المجلس الوطني الكوردي في سوريا

التربية الحديثة والتنشئة – ترجمة واعداد نسرين تيللو

65

هي دليل تطور الطفل منذ الولادة إلى سن البلوغ وهي مفهوم شامل يحتضن تطوير المهارات والأنماط السلوكية والدوافع والمواقف والقيم ليتعامل الطفل مع الحياة بمسؤولية واستقلالية لذلك تعتبر التربية دائماً ظاهرة ثقافية . والتربية تعني التنشئة الفكرية والعاطفية والأخلاقية والجمالية والدينية. ورغم أنها تقع على عاتق الوالدين بالدرجة الأولى فان رياض الأطفال والمدارس وبقية الكبار الذين يكونون على تماس مع الأطفال و يساعدوهم يساهمون في تطور شخصية الأطفال الى اشخاص مستقلين ومسؤولين .
وقد صنف الآباء وفق دراسة الباحثة الأمريكية : ديانابومريند عام … 1960 الى ثلاث نماذج :

آباء استبداديون – متساهلون – موثوقين

الآباء السلطويون : أو الصارمون , الذين يحددون معايير عالية للسلوك، ويتميزون بالقسوة في التربية ومن ضمنها استخدام العقاب هذه التربية الصارمة تمثل فيها الطاعة هدفا مهما وتشدد على أن يتصرف الأطفال بشكل جيد. و العقاب البدني هو جزء طبيعي من هذه التربية .
ثانيا : الآباء المتسامحون : الذين يكرسون لأطفالهم وقتا للتربية ولكن لا يمنحوهم الوقت الكافي من الرعاية والمتابعة . ويتهاونون قليلا في تطبيق القواعد التربوية عندما يحتج الأطفال ويتمردون . وفي عام 1970 ظهرت التربية الحرة التي لاقت لها أتباعا ومؤيدين حيث تمنح الأطفال مجالاً واسعا من حرية التصرف دون حدود واضحة . وايدتها الحركات النسائية ودعمتها ورأت ضرورة استخدام طريقة موحدة في تنشئة الأولاد ذكورا وإناثا . لكن الآباء والتربيون عبروا عن قلقهم مطالبين بحدود واضحة لتلك الحرية . وضمانات التقيد بها .و توضيح القواعد والمعايير التي اعتمدت عليها تلك الدراسة . وفي عام 1980 صنفت فئة رابعة من الآباء با للامبالين . الذين لا يوضحون الخطأ والصواب في تنشئة الأطفال أو يكون توجيههم على غير ما يرام في الإرشاد .
وتبين البحوث أن أسلوب تربية الأطفال الموثوق والانسب والأكثر آمنا لبناء شخصية سوية ومستقلة ومتناغمة .هو اتباع أسلوب المرونة لفض الخلافات ولإبعاد زيادة مخاطر القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات.
فالوالدان والتربوين قلقون للغاية بشأن أساليب التربية والبحث الأكثر نجاعة . رغم أن كل اسلوب يقوم على البحث، وتتجلى الإعتراضات بجدية فيما يلي:
إن الأطفال يولدون بمزاجات مختلفة ,والمزاج جزء مهم من شخصية الطفل فاللغة المستخدمة مع الطفل تختلف ردود افعالها وانعكاساتها لدى الأطفال وفقا لأمزجتهم . فقد تحوّل تلك اللغة اليومية الطفل الى شرس في حين لا تؤدي الى ذلك لدى طفل هادئ بطبعه . و قديكون الطفل اجتماعيا بطبعه ومختلف الإستيعاب أو خجول بطبعه . ولغة الأباء اليومية تنعكس على مزاج الأطفال وتؤدي الى استجابات مختلفة فالطفل العصبي تختلف ردات فعله عن الهادئ وتختلف ردات الفعل بين الطفل الخجول والطفل الجريئ . وهناك الطفل العنيد الذي يواجهه بعض الآباء باسلوب الشدة ., وآخرون يواجهونه بالتساهل .الآباء ليسوا كبش الفداء المتهم دائما. رغم أن الامومة والأبوة تكون ذات انماظ مختلفة . إن تأملات الوالدين لسلوك الطفل يساعد الآباء على فهم افضل لأطفالهم . ولابد من رفع الوعي حول التفاعل بين الوالدين والأطفال . وهو من بين العوامل الأساسية في التربية الحديثة . التي يمكن ان تساعد الاسر بشكل افضل . فالتنشئة يجب أن تتكيف مع طبيعة الطفل . وخصوصيته إذ لا يوجد مفتاح صالح لجميع الأطفال . ونوعية الحياة تختلف بين الأسر وهذا لا يعني عدم الوفاء بشروط التربية الصحيحة وإنما يعني اختلاف التحديات التي تواجه كل أسرة على حدة. و للوفاء بمواجهة تلك التحديات لابد من التكيف مع تنشئة الطفل وفق تلك التحديات
من جهة أخرى : الأطفال في نفس الأسرة لا يحظون بنفس طريقة التنشئة لأن كل طفل بصمة مختلفة وفريدة من نوعها وغالبا ما تكون مختلفة جدا وهناك سببان في ذلك :
1: إن الأطفال لا يرثون نفس الجينات من والديهم لذلك على الآباء والأمهات أن يضعوا نصب اعينهم التعامل مع الأطفال بشكل مختلف . فالطفل النشيط والكثير الحركة يحتاج الى حدود أكثر وضوحاُ من الطفل الهادئ, وهكذا يختلف الأشقاء في طباعهم مما ورثوه وتختلف اساليب التربية مع كل طفل . نقصد أن تتكيف التنشئة مع كل طفل على حدة وفق طباعه ومقدراته الذهنية . رغم ذلك هناك مبادئ عامة متفق عليها في التربية و حدود
يتفق عليها معظم التربويون لفهم ماهو السلوك المقبول والمرفوض . مثل منع الأطفال من اللعب في الطرقات , أو تجاوز قواعد حركة المرور وتجنب تجاوز الأماكن الخطرة . التي تهدد الحياة، وعدم إزعاج الآخرين عن قصد. وتتغير الحدود وتختلف مع تقدم العمر .
التفاوض :
لدى كثير من الآباء استعداد للتفاوض مع الطفل في حدود معينة . وهي طريقة ليست ضارة بالضرورة إذا لم يبالغ فيها فمثلاً : .إذا قرر الأب أو الأم التفاوض مع الأطفال من المهم قبلها أن يقرروا ويخططوا لما سوف يفاوضون الأطفال عليه, وإلا فإن التفاوض سيأخذ شكل الإسترضاء . كأن نتفاوض مع الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات حول ما يفضلون تناوله في وجبة العشاء ليوم واحد في الأسبوع، أو مع المراهقين حول المقدار المسموح لهم من اللعب في الكومبيوتر . و من الأسهل ضم الأطفال والشباب إلى الإتفاقيات ليساهموا في المناقشة واتخاذ قرار في ما يتعلق بهم , وفي حال الإختلاف تبقى الكلمة
الأخيرة للأمهات والآباء .
وينبغي توفير أجواء ديمقراطية وودية في البيت حيث المشاركة تكون مركزية ..

الثناء والمكافآت
المكافأة والثناء : هو اعتراف لفظي للطفل مقابل ما يقوم به من سلوك جيد ، واستخدامه كحافز لحسن السير والسلوك. فهو الأكثر فعالية عندما يأتي بعد أن يكون الطفل قد فعل شيئا إيجابيا . دون مبالغة في الثناء وأن يتناسب مع ما بدر منه والإبتعاد عن الثناء العشوائي للطفل .لأن الثناء حينها يفقد قيمته ويطور لدى الطفل مشاعر مزيفة ويطورلديه شعور مزيف بالواقع فيعتقد الأطفال أنهم ابطال العالم عندما نبالع في الثناء . كما أن الثناء المفرط والمكافأة التي تكون أكبر من الفعل قد يجعل الطفل خارج السيطرة . وقد تكون المكافأة حلوى أو ملصق إذا لم يستخدم الفاظ نابية خلال النهار . أي في حال استخدام المكافأة لثني الطفل عن سلوك سيء وتغيير سلوكه الى الأفضل لتحقيق هدف إيجابي من خلال سلوك جيد قام به الطفل .
العقوبة
يحتاج الأطفال إلى حدود واضحة تدريجيا، إذ يكاد يكون من المستحيل لتربية طفل دون أي ردود فعل سلبية. فالعقوبات تكون مثلاً بحرمان الأطفال من الامتيازات كشكل فعال من العقاب لجميع الأطفال. ومن ثم ليفهم الطفل أن العقوبة هي نتيجة منطقية لانتهاك حدود ما ، مثلاً : ركوب الطفل الدراجة بدون خوذة. وتحديد مدة العقوبة والإتفاق عليها مسبقاُ . والى متى سوف تستمر..

في عام 1987، تم إجراء تغيير على قانون الطفل بحيث أنه يحظر استخدام العنف في التربية ومنع العقاب البدني حيث تلتزم به جميع أنواع الأسر النرويجية ، ولكن في بلد متعدد الثقافات كالنرويج . لا يتمتع جميع الآباء بالمعرفة والوعي الكافيين للتنشئة الجديثة التي تعني ببساطة أن الأطفال يكبرون ليصبحوا مواطنين في هذا البلد . فالغالبية ليس لديهم فكرة صحيحة عن حرية الطفل واستقراره النفسي .ومقدراته الإبداعية . وضرورة صيانة روحه المعنوية . والخلاف في أساسه ليس دينياُ فالأديان تتفق لأن المعايير الأخلاقية متشابهه في الأديان . لكنها اختلافات انتروبولوجية .فهناك لغط كبير في أكثر تلك المجتمعات حول الحمل والولادة مثلاً . والسلطة هناك هرمية تتبع السن وتجربة الحياة . وسلطة الذكور . وصمت الطفل آزاء العنف الذي يتعرض له كقيمة اساسية ومقياس للتربية الصحيحة وإظهار اللباقة بحضور الضيوف.ليتحول الناس إلى نماذج من ضيط النفس . حتى الإبتسامة تحتاج إلى تبرير . ووجود فجوة بين حياة الطفل والبالغ إذ يترك الطفل في عزلة عن الحياة الحقيقية لينمو الأطفال بمفردهم ولا يكون لعبهم الغير موجه في الشارع الا شكلا من اشكال البلطجة وتصاريفها . في حين أن الطفولة تحتاج إلى تبسيط الحياة واستثمارها لغرس القيم النبيلة تدريجيا في نفوس الأطفال . والضرب المشروع على الوجه والجسم يرافقها نعوت سلبية لا تحصى . . هناك مشاكل الزواج المبكر و شرف ليلة الدخلة
و في مجتمع تعتبر سلوك الطفل المخطئ اهانة لشرف العائلة يلاحظ وجود فجوة بين حياة الطفل والبالغ. وتهمل التربية الطاقات الإبداعية لدى الطفل ,وتكون بعيدة كل البعد عن بناء الثقة بالنفس . وعدم مراعاة لرغباته بوضع الخيارات أمامه . ويطنون ان الطفل سيعود الى جادة الصواب من تلقاء نفسه عندما يصل مرحلة الرشد . وأكثر تلك البيئات لا تكلف نفسها بقراءة كتاب عن علم نفس الطفل واساليب التنشئة . بل تعتبر قيمها الأنتروبيولوجية هي الأساس . ولا يعرفون بدائل للعقاب البدني أو اللفظي الشائع لديهم كشكل من اشكال التنشئة . في حين أن أشكال التنشئة العنيفة يمكن أن تسبب الضغط النفسي الشديد لدى الأطفال والمراهقين ويحتاج الآباء إلى تأهيل وتوعية لإستخدام أساليب اقل ضررا .من خلال التواصل والحوار المستمر مع الأسر حول الآثار السلبية للعنف وتوفير مزيدا من الحرية للطفل وبناء الثقة بالنفس .
رغم أن التنوع ضرورة إجتماعية بشرية، يؤمل أن تقدم في نهاية المطاف أساساُ لبلورة
المقاييس لتكون ذات أهمية عالمية.
من جهة أخرى ك إن إهتمامنا المفرط بالأطفال يحولهم إلى أناس أنانيين فكيف نتعلم أن ننشء جيلا أقل أنانية .فالأنانية لا تقتصر على الأطفال والمراهقين والشباب وحسب بل تتعداها إلى الأمهات والآباء أيضا . اسعاد الآخرين هو جزء من الحل بتدريب الطفل على روح العمل الجماعي ضمن فريق , ومراعاة مشاعر الآخرين والإهتمام بهم . هناك جملة نصائح وملاحظات يمكن الاسترشاد بها ,
أن نكون لطفاءا مع أطفالنا ونكون لهم قدوة حسنة في سلوكنا فالطفل يتعلم من الأفعال ولا يتعلم من الأقوال . والحفاظ على علاقة المحبة والرعاية لهم . وضع معايير أخلاقية عالية لوضع أولوية واعتبار للآخرين ولنتذكر أن سعادة أطفالنا ليست أهم من غيرها . نظرة الإمتنان عن سلوكهم الحسن والثناء عليه لأنه مصدر مهم للسعادة . توسيع دائرة اهتمامات الطفل .
لمحات من المراجع التالية :

Unni Wikan Sosialantropologisk institutt Universitetet i Oslo Postboks 1091 Blindern NO-0317 Oslo, Norge e-post: Unni.Wikan@sai.uio.no

Professor Stein Erik Ulvund.

,تربية نرويجية حديثة جامعة اوسلو.docx
البحث للنشر طبعا يمكننا جميعا الإفادة منه .
الأربعاء 10:20 م
ترجمة واعداد نسرين تيللو

التعليقات مغلقة.