المجلس الوطني الكوردي في سوريا

ماذا بعد داعش ….؟!

51
منذ زهاء سنتين كتبت أن داعش هي السكين التي بها يعاد رسم خرائط المنطقة. اليوم بدأت الناس تتساءل وماذا بعد داعش؟. استشعارا منهم بقرب نهاية داعش. وكتبت في مناسبات أخرى أن أدوات المحرقة السورية لن تكون قادرة على المشاركة في مرحلة ما بعد المحرقة لأنها غير مؤهلة كتكوينات أولا وثانيا لأنها ستحترق مثلها مثل كل أدوات المحارق في المحرقة ذاتها.
واليوم الكردي البسيط الذي أخذته الحمية مع الانتصارات التي حققها التحالف الدولي باستخدام قوات ال ب ي د وبنى أحلاما يستغرب من بعض التصريحات الأمريكية التي تصدر هنا وهناك ويحاول أن يكذب ما يسمعه من تلك التصريحات لأنه لا يستطيع التصور بعد كل الذي جرى أن تخرج تلك القوات من المولد بلا حمص. فلو ابتعدنا قليلا عن الأحلام وحاولنا النظر إلى العالم بعين العقل لوجدنا أن السياسات الكبرى لا تحددها العواطف ولا أحلام العصافير وإنما ترسم وفقا لاستراتيجيات رصينة حاملها الأساسي هو المصالح الكبرى للعالم وهنا لا يجب النظر إلى مصطلح المصالح على أنه يمثل مجرد المنافع الإقتصادية للقوى الكبرى رغم أهمية المصالح الإقتصادية إلا أنها ليست وحدها تحدد السياسات علينا النظر إلى مفهوم المصالح بما هو أوسع من المنافع الإقتصادية بحيث يشمل المصالح الأمنية واستراتيجيات قيادة العالم والتحديات الكبرى التي تواجه البشرية ومصير كوكب الأرض…… وقضايا كثيرة متشابكة تساهم في رسم السياسات الاستراتيجية الكبرى. عودا على بدء ومحاولة الإجابة عن السؤال. ماذا بعد داعش؟.
إذا كانت داعش هي أداة لإعادة رسم الخرائط فما بعدها يعني خريطة جديدة لكل من سوريا والعراق هذه الخريطة الجديدة ستكون الحجر الأساس لإعادة بناء الخرائط في المنطقة وإعادة بناء مفهوم الدولة الوطنية إذ الدول بمفهومها القديم لم تعد قادرة على تلبية الحاجات الإجتماعية لمجتمعات ما بعد الحداثة والعولمة. كما للحديث بقية فإن لإعادة رسم الخرائط تتمة.
شمس الدين حمو ( بافي هاور )

التعليقات مغلقة.