المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أنا كردي … ناصع كالثلج أموت .. هذه الارض تتسع للجميع ..

90

الكاتب “نبيل الملحم ”

مع أنهم باتوا يشترون ملابسهم الداخلية من مولات وول ستريت، مازال عرب، ويسار من عرب، وقوميون من العرب ينظرون إلى الكردي، مطلق كردي، باعتباره “كائناً قادماً من ادغال التاريخ”، أكثر من ذلك، فكل ما يأملون منه، وله، أن يكون “بويجياً” على رصيف شارع العابد، أو نادل مقهى في ساحة المرجة السورية.
ليس محمد طلب هلال من أرسى القاعدة وأورثها فحسب، لكنهم اليساريون، (فاقعو الاحمرار)، يوطّدون العزم على إرساء قاعدة:”الكردي إسرائيلي المستقبل”.
لا أفهم كل هذه الفوبيا من أين وصلت إلى كل تلك الأدمغة، ولا أعني بطبيعة الحال دماغاً من فصيلة دماغ عبد الرزاق عيد وقد تناسل من الخنزير، لا.. أعني أدمغة كان يمكن أن لا تنتمي إلى الخنزير، من شاكلات منظرين من (يسار) و(قوميون) عرب، وهؤلاء، لم يتسن لهم تحسين مكان الكردي، برفعه إلى ضارب طبل، أو زمّار، مع الاصرار الفادح على القول بأن الكردي، شوكة المستقبل، ولا يعوز هؤلاء تضامنهم مع النصرة، إن كانت تواجه الأكراد، ولا داعش إن انتهكت كرديات يزيديات، ولا أروغان، إذا ما كان مشروعه لا يقوم سوى على استعادة السيف الذي طال رقاب الأرمن، ليحزّ به رقاب الكرد من السوريين، ويمعن في تفكيك العرب السوريين بدءاً من برغي في معمل، وصولاً لجغرافية وتاريخ.
لا أعرف سبباً لهذه الفوبيا، سوى ان الكرد (كفّار وملحدين)، مع ان الكثير من ائمة المسلمين من الكرد (الملحدين)، فإذا كان للحاضر أن يحكم، فلا أعتقد أن ثمة كردي واحد سطى على قبر أيّ من أجداد عربي أو سرير عربي أو لفافة رضيع، كل ما أعلمه، أن حفنة من المقاتلين الكرد في قلعة الشقيف، حموا القلعة ببسالة النسور، حتى ما بعد سقوط بيروت، وإذا كانت الحكمة للتاريخ، فمن حق:
– المسلم، أن يلعن كريستوف كولومبوس، وقد أباد المسلمين الماندينيك، وقد وصلوا أمريكا، وتزاوجوا مع الهنود الحمر، وانتشروا في الكاريبي أيضاً ليحرث سيف الأمريكان البيض رقابهم في مجازر أغفلها التاريخ، وما تزال معلّقة في انديانا حيث موطن الهنود الحمر.
– من حق الهندوسي، أن يحقد على المسلم كوارث للتاريخ، أقله إن علم بحمام الدم ذاك، في القرون الوسطى، حين اُعلن ان 400 مليون هندوسي تمت اذابتهم خلال الغزو الاسلامي للهند، أما الناجون، فقد تم استعبادهم و اخصائهم.
– من حق المصري أن يثأر للمحروسة من العثماني، وقد انتهك ابن عثمان حرمة مصر، وما خرج منها حتى غنم أموالها، وقتل أبطالها، ويتم أطفالها، وأسر رجالها، وبدد أحوالها، وترك من بين مآثرة فضيلة اختراع الخازوق.
– ومن التوتسي أن يعادي الهوتو، بعد مجزرة ارتكبها الأول بحق الثاني، ضحاياها 800 ألف شخص، ورثت جثثهم مناقير الغربان وأنياب الضباع.
ما دام الأمر كذلك، هاتوا دليلاً واحد على خنجر كردي غمس في لحم عربي.. دلونا، على كردي واحد خصى عربي واحد.. نجّر خازوق واحد.. سطى على عربي واحد.
نعم.. ولأنهم ليسوا كذلك:
– انا العربي.. كردي في لحظة ما.. أقله حين أقرأ بكاسيه.. حين أصغي إلى آينور.. حين أتعلم ان هذا الكوكب يتسع للجميع.. هذه البلاد تراب الجميع.. ذاك الموت ليس لي وحدي، وكذلك تلك الحياة.
– نعم انا كردي.
والكلام ردّاً على كلام.. وسآخذ بنصيحة التاريخ ثم:
– ناصعاً كالثلج.. أموت.

التعليقات مغلقة.