المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الطلاب الكُرد السوريين في جامعات كُردستان … طموحات وآمال

68

ستُ سنوات من الحرب كانت كفيلة بتردي واقع التعليم في معظم أنحاء سوريا، على مستوى المناهج الدراسية وغياب الكادر التعليمي وحتى هجرة الطلاب أو تهجيرهم وبالأخص في المرحلة الجامعية، والتي تعتبر مرحلة تجهيز العقول للانتقال إلى سوق العمل والإنتاج.

ما زاد هذ الوضع سوءً بعد قيام الثورة أ ن النظام لم يولي اهتماماً بالجامعات بل كان جل اهتمامه المحافظة على كرسي الحكم ودعم قواته، كما ضيق على الطلبة وخصوصاً بعد مشاركتهم في الحراك الثوري، عبر الاعتقال التعسفي وخصوصاً للطلبة الذين ينتمون إلى مناطق خارج سيطرة النظام، فضلاً عن تعرضهم للفصل من كلياتهم ومداهمة السكن الجامعي واعتقال البعض منهم، وما تزال شريحة كبيرة من الطلبة قيد الاعتقال دون أي تهمة أو مبرر.

فاتجه الآلاف الطلاب نحو دول الجوار هاربين من الحرب وعنجهية النظام إلى جانب محاولة بدء مسيرة دراستهم التي انقطعوا عنها، فكانت التحدي في تأمين فرص ومقاعد دراسية في جامعات دول اللجوء.

في الوقت ذاته كان إقليم كُردستان العراق مأوى لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، فعمدت جامعات إقليم كُردستان إلى احتضان هؤلاء الطلاب وفتحت لهم المجال في دراسة كافة الاختصاصات وكذلك قبول طلبة الاستكمال الذين يحملون وثائق تبين وضعهم الجامعي لإتمام تحصيلهم العلمي، وذلك بالقرار من قبل رئيس حكومة إقليم كُردستان نيجيرفان بارزاني.

أحمد نور الدين حاجي، أحد الشباب الكرد السوريين، الذين يتابعون دراستهم في كردستان العراق، درس السنة الأخيرة في جامعة التنمية البشرية كلية القانون والسياسة، تحدث لموقع إعلام المجلس الوطني الكردي، عن الدراسة في كردستان، قائلاً: “الدراسة هنا جيدة جداً ولها مستقبل جيد، ويتوقف ذلك على شخصية وذكاء الطالب الجامعي”.

حول اختياره كلية العلوم السياسية أردف حاجي “أطمح أن أصبح رجل سياسة مستقبلي وأهدافي البعيدة، هي أن أصبح سفيراً دبلوماسياً أو قنصلياً أو أي شيءٍ آخر يكون قريباً من السياسة”.

كما تحدث لموقع إعلام المجلس الوطني الكردي، أيضاً خالد جامو طالب الهندسة الكهربائية في جامعة صلاح الدين بمدينة هولير، درستُ سنتين في جامعة حلب في كلية الهندسة الكهربائية وبعد أن ساءت أوضاع الجامعة والبلاد قررتُ الانتقال إلى كُردستان العراق لإكمال دراستي وأنا الآن في السنة الثالثة”، مضيفاً  “وجدت نظام التعليم هنا في جامعات إقليم كردستان مشابهاً للنظام الأوروبي والمناهج والمراجع التي تعتمد عليها تدرس في الجامعات الأوروبية، أما بالنسبة للدكاترة والمدرسين فيها فهم مختصون ويتعاملون مع الطلبة كصديق على خلاف الدكاترة في سوريا حيث كانوا يتعاملون معنا بأسلوب الاستعلاء” .

أضاف جامو قائلا “أنا لم أقارن بين جامعات سورية وجامعات إقليم كردستان لكن هنا تستطيع أن تتواصل مع الدكاترة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الاستفسارات عن الدراسة والاختبارات التي لم تفهمها.

كذلك أبدت طالبة الإعلام في جامعة صلاح الدين بسمة تاج الدين محمد فخرها بالدراسة في كُردستان قائلة: “إنه من دواعي سروي وفخري إنني أدرس في أحد جامعات كُردستان التي كانت حلماً يراودني منذ الطفولة”ـ مضيفة “أخترت الإعلام لأنها السلطة الرابعة في رصد هموم ومشاكل المجتمع وأنوي أن أنقل معاناة شعبي عبر اختصاصي وأن أكون صحفية ناجحة مستقبلاً”.

حكومة إقليم كوردستان وقعت هذا العام مذكرة تفاهم بأسم مشروع منحة ‹دافي› مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة داد الألمانية والمعهد البريطاني لقبول الطلاب السوريين اللاجئين في جامعات الإقليم وتوفير المنح المالية من قبل الاتحاد الأوروبي.

إعداد مكتب إعلام ENKS في تركيا

إعداد ديلان رشو

 

التعليقات مغلقة.