المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أزمة الغاز المنزلي تجتاح أكبر منابع النفط في منطقة الجزيرة ..

57

شهدت كل من محافظتي اللاذقية وحلب السوريتين أزمةً في تأمين مادة الغاز المنزلي خلال الشهرين الماضيين ليمتد تأثيرها إلى العاصمة دمشق وازدادت في التمدد لتجتاح منطقة الجزيرة” محافظة الحسكة” ، إضافةً إلى ذلك ارتفاع سعر أسطوانة الغاز جرّاء قيام بعض التجار باحتكارها استغلالاً للأزمة .

ولايخفى على أحدٍ بأنّ منطقة الجزيرة والتي تسيطر عليها في الوقت الحالي ماتسمى ” بالإدارة الذاتية” هي منبع الغاز والبترول إذ تتصدر المحافظات السورية في إنتاجها النفطي وعلى الرغم من ذلك فإنّ أهلها يعانون الأمرّين في تأمين المحروقات كمادة المازوت الذي بات مختلطاً بالماء ومصفى بطرق تقليدية ” الحراقات” ، إضافةً للغاز المنزلي والذي بات تأمينه بمثابة نيل جائزةٍ على الرغم من ارتفاع سعر جرّة الغاز حسب وصف الأهالي.

شبكة موقعنا r-enks تابعت هذا الموضوع عن كثب وألقت الضوء على معاناة الأهالي إزاء هذه الأزمة ، إذ التقت مراسلتنا بالمواطن ” ع أ ” والذي أفاد بأنهم يعانون الأمرّين في تأمين جرّة الغاز منذ مايقارب الشهرين ، مشيراً أنه وبالرغم من ارتفاع سعر جرّة الغاز الذي تجاوز ال 3000 ليرة سورية ، ويصل في بعض الأحيان إلى 5000 ليرة في السوق الحرّة ، نجتهد في الحصول عليه دون الاكتراث لسعره نظراً للحاجة الملحة إلى الغاز.

وأضاف” ع أ” نضطر للجوء إلى السوق الحرّة وتحمّل تبعات الأسعار وذلك لأننا إن انتظرنا ماتسمى” الكومينات ” والتي تدعي بأنها تلبي إحتياجات المواطنين سنبقى من دون غاز منزلي مدّة شهرٍ ، لافتاً بأنه يتوجب على الأهالي أخذ ورقة مختومة من الكومين والوقوف في الطابور مدّة أسبوعٍ كامل ” على حد قوله”.

وتابع « يكون محظوظاً من يحصل على جرّة غاز بعد انتظار أيامٍ في الطابور وكأنه قد حصل على جائزة نوبل ، مبيناً أنّ الوقوف على الطوابير لايعني البتّة حصول الجميع على الغاز فمنهم من يعود فارغ اليدين ، ومنهم من يحمل جرته على كتفه ويعود بها ليستبدلها بأخرى مليئة من السوق الحرّة .

وكان وزير النفط التابع للنظام السوري علي غانم قد ألقى باللوم في أزمة الغاز في الأسواق السورية، على العقوبات الغربية. وقال غانم، في اجتماع مجلس الوزراء في 5 كانون الثاني 2019، إنّ سبب الأزمة هو العقوبات على نواقل المشتقات النفطية إلى سوريا. وقال الوزير إنّ 43 ألف طن من الغاز المسال، كانت متوقعة الوصول من إيران وروسيا، لم تجد طريقها إلى سوريا.

والجدير بالذكر أنّ موقع “اقتصاد، مال وأعمال السوريين” قد نشر في تقريرٍ له أنّ النظام قد عقد مؤخراً اتفاقاً مع ماتسمى “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” لإعادة تشغيل معمل غاز الشدادي، في الحسكة، عبر الوسيط ومسؤول التشغيل الجديد عمار السوسي، الذي تعهد بإيصال النفط والغاز إلى مناطق النظام. وحصل عمار السوسي على عقد بقيمة 11 مليون يورو، لتشغيل وصيانة معمل غاز الجبسة وسيتكفل بعمليات الإصلاح كاملة. وسوسي، بحسب الموقع، هو أحد ممولي “جمعية البستان الخيرية” التي تدير مليشيا مسلحة، وصاحبها رامي مخلوف.

وبدأت فعلياً عمليات ضخ الغاز الخام (نسبة الغاز المنزلي 2%) من حقول الجبسة جنوبي الحسكة، نحو مناطق سيطرة النظام في حمص، بموجب الاتفاق، إذ يتم الضخ من المحطات الفرعية إلى خط الغاز بهدف تغذية محطات توليد الكهرباء إلى حين انتهاء عمليات الصيانة. وسيحصل النظام على الحصة الأكبر من النفط والغاز، لقاء تولي فرقه أعمال الصيانة وإدارة الحقول ودفع رواتب العاملين، فيما تتعهد ما تسمى “الإدارة الذاتية” بحماية العاملين والورشات وخطوط الضخ نحو حقل التيم في ديرالزور ومعمل الأسمدة الكيماوية بريف حمص.

تقرير: بيرين يوسف

إعلام: enks تربسبيه





التعليقات مغلقة.