المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وليد حاج عبدالقادر: في خفض التصعيد وخفض سقف المواقف..

51

لا يكاد يمر يوم إلا وتتكشف مزيدا من الخفايا والتوجهات المتوضعة كخطط تنجز في الصراع السوري والمفترضة انها سورية / سورية ، ومعها تنجلي الانجازات على الأرض لتطرح ومن جديد ، قضايا ومواقف ، لابل أن الطبيعة والآلية التي تتم من خلالها – انقياد – الوضع السوري الى – واقعية – ايجاد حل ووصع حد لأزمتها الدموية ، هذه الأزمة التي اربكت الرأي العام العالمي ووضعتها في سياقية اكبر الأزمات العالمية ، و هنا وبعيدا عن التنظير وترافقا مع كمية الضخ المتشابكة تفاؤلا او تشاؤما ، وما بدا بديهيا في هذا السياق هو ايجاد ساحة / ساحات تحولت الى حاضنة / حواضن وكل الأطراف غرقت بشكل أو آخر في أتون أزمتها يرى فيها سوريا المفيدة له ، ورغم حجم الخسائر البشرية الكبيرة والتدمير شبه الكامل للبنية التحتية في بلد تمزق مجتمعيا ايضا ، طفت على سطح ازمتها مبادرات وتوجهات منها اقليمية وأممية ، فشلت على مدار سنين في ايجاد ولو صيغة اولية يمكن الارتكاز عليها ، سوى تلك الثنائية التي تبلورت امريكيا وروسيا منذ عهد ادارة اوباما والذي وان غابت ادارته إلا ان اتفاق كيري / لافروف هي الوحيدة التي تسير كما هي مخططة لها رغم مغادرة كيري والتي على اساسها تم تقطيع سوريا الحاضنة الأوسع الى حواضن وبدأت عملية القص واللصق التي ابتدأت من الزبداني والمعضمية وداريا وعبرت مناطق عديدة ، هذه العهدة / الاتفاق التي كانت قد اخذت مسارين ولكنها مالبثت ان تفرعت الى مسارات عديدة وبتوجهات ايضا متعددة ( في الظاهر ) رأى فيها كثيرون امورا مذهلة مالبثت ان تحولت الى شكوك حول خاصية وهدف أمريكا / روسيا كما وجدية تناقضاتهما وان كانت امريكا قد أوضحت ولاتزال بأن هدفها الرئيس هو محاربة داعش واستمرت هذه السياسة حتى بعد قدوم إدارة ترامب وليبدو الأمر وكأن ماتيوس وتيلرسون ليسا سوى موظفين تنفيذيين في ادارة اوباما ، وهنا ، بالرغم من حالة التقاطع الظاهري بين الدولتين ( أمريكا وروسيا ) إلا أن الأمور ومنذ منتصف الشهر السابع من ٢٠١٧ بعد اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب السوري / هدنة الجنوب / أخذت تتضح أكثر في بداية ابراز وفرز كثير من ملامح الفترة التي تلتها وصولا الى مرحلة ما بعد داعش وتجميع بقايا التطرف الراديكالي في مربع محافظات حلب حمص حماة وادلب حيث كانت هدنة الجنوب الإختبار الناجح للإنطلاق منها الى حالة تجريبية أوسع ، بدت ظاهرها وكأنها هي خفض للتصعيد ولكنها انكشفت ايضا على مسألة تقطيع اوصال مناطق محددة كما أسلفنا ، سيما للمجموعات الإرهابية وبدا التركيز أوضح في مسألة تحييد داعش عسكريا وتصفيته كرغبة واولوية عالمية ومجتمعية سورية ايضا وقابلها من جديد تجميع للراديكاليين المتطرفين ، وباختصار شديد ، كل هذه الخطط العسكرية اوضحت بما لايقبل الجدل ، اولوية القضاء على الإرهاب وتصفيته في البؤر التي استقرت فيها وسط غياب اي طرح جدي لحل سياسي على الرغم من مخاضات جنيف المتعددة والتي تلتها فتح سلسلة اجتماعات جديدة في آستانا على ان تختص بترتيبات خفض التصعيد بجانبها العسكري تحديدا ، وهنا ، باتت الأمور تؤكد على امرين وقد اثبتتها يوميات الصراع بين المعارضة والنظام ، لابل أن كل آليات الصراع العسكري ، اخذت منحى التطبيق العملي وفي تركيز راسخ على تنفيذ مقولة محاربة الإرهاب والقضاء عليه وعدم توفير أية رؤية / مشروع لحلول سياسية إن في العراق أو سوريا ، والملمح الأكثر الذي لا يزال يفرض ذاته هي تمسك روسيا وامريكا الصارم في ضبط ايقاع الأزمة التي تمتد على خارطة المسألة الشرقية من حدود روسيا وتتماس مع اقاليم تصل الى الصين وغالبية دول رابطة الدول المستقلة وبالتالي التعامل الحازم مرحليا وعدم المساس وبأي شكل بالخرائط الجغرافية المتموضعة ، وعلى هذا الأساس رأينا كيف تلاشت / مثلا /مظاهرات ايران واختفت توترات اخرى ، وفي العودة الى الأزمة السورية خاصة بعد انجاز خطط خفض الصراع كما خفايا التوافقات والتنازلات التي كشفت عن مقايضات مناطقية عديدة كان الأبرز فيها اسقاط حلب من ناحية وتعامل امريكا مع قوات وكتائب كانت قد أنشأتها ودربتها وسلحتها لمحاربة داعش وبعد القضاء على داعش في مناطقهم ورفضهم التنقل الى مناطق اخرى ، كيف أن امريكا هددتهم ومنعتهم من محاربة النظام / كتائب احمد العبدو ، جيش مغاوير الثورة ، كتائب شهداء القريتين .. الخ / وطالبتهم بإعادة الأسلحة المسلمة لهم ، هذه الحالة التي حاولنا مرارا حث وحدات الحماية الشعبية و ق س د الإنتباه لها وأخذ الحيطة ، وسط استهجان وسخرية واضحة منهم ، ولتكشف حرب إردوغان على عفرين بأن هناك مناطق أخرى ستشهد بالتأكيد تدخلات عسكرية عنيفة كتطبيق عملي واضح لمتلازمة خفض التصعيد والإرتكاز عليها الى مسألة الخفض السياسي للمواقف والمدرجة هنا كرؤى وبآفاق أخرى فتبدو وكأن الهدف الرئيس من كل تلك العمليات العسكرية كانت للحد من سطوة / أمراء الحرب كشخوص وكيانات بمافيه النظام / وبالترافق معها إيجاد نوع من التناقض في مخرجات التوجهات السياسية التي تتالت ، سيما بعد الإفراز السياسي لآستانا واعني بها مؤتمر سوتشي والتي على الرغم من تأكيدات روسيا وبشخص بوتين بأنها ستكون متممة لاجتماعات جنيف الأممية التي لاقت دعما ملفتا ومؤشرا صريحا بتجاوز عقد معينة وأعني به الاجتماع الأخير الذي عقد في فيينا وورقة / لا ورقة / التي حملت تصورات خمسة دول غربية وعربية ، هذه الورقة التي حملت مشروعا لحل سياسي في سوريا ضمن نطاقية الحفاظ على الإطار الخرائطي كقاعدة صلبة غير ممكنة العبث بها مرحليا ، و بالترافق مع فسحة مجال لدول اقليمية مثل ايران في كوردستان العراق وتركيا في عفرين مع تغييب أولويات هامة لكل أطر المعارضة مع إعادة صياغتها كنتاج للفرز العسكري الجديد وتغليب نزعة الإصلاح السياسي من خلال دستور حديث وعصري مع آليات انتاج شكل النظام عبر انتخابات نزيهة وبفاعلية ومراقبة اممية صارمة . وفي الختام : أن كل هذه الحروب الصغيرة ومآلات خفض التصعيد لم تكن سوى / لضبضة / القوة التي تضخمت وتأشكلت في الأساس لتنفيذ مهام لها وكيلا تنفرد او تخرج من طور التحكم فكانت لكل قوة جينة مضادة والعنوان الأوضح لها من جديد : الحرب التركية على عفرين ..

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر الموقع

التعليقات مغلقة.