فيهالجميع رابحا على حساب السوريين أنفسهم والذي سيكونوعلى ما يبدو الخاسر الوحيد من كل هذه الأزمة. جميعالحلول تصطدم بالمصالح الإقليمية والدولية، فالمتابع للحالةالسورية من المحللين سواء السياسيين أو العسكريين يدركونصعوبة الوضع فلا هدوء في المدى المنظور، وخاصة بوجودالقوى العظمة على الأرض السورية مثل الولايات المتحدةالأمريكية وروسيا وحلفاؤهما الإقليميين مثل تركيا وايران ولاننسى إسرائيل التي لن ترضى بأي حل للأزمة السوريةبدون موافقتها. ومن هنا تظهر الحقيقة المؤلمة والتي تتمثلفي موقع السوريين أنفسهم من الأزمة وتبعاتها والحلولالمقبولة بالنسبة له، فالمتابع والمحلل يدرك مباشرة أنه لا حولولا قوة للشعب السوريحكومة ومعارضة“,  وأنهم تحولواإلى بيادق في ساحات الحرب بأيدي أسياد الحرب وأنهم لامكان لهم في رسم مستقبل سورية المقبلة أو حتى كتابةدستورها، فلا بند في هذا الدستور سيمر دون موافقة جميعالقوى الدولية والإقليمية الموجودة على الأرض السورية وظهرذلك جليا في اجتماع اللجنة الدستورية الأخير، والذي لميفض إلى أي توافق“. يتابع عبدالرحمن: “كذلك الوضعبالنسبة للكورد ومع كل تضحياتهم ووجودهم العسكريوالإداري فهذا لا يشفع لهم أمام المجتمع الدولي والإقليميلنيل حقوقهم المشروعة ولو بحدها الادنى على أرضهمالتاريخية، ويظهر ذلك بوضوح من خلال التهديدات التركيةالأخيرة بإجتياح جديد للمناطق الكوردية وبحجج عديدة. ولكن وعلى ما يبدو ان الاتفاقات الروسية الأمريكية وكذلكالروسية الإسرائيلية وقفت حاجزا أمام هذا الإجتياح حتىالآن، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تعطيهم الضوء الأخضررغم اجتماعهم الأخير، وكذلك المؤشرات التي تظهر عن قربإتفاق بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية عبر الوسيطالروسي، وتسليم بعض المناطق للجيش السوري والقواتالروسية مما يقلل من احتمالية الإجتياح التركي وخاصةلمناطق تل رفعت ومنبج وكوباني“.

يضيف عبدالرحمن: “ان كل من يتابع التوتر الأخيروالتهديدات الأخيرة يدرك ان الكورد هم الحلقة الأضعفسياسيا رغم الإمكانات العسكرية، وكذلك يدرك أنه لا حلولعسكرية بل يجب أن تكون الحلول سياسية، وهنا يظهرالضعف الكوردي في عدم وحدته لا سياسياً ولا عسكريًا، لذا وقبل فوات الأوان على الكورد ان يلملموا قواهم في جميعالمجالات، وان يستثمروا كل شيء في خدمة مصالحهمالقومية ولو في حدودها الدنيا فالفرص لا تتكرر، وعليهمتنشيط الحركة الدبلوماسية وان تطرق كل الأبواب المتاحة، وعليهم ان يدركوا ان المصالح الدولية هي فوق المصالحالسورية والكوردية فالولايات المتحدة ورغم دعمها لقواتسورية الديمقراطية وتواجدها في شمال وشرق سوريا لنتبقى إلى ما لانهاية، ولن تغامر بعلاقاتها الدولية من أجلالكورد إلا إذا اثبت الكورد علو كعبهم في تحمل المسؤولياتوحماية المصالح الدولية وقدراتهم الإدارية وحماية المنطقةومكوناتها، وعدم انجرارهم إلى مشاريع تتعارض معالاستراتيجية الأمريكية، فأي خطأ معهم ستكلف الكوردخسارات جديدة لمناطقهم، وبالتالي سيؤدي إلى إضعافموقفهم السياسي في المحافل والاستحقاقات الدستوريةالقادمة وحتى في حوارات الحلول السياسية. وعلينا أن لاننسى روسيا الحليف الرئيسي للحكومة السورية فبدونها لنيكون هنالك أي حل. لذا ومن غير المقبول ان تغفلالدبلوماسية الكوردية عنها وعلينا كسبها في صالح قضاياالكورد المشروعة وقد اثبتت روسيا مؤخرا بأن أبوابها مفتوحةلاستقبال والاستماع للدبلوماسية الكوردية ورؤيتها للحلالسوري، وأنها ستكون طريقا للحلول مع الحكومة السورية“.

يشير عبدالرحمن: “ان ما يحسب للدبلوماسية الكوردية هونشاطها الكبير في الآونة الأخيرة ولقاءاتها مع معظم الدولمن ذوي التأثير في الشأن السوري كالولايات المتحدةالأمريكية وروسيا ومعظم دول الاتحاد الأوربي، وهذا التوجههو توجه مبارك ولابد من الاستمرار فيه لكسبهم في صالحالقضية الكوردية المشروعة، ولكن علينا ان ندرك بأن أيتعاطف أو دعم دولي لن يحصل بدون وحدة الرؤية السياسيةالكوردية فالإنفرادية والتفرد لن تجدي نفعا أمام عظمة الخطرالداهم والمتوقع في أية لحظة. فالدوامة السورية لا تهدأ وهيمستمرة وتتسع، ولا يمكن التكهن بسهولة في اتجاهها، وعلىالكورد ان لا يدخروا جهدا في سبيل حماية والحفاظ علىمكتسباتهم التي اكتسبت بفضل دماء الآلاف من الشهداء“.

الخاتمة

الأزمة السورية مستمرة ولكن لها نهاية، وعلى الكورد أنيدركوا ذلك، وعليهم أن يلملموا شتاتهم ويحققوا وحدتهمومطاليبهم وهدفهم قبل فوات الأوان.

 

التعليقات مغلقة.